آلاف اللآلئ والأحجار والساعات لتنفيذها

عندما تتحول الأزياء إلى لوحات متحركة

TT

صحيح أن الـ«هوت كوتير» ليست لكل النساء، فعدد زبوناتها قليل جدا ومتناثر في كل أنحاء العالم، لكن لولاهن ولولا الحلم الذي يشعله هذا المجال في النفوس، لما بقي صامدا في وجه الأزمات الاقتصادية المتتالية. وفي العصر الحالي عندما أصبح الترف يتضمن كل الفنون، فإن قطعة أزياء من الـ«هوت كوتير» تعتبر لوحة فنية بلا منازع. في عرض «شانيل» الأخير، مثلا، لم يبخل مصممها الفني، كارل لاغرفيلد على كل قطعة فيها بعناصر الترف والحرفية العالية، التي ترقى بها إلى هذا المستوى. فبعضها رصع بنحو 400 ألف لؤلؤة وأحجار كريستال، رغم أنه زاوجها مع بنطلونات الجينز أو الأحذية المنخفضة تماما وكأنها شباشب مشدودة للوراء بحزام شفاف لا تراه العين. لكن النتيجة جاءت تضج بالحيوية والحداثة، التي أصبحت ماركة مسجلة لهذا المصمم المخضرم.

الألوان أيضا كانت هادئة ومريحة للعين، وبررها المصمم بقوله إنه استلهمها من أعمال ماري لورانسين، في الفترة ما بين 1908 و1930. وهي الفترة التي ربطتها بنيكول غرولت، أخت المصمم بول بواريه، علاقة صداقة وطيدة، وهذا ما يفسر درجات الرمادي المائل إلى الأصفر التي غلبت على بعضها. أما عن إدخاله الجينز إلى الـ«هوت كوتير» وهو الأمر الذي قام به منذ بضعة مواسم، فشرحه المصمم في تصريحاته المتعددة أنه ابن عصره من جهة، ومتابع جيد لنبضاته وثقافته، وأن المرأة الأنيقة يمكنها أن تخلق أسلوبها الخاص بحسب ما يناسبها من جهة ثانية: «إذا كانت المرأة برجوازية، فإنها ستنسق الجاكيت التويد مع تنورة طويلة بعض الشيء، ولن تفكر في تنسيقها مع بنطلون على الإطلاق، لكن الفتيات العصريات، وزبونات الـ«هوت كوتير»، فلا يتحرجن من تنسيقها مع الجينز، حتى وإن كانت مرصعة.