منزل دومينيك حوراني يشبهها ويعكس شخصيتها

تقول إن كل قطعة فريدة حرصت على اختيارها بدقة لتتناغم مع أجواء المكان

TT

اختارت الفنانة دومينيك حوارني منطقة وسط بيروت، لتسكن فيها، ويقوم المهندس حسن زين الدين، حاليا، بوضع اللمسات الأخيرة على ديكور شقتها التي تقع في الطابق العاشر من أحد المباني الفخمة المطلة على بحر بيروت.

البيت مؤلف من 4 غرف نوم، و3 صالونات مفتوحة على بعضها البعض، وشرفة كبيرة أضفت على البيت رونقا وفخامة، من خلال الواجهة الزجاجية الكبيرة التي تسمح بالتمتع بجمال العاصمة بيروت، وعمرانها، الذي يعكس حضارة المدينة وأصالتها وتراثها وعراقتها.

أرادت حوراني لنفسها بيتا يشبهها ويعكس شخصيتها التي تجمع بين الغموض والحميمية؛ إذ تقول: «لا توجد قطعة في البيت تشبه الأخرى، ولقد حرصت على اختيارها بدقة وعناية، لتبدو منسجمة ومتناغمة فيما بينها». وتضيف: «يجمع الديكور بين الحداثة والكلاسيكية، المستوحاة من أجواء القرون الوسطى، وهذا يبدو واضحا من خلال طغيان اللون الذهبي، وهو اللون المفضل عندي؛ فقد طلبت أن تطلى به الجدران، كما الأسقف والأبواب، إضافة إلى الستائر، وبعض قطع الأثاث. أردت أيضا أن تكون أجواء البيت بعيدة عن المدنية، وأقرب إلى الطبيعة، ومن هذا المنطلق كان التركيز على استعمال الجلد والحيوانات المحنطة التي تتوزع بوفرة في أرجائه».

غرف النوم الأربع لا تشبه بعضها البعض على الإطلاق؛ فغرفة النوم الأساسية اختارتها باللون الأبيض. والسبب كما تشرح: «لأن هذا اللون يريح النفس، وهذه الناحية ضرورية في غرف النوم، كما أنني سعيت لأن تعكس الغرفة أجواء ألف ليلة وليلة الساحرة، من خلال الديكورات، الستائر، الأثاث وكل التفاصيل الأخرى التي تعيدنا إلى قصة الحب التي جمعت بين شهرزاد وشهريار».

أما غرفة الطعام، فيطغى عليها اللونان البني والذهبي؛ حيث تقول حوراني: «اخترت هذين اللونين معا لأنهما يشكلان عند اجتماعهما معا خلطة مميزة تجمع بين الرقي والفخامة. بالنسبة لمائدة الطعام فهي مصنوعة من الخشب المغطى بقشرة ذهبية والمطعم بالجلد، تحيط بها كراسي خشبية ملبسة بجلد التمساح البني الداكن. أما الصالونات الثلاثة فهي متنوعة بين البنفسجي والأخضر الصارخ والزهري، ولكل لون من هذه الألوان رمزيته. فالبنفسجي مثلا، هو لون دافئ ومتناقض، يجمع بين الخير والشر، بينما يرمز اللون الزهري إلى الطهارة، ويذكرني دائما بقصة الأميرة الضائعة».

بالنسبة للجدران، ارتأت حوراني أن تكون مغطاة بورق الجدران، الذي تبرز فيه نقوش على شكل دوائر؛ لأن «الدائرة ترمز إلى المجهول واللانهاية» كما تقول حوراني، مضيفة: «هناك الكثير من اللوحات التي تزين الجدران، ومعظمها باللونين البنفسجي والأخضر الصارخ، ولقد اخترت هذين اللونين، لأنهما يتناغمان مع لون الصالونات. من بين هذه اللوحات، هناك لوحة مميزة يزيد عمرها على 300 عام، وإلى جانب اللوحات، هناك الستائر المصنوعة من الدانتيل الذهبي، الذي يتداخل معه الأخضر الفستقي المرسوم يدويا».

أما الأرضيات التي تبدو أقرب إلى المرايا، فهي مصنوعة من الرخام الأبيض كبير الحجم، الذي تشرح حوراني أنها فضلت فيه أن تحافظ على جمال البلاط، وأن تتركه عاريا من السجاد، باستثناء بعض القطع الصغيرة التي وزعتها على أطراف الغرف المصنوعة من جلود الحيوانات، كجلد البقر البني، وجلد الحمار الوحشي المخطط، وجلود الأحصنة، كما زينت أيضا الطاولات بقطع من جلد النمر، الذي يستخدم عادة في صناعة المعاطف».

ولأن للإنارة دورا مهما في إبراز جمال الديكور، فلقد وزعتها حوراني، كما التحف في جميع أرجاء البيت لتتنافس مع المرايا، التي تعكس أنوار مسجد محمد الأمين وهو مضاء ليلا باللونين الأزرق والأصفر، الذي يبدو كقصر قديم من قصور الأحلام.