كما للصيف أقمشته وألوانه، كذلك للعطور مكوناتها وخلاصاتها المنعشة، وهذا الصيف أغدق خبراء العطور على الرجل عطورا تستمد ثقلها من تميزها وتفردها أولا وأخيرا، وليس فقط من خلاصاتها القوية. دار «لويفي» الإسبانية ترجمت هذه الفلسفة في عطر أطلقت عليه «Loewe Solo Absoluto»، استوحته من ملك الشمس الفرنسي، لوي XIV، وعادت فيه إلى عطرها «سولو» الذي أطلقته في عام 2004، لكن هذه المرة بنغمات أعمق وأكثر شرقية.
واللافت للنظر أن تأثير هذا الملك جاء واضحا في صنع هذا العطر من انتقاء الخلاصات إلى تصوير الحملة الترويجية له، مرورا بتصميم القارورة وخاماتها. ولا شك أن رشة واحدة من العطر، من شأنها أن تحمل صاحبه إلى زمن البلاطات والقصور الفخمة لتزيد ثقته بنفسه واعتزازه بها. تجدر الإشارة إلى أن محاولة «لويفي» ربط علاقة بهذا الملك لها ما يبررها، فهي لا تعود فقط لأنه كان الأب الروحي لفرنسا كما نعرفها اليوم، وللآداب والفنون، كما لا تعود فقط لأنه كان عاشقا للفخامة والترف، بل أيضا لجذوره الإسبانية، فقد كان نصف فرنسي، نصف إسباني، وهذا ما يجعله بكل ميزاته ومواصفاته، ملهما مثاليا.
أما الرجل الذي يتوجه له هذا العطر، فهو، مثل هذا الملك الذي دخل التاريخ بفضل قوته واستقلاليته ونظرته المستقبلية، رجل واثق وأنيق، لكنه أيضا عفوي وتلقائي حتى عندما تشتعل بداخله جذوة الطموح والرغبة في تحقيق المستحيل. تناقض متناغم يلعب على الحداثة والكلاسيكية، وعلى القوة والخفة بفضل نغماته التي يتزاوج فيها شذى اللافندر والنيرولي بأريج الأوركيد وخشب الصندل والبخور والبرغموث والريحان والمسك والعنبر إلى جانب زهر البرتقال.