السعودية: زينة الأظافر ونقوشها تكتسح عالم الجمال وتزاحم نقوش الحناء

60% يفضلنها على الرغم من تأثيراتها السلبية والبعض يراها أزمة جمالية

النساء يجدن في نقوش الأظافر وزينتها نوعا من الكماليات الجمالية
TT

ظاهرة جديدة تكتسح عالم الجمال والموضة تتمثل في النقش على الأظافر، بلمسة إبداعية أقرب للتصورات الخيالية. فالظاهرة لم تعد تقتصر على الألوان بل طالت بعض الفصوص والكريستالات بأشكال لاصقة بألوان وأحجام مختلفة معلنة تفوقها الحالي على نقوش الحناء في خطوة لاقت استحسان البعض ونفور البعض الآخر ممن يعتبرون الظاهرة ضربا من الجنون أو تتنافى مع الذوق الرفيع.

رصدت «الشرق الأوسط» تلك الظاهرة وتبعاتها في عالم الجمال وكانت الحصيلة مثيرة ومتنوعة. تؤكد سفيانة أديب، وهي اختصاصية تجميل ومتخصصة في نقش وزينة الأظافر أن نسبة الطلب على هذه الصرعة تفوق الـ60 في المائة وتقول إن المأخذ الوحيد عليها من قبل المعجبات بها عدم توفر مراكز متخصصة متذمرات أن بعض هذه المراكز يفتقر إلى الاحترافية في رسم النقوش الدقيقة، خصوصا أن عملية الرسم والنقش تختلف من متخصصة إلى هاوية. ففي الدول الأوروبية تقدم دورات متخصصة لتنفيذ النقوش بألوانها المتعددة في حين أن المراكز في بعض الدول العربية تعتمد على الهاويات من اللاتي تعلمن هذا الفن من خلال بعض مواقع الإنترنت. وتضيف سفيانة: «على الرغم من أن ما تقدمه الإنترنت مفصل فإن التدريب ضرورة ملحة تساعد على مضاعفة التركيز وإتقان استخدام الريشة الدقيقة من دون اهتزاز، وهو قد يقلب موازين النقش».

وعن الإكسسوارات المستخدمة ووزنها، تقول السيدة أديب إن هناك أنواعا خفيفة منها، تتمثل في فصوص صغيرة من الكريستالات وأشكال مختلفة من «الغليتر» وهو نوع من البودرة اللامعة تثبت بنوع من طلاء الأظافر الشفاف، إلى جانب تداخلات مختلفة من الألوان قد تتجاوز الخمس ألوان، وأردفت: «قد يعتبر البعض ومن خلال الوصف أن تلك اللمسات الفنية مبالغ فيها وقد يتأثر أحيانا بالصور، التي تظهر بشكل مغاير للحقيقة، إلا أن كل تلك المبالغات في الوصف والصور تبقى تحت مظلة فن من فنون الزينة النسائية وللسيدة اختيار ما تراه مناسبا لها».

وتعلق اختصاصية التجميل بأن هناك شريحة كبيرة من النساء، تتراوح أعمارهن ما بين 15 إلى 40 يجدن في نقوش الأظافر نوعا من الكماليات الجمالية يلجأن لها في مناسبات معينة. لكن رغم جمالياتها، فإن استعمالها بكثرة وفي أوقات متقاربة قد يضر بالأظافر ويسبب مشكلات تحتاج إلى علاج حتى يعود الظفر إلى حالته الطبيعية في بعض الحالات. فاستخدام المواد الكيمائية وألوان الطلاء بشكل يومي يسبب تغيرا في شكل الظفر ويؤثر على صحته وحيويته ليأخذ لونا أصفر ويصبح هشا يتكسر بسهولة. وتشرح سفيانة أن هذه المواد تعزل الهواء عن الظفر وتمنع الرطوبة المكتسبة من خلال الجو الطبيعي المحيط بنا، كما أن الجلد المحيط بالظفر قد يتأثر ويصاب بنوع من الأكزيما والحكة المزعجة.

ورغم كل هذه المضاعفات التي تحذر منها سفيانة، فإن العديد من النساء يفضلن استخدام الأظافر الصناعية، وهو ما تفسره اختصاصية التجميل بقولها: «للأسف فإن أغلبية هؤلاء لا يولين أظافرهن الاهتمام اللازم، فهن يعرضنها لمواد التنظيف المركزة، ومع الوقت يصبح الظفر باهتا وتعتليه بعض التعرجات وهذا لا يساعد في عملية النقش، لذا نقترح على الزبونة استخدام الأظافر الصناعية للظهور بشكل أجمل. وهذا لا يعني أن الأظافر الصناعية ليس لها أضرار جانبية، فالاعتماد الدائم عليها بداعي الزينة يؤثر سلبا وبصورة مضاعفة على الظفر الأصلي وقد يسبب به تشوهات والتهابات مختلفة تطال ثنايا الجلد المحيط به».

من جهتها تقول سلوى ماطر وهي إحدى السيدات اللاتي يرفضن فن الأظافر ولا ترى بها أي جمالية: «لا أعرف ما الفائدة من كل تلك البهرجة المبالغ فيها. فالفتيات وبعض السيدات يتأثرن بما تعرضه بعض القنوات من خلال الفيديو كليب والذي تحاول من خلاله الفنانة الظهور بشكل يفوق الطبيعي لتجميل الصورة المعروضة. لكن فكرة أن تلقى تلك الصرعة كل ذلك الرواج تفسر بالنسبة لي بالأزمة الجمالية، التي يمكن أن تتفاقم لتضر بالصحة». وتضيف السيدة ماطر: «ليس هناك ما هو أفضل من الحناء، بمختلف نقوشها وألوانها للمرأة. فهي طبيعية ولا ضرر منها وشكلها يليق ويتناسب مع مختلف الأعمار».

أما سامية الخالدي، وهي طالبة جامعية، فتقول: «نتنافس على كل ما يضيف لمسة جمالية علينا، إلا أن الحرم التعليمي يدفعنا نحو التقيد بزينة الأظافر الفرنسية التي تعتمد على لون واحد من الطلاء، يعكس شكلا طبيعيا مع بعض (الاستكرات) التي تزين أطراف الأظافر». وأردفت: «أما في المناسبات فالمجال مفتوح لاختيار الألوان المجنونة ودمجها بشكل إما متناسق أو بشكل غريب، يعكس الذوق الشخصي والتوجه، علما أن حب التميز يروض ذائقة المرأة ويجعلها تقبل بالصرخات الغريبة».

وعن فكرة الحناء كبديل، تعلق الخالدي: «لم تعد الحناء بالأهمية التي كانت عليها في زمن أجدادنا فتلك الزينة تظل داخل إطار التراث وذكريات الجدات وكبيرات السن، بدليل أن حتى العروس يوم زفافها لم تعد تولي نقوش الحناء أي اهتمام، وتفضل عليها زينة الأظافر. فالتخلص منها يبقى أسهل من التخلص من الحناء التي قد تسبب بعض الحرج بعد أن تبدأ نقوشها بالاختفاء لتعطي لونا أصفر غير مستحب».