«الأروماثربي».. يجمل ويسعد أيامك

من ألوان الماكياج إلى دروس في السعادة الزوجية وتهدئة أجواء المنزل والعمل

TT

معادلة الجمال حلم المرأة منذ بداية البشرية، وصفحات التاريخ تشهد على شخصيات دخلته من بوابة الجمال وتربعت على عرشه، نذكر منهن نفرتيتي وكيلوباترا اللتين تناقلت الشعوب ومراكز العناية والتجميل العالمية وصفاتهما. ويزيد الاستناد إليهما وإلى جمالهما في الآونة الأخيرة كونهما استعملتا ثمار الطبيعة في هذه الوصفات، وهو الأمر الذي ينادي به الكثير من الخبراء، ويطلق عليه البعض علم «التجميل الصحي».

تقول خبيرة التجميل الصحي، دينا الجارم، حول هذا الموضوع: «اجتهدت لعلاج وحل أغلب شكاوى المرأة التي تتعلق بجمالها بعيدا عن مساحيق التجميل، فالجمال لا ينحصر في الشكل الخارجي فحسب، بل أيضا في نواحٍ أخرى يجب الالتفات إليها واستغلالها كاملة للحصول على التوازن المطلوب في حياتها».

تتابع: «دراستي كانت بعيدة عن هذا المجال، إذ تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبعدها سافرت إلى الولايات المتحدة لدراسة أصول علم (الأروماثربي) الذي يعد فرعا من الطب التكميلي وحجر الأساس للتجميل الصحي. ويتلخص مفعول الشفاء في العطور والزيوت وبعض العصائر والأعشاب الطبيعية. وكانت الدراسة متعمقة للغاية وليست مقتصرة على العناية بالبشرة والشعر، بل تشمل أمورا أخرى، منها كيفية اختيار ألوان الماكياج، ودروس في السعادة الزوجية، وتهدئة أجواء المنزل والعمل، وغيرها. وبعد حصولي على شهادة معتمدة دوليا أصبح لي الحق في تصنيع وتوزيع منتجات التجميل الطبيعية، لا سيما بعد أن اكتسبت خبرة في توظيف الأعشاب الطبيعية والزيوت العطرية في كل مجالات التجميل».

ما شجع دينا الجارم على هذا أنها كانت كلما كانت تقرأ المكونات المكتوبة على بعض العبوات باهظة الثمن تجد أنها متوفرة في الوطن العربي وبالإمكان صنع نظيرها ما دامت هناك معلومة صحيحة وعناصر طبيعية عالية الجودة. كانت تعرف أن عدم البخل في مواد التحضير مهم جدا، وبعد تجربة أعشاب كثيرة وجدت أن أفضلها متوفر في مدينة الفيوم لأنها عضوية، بالإضافة إلى أعشاب المغرب العربي. وبالفعل بدأت في تطوير الكثير من المستحضرات التي تتناسب مع مشكلات المرأة العربية، على شرط أن تعرف هذه الأخيرة أبجديات علم (الأروماثربي)، وخصوصا إتقان لغة الحوار العطري. فالعطور، حسب رأيها، عناصر تتفاعل مع الدماغ وتؤثر بشكل كبير على الغريزة والذاكرة وأيضا الاستقرار النفسي. والجدير بالذكر أن بعض المعابد الفرعونية مكتوب على جدرانها وصفات كثيرة نقلها الأجانب إلى حضارتهم واستفادوا منها في شتى مجالات الحياة.

في اليابان وأميركا، مثلا، طبقوا بعض نظريات «الأروماثربي» في البنوك لأنهم عرفوا أن زيت الليمون يقلل من حصول الأخطاء بنسبة 54%. وفى أماكن الانتظار يضعون عطور الياسمين لأنها تقلل الضغط النفسي، وهكذا.

وتشير دينا الجارم أن التجميل الصحي يعلمنا أن ننظر إلى الجمال من الداخل، «فهناك جوانب خفية سواء على المستوى النفسي أو الغذائي، لا تراها العين، وعلم (الأروماثربي) بمكوناته يساعد على علاج الجوانب الخفية فنحصل على بشرة خالية من العيوب وشعر صحي، وهذا ما تطمح إليه كل حواء». مضيفة أن «الجمال الحقيقي مقياس لحالتك الصحية والنفيسة، وبشرتك الخارجية ما هي إلا مرآة لما يحدث بالداخل، فعندما تكون حالتك النفسية سيئة، لا تتوقعي أن تكون بشرتك صحية أو شعرك يلمع، وذلك أن التوتر يرفع من نسبة إفراز هرمون الذكورة في الدم، مما يؤدي إلى سقوط الشعر وما شابه، وإذا لم يعالج بسرعة فإن المشكلة تستفحل، وهنا يدخل دور المعالجة بالأروماثربي».

