ورود تتكلم لغة الحب والود

أسلوب جديد يحمل الإبداع في التعبير عن المشاعر والأحاسيس

TT

«على ورق الورد حاكتب له» الأغنية بالطبع للمطرب كارم محمود، لكن الجديد فيها أنها تحولت على يد شابين لبنانيين إلى فن يزهو بأجمل العبارات والصور والرموز والأحرف.

ورود ناطقة تهمس بمشاعرك بدلا منك لحبيبك، لقريبك أو لصديقك، بطريقة عفوية تصله محملة بأروع المعاني.

«لقد غيرت رأيي، سآخذها إلى بيتي بدلا من المستشفى؛ لأنها رائعة» تقول رولا كرم ممازحة علي، العامل الذي انتهى لتوه من إعداد باقة من الورد وطبع على أوراقها «الحمد لله على السلامة» (باللغة الإنجليزية). وتتابع: الفكرة جميلة وفريدة وأنا أعشق الورد الجوري؛ لأنه الأكثر تعبيرا عما نختلجه من مشاعر تجاه الآخرين، فكيف إذا أصبح ناطقا بلساني؟

وتؤكد من قصدت محل speaking roses في منطقة زبوغا - جرود صنين أنها أصبحت زبونته من الآن فصاعدا على الرغم من بعد المسافة.

المحل الواقع في محلة الحمراء في العاصمة بيروت، يقدم طريقة جديدة للتعبير، كفيلة بنقل المشاعر الإنسانية النابعة من القلب عبر رسائل خاصة طُبعت على أوراق الورود متنوعة الألوان والأشكال والروائح.

روائح تزكي الأنوف مصدرها ورود الزنبق، القرنفل، الجوري، الغاردينيا، النرجس، التوليب، الجيربيرا، الليليوم وزهرة الأوركيد وعشرات الأنواع الكفيلة بنقلك إلى عالم مميز من الجمال الطبيعي.

الفكرة التي تحمل الطابع الإنساني بأسلوب راق ورشيق، دخلت لبنان على يد الشابين اللبنانيين علي العلي وجورج شويري منذ 7 أشهر ليصبح بذلك رابع بلد عربي يملك الحق الحصري في البيع بعد الكويت وقطر والأردن.

مصدر الفكرة الولايات المتحدة، حيث تنتشر محلات الـspeaking roses في أكثر من 30 ولاية، يقابلها انتشار لها في 10 بلدان أوروبية.

«كل وردة تتسع لـ26 حرفا مطبوعا بحبر خاص يأتينا من البلد الأم، يجف بعد ثوان من استعماله ومن شأنه المحافظة على حياة الوردة. أما الطباعة فهي عبر 8 ألوان وباللغة التي يريدها الزبون»، يوضح العلي، مشيرا إلى أن الطباعة تشمل أيضا صورة المرسل إليه أو رمزا معينا، وهي اختيارية. ويقول إنها «حازت إعجاب معظم زبائننا الذين وجدوها طريقة مميزة تغنيهم عن بطاقة المعايدة أو التهنئة».

وبما أن الإعلام يشكل أحيانا المعيار لنجاح فكرة ما أو فشلها، فإن الإعلام العالمي وصف هذه المنتجات بالأفضل لعام 2010، خصوصا أنها استمالت عددا من النجوم، وعلى رأسهم توم كروز.

«حتى لو ذبلت الوردة بعد أسبوع، وهو العمر التقريبي لها، فإن أسلوبا للعناية بها كفيل بأن يحافظ عليها لتبقى ذكرى، ويتمثل ذلك بتجفيفها بعد قلبها في مكان مظلم لتوضع لاحقا في صندوق جذاب، بينما تصمد الرسالة زمنا طويلا», هذا ما يؤكده شويري، لافتا إلى أن الماء لا يفارق الوردة؛ لأنها مزودة بأنبوب صمم خصيصا لإطالة عمرها.

من السعودية وهولندا والهند، فضلا عن السوق المحلية يستورد الشريكان الورود، وقد اكتشفا أن اللون الأحمر يتربع على قائمة الألوان المفضلة لدى الزبائن، يليه الأبيض والزهري والفوشيا والأصفر والليلكي والبنفسجي.

وحول آخر التقنيات المعتمدة، يكشف شويري عن موقع إلكتروني جديد، يسمح للزبون بتحديد جميع التفاصيل وتكوين صورة عن الوردة من حيث اللون والنوع والكمية والرسالة المراد إيصالها، وما إذا كان يريدها في صندوق أو في سلة أو إناء زجاجي وغيره من التفاصيل.

أما في حال اختياره زيارة المحل، فالأسئلة ذاتها في ملف خاص، لتنحصر لاحقا ببضعة أسئلة تتغير حسب كل طلب جديد.

أثناء تجوالك في المحل تجذبك عبارات مناسبة لكل مناسبة منها: «مع حبي»، «أحبك»، «اشتقت إليك»، «ميلاد سعيد»، أو حتى «هل تقبلين بالزواج مني؟», وإذا كنت صعب المزاج فإن لائحة تحوي مئات العبارات يقدمها لك أحد العاملين كفيلة بإرضائك.

محطة أخرى تستوقفك، أو بالأحرى وردة من نوع آخر، مطلية بماء الذهب (24 قيراطا) وهي في الأصل طبيعية قطعت 44 مرحلة قبل أن تصبح قاسية وذهبية.

ويتوافر الفضة والبلاتين كبديلين آخرين لمن لا يستطيع تحمل تكلفة الذهب.

ولا يكتمل المشهد من دون إناء مصنوع من الكريستال، مخصص بحسب نقوشه لكل نوع منها، وإلى جانبه صناديق ثلاثة ربطت بترتيب فائق.

معطيات تحتاج إلى شهادة حاضرة دائما، توضح لك كيفية صناعة هذه الورود والمحافظة عليها مدى الحياة.

مناسبات كثيرة تدفع بالزبائن إلى ارتياد المحل، وفي هذا تقول زينة فرن: «جئت إلى هنا في يوم الافتتاح، أعجبتني الفكرة وأخبرت كل أصدقائي بها عبر الـsms و(فيس بوك)، أنا أحب الورد، خاصة التوليب الذي طبعت عليه عبارات مثل: I love you mom». وتضيف: «أقصد المحل أسبوعيا لمناسبات عدة، خصوصا أن الأسعار منطقية ونوعية الورد عالية».

معادلة تجدها عكسية لدى ياسمين إبراهيم، التي تهدي أكثر مما تستقبل: «congratulations هي من أفضل العبارات التي طلبت طباعتها على ورق الجوري». وتقول: «أخبرت أمي بها، فبتنا نزور المحل بشكل دوري، وأحيانا أرسل طلبي عبر الموقع الإلكتروني، الذي وجدته مميزا بورود تبهر النظر وتدخل البهجة والسرور في نفس المتلقي».

تجدر الإشارة إلى أن عدد أعضاء الموقع بلغ 1400 حتى الآن، بعد أن توسعت خريطة الزبائن لتشمل بعض المطاعم والمقاهي والمحلات المخصصة لتزيين الأعراس وبعض الإذاعات.