وفي هذا الصدد تقدم خبيرة التجميل بعض نصائح الجمال لإيقاظ روح الأنوثة الكامنة بداخل كل فتاة:

- يجب على كل واحدة أن تبتعد عن ثقافة «التيك أواي»، فالجمال ليس حقيبة مليئة بمستحضرات التجميل لإخفاء العيوب فحسب، ولكنه ينبع من الداخل، وأكبر مثال أن الجيل السابق لم يكن يستخدم مستحضرات التجميل إلا في المناسبات، ومع ذلك كانت المرأة تتمتع ببشرة نقية وشعر صحي.

- ابدئي بالاهتمام بجمالك مبكرا، حين تبدأ كل الغدد عملها بكفاءة عالية، فمع تقدم العمر ينخفض المعدل.

- إذا كنت ممن يعانين من الهالات السوداء، لا تحاولي إخفاءها أبدا وابحثي عن الأسباب، ربما تكون الإمساك، أو كثرة السهر، أو التوتر، وما شابه من أمور تؤدي إلى ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، فيتغير لون الوجه، وخصوصا تحت العين، لأن هذه المنطقة رقيقة جدا ولا يوجد فيها غدد دهنية.

- اعصري عدة خيارات في الخلاط وضعيها في الثلاجة لكي تستخدميها ككمادات عيون.

- كل مساء قومي بتمارين للمنطقة المحيطة بالعينين، تكون على شكل ضربات خفيفة بواسطة الأصابع كالعزف على البيانو، فهذا من شأنه أن ينشط الدورة الدموية حولها.

- تكون البشرة مجهدة بعد إزالة الماكياج، لذا يجب تنظيف البشرة وتعويضها عما فقدت من طراوة في الوقت ذاته. يكون ذلك بتحضير «تونيك» من الحليب والردة لغسل الوجه، حيث تُغلى الردة ويذاب في مائها ملعقتان كبيرتان من الحليب البودرة، وعندما يبرد يغسل به الوجه. فالردة تحتوي على نسبة عالية جدا من فيتامين E المهم لتجديد خلايا البشرة.

- مثل الهالات السوداء، فإن الانتفاخ تحت العين يكون له عدة أسباب يجب التعرف عليها أولا، منها التأكد من صحة القلب، المبايض والعامل الوراثي، بعدها تقليل الملح في الطعام لأنه يحبس الماء في الجسم. تقشر حبة بطاطس وتوضع على ورق ترشيح، ثم تفرد أسفل العين للتخلص من أي انتفاخ.

- طقس الوطن العربي يؤثر على البشرة الدهنية، لأنه يزيد من إفراز الدهون فتخرج على هيئة حبوب. إذا كنت واحدة ممن يعانين من هذا الأمر، احتفظي دائما بسائل تنظيف في حقيبتك، علما بأنه يمكن إعداده كالآتي: 10 نقاط زيت روز ماري، 10 نقاط زيت الكافور، 5 نقاط خل التفاح، 10 نقاط ليمون، تخلط جميعا وتحفظ في زجاجة. كما يمكن تحضير قناع طين مرتين في الأسبوع لأنه ينظف البشرة ويساعدها لاحتواء الطين على معادن تتشرب الدهون.

- لا تنسي رش زهور الياسمين واللافندر بين ثيابك لتساعد على الهدوء والانسجام دائما فتحيط المنزل بجو من السعادة.

- عطري غرف النوم بروائح الروز ماري، المسك، العنبر، ولا تنسي السجادة التي يمكن رشها ببودرة معطرة بالورود أو الليمون.

* إلى جانب الشموع المعطرة وجلسات التدليك وما شابهها من أمور نلجأ إليها للحصول على راحة ولو مؤقتة، فإن الزيوت أيضا لها دور كبير في منحك الراحة النفسية وتخليصك من التوتر والضغوطات. وقد تبين لشركة «إيليمس» أن زيوت الخزامى والبابونج والورد بعض من الخلاصات المثالية للحصول على راحة الأعصاب، فهي تخلص من التوتر وتحسن المزاج، كما تخفف من تشنج العضلات والأرق، ومن هنا يأتي دور مستحضرها «دي ستريس ماساج أويل» (Elemis De - stress massage oil)، الذي يمكن ترطيب كامل الجسم به بعد حمام دافئ، وضرب عصفورين بحجر بذلك، الحصول على بشرة ناعمة ومرطبة، وعلى الراحة النفسية وإحساس لذيذ بالسكينة. في الليل يمكن تدليكه على الصدر لنوم عميق.