تجهيز الحدائق لفصل الصيف بدأ منذ أشهر

نهاية الشتاء.. بداية التفتح

TT

انطلاق معرض «تشيلسي» السنوي للزهور في الأسبوع الماضي، يدعو دائما إلى معانقة الطبيعة بتفتحها وملذاتها. النجمة البريطانية هلين ميرين التي سميت وردة باسمها في هذا المعرض، قالت في هذا الصدد: «أتمنى ألا نرى حدائق مهملة في المستقبل، فحتى لو لم يوجد بها سوى نبتات البطاطا فهذا سيكون شيء جيد.» وعلى الرغم من هذا الكم الرائع من الحدائق المتفتحة بشتى أنواع الأزهار والنباتات، فإن الاستعدادات تبدأ منذ فترة طويلة، وتحديدا منذ نهاية فصل الشتاء التي قد تكون قصيرة نسبيا، لكنها الفترة التي يتم فيها تجهيز الحدائق لاستقبال فصل ربيع آخر وموسم زراعي صيفي.

وتبدأ زهور التيوليب وأزهار الربيع الأخرى مع وصول أول شعاع للشمس، في التفتح لتكسو الحدائق التي يجري تحضيرها بشكل جيد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن إريكا برونكن، وهي مديرة أكاديمية للتشجير في باد تسفيشنان شمال غربي ألمانيا، القول عن تحضير الحدائق بأشجارها، إن من الضروري القيام بعمليات تقليم الأشجار والتخلص من الفروع الجافة مع نهاية الشتاء مباشرة، لإتاحة الوقت المناسب لالتئام آثار هذه العملية وظهور فروع يانعة جديدة تحمل أزهارا وربما ثمارا جديدة. وبالطبع، فإن التقليم وتوقيته يعتمد على موسم تفتح الأشجار وتزهيرها.

وتضيف أن تقليم الأشجار في الشتاء يعني أن عودتها إلى ما كانت عليه تأخذ وقتا أطول بسبب البرد والجليد والمطر، في حين يلتئم القطع عندما تنمو الشجرة في أوائل فصل الربيع.

ويمكن تشذيب الأزهار التي لن تتفتح حتى فصل الصيف مثل زهور الكوبية والزنابق، في الأسبوعين الأخيرين من مارس (آذار). وتؤكد برونكن أنه: «كلما كان التقليم أكثر حدة كانت استعادة النمو أسرع».

وفي هذه الفترة، يبدأ المعنيون والمهتمون بالحدائق، وهنا المقصود في الدول الأوروبية أو الدول الباردة، وليست الدول العربية التي يبدأ موسم الزراعة فيها أبكر بكثير لاختلاف المناخ - زرع البذور سواء أكانت بذور الزهور أم بذور الخضراوات بأنواعها المختلفة، والبندورة والخيار إلخ، في مستنبتات أو في المنزل استعدادا لنقلها إلى الحديقة في وقت مايو (أيار) أو بعد زوال خطر الصقيع الذي يعد الأخطر على النباتات اليافعة.

ويقول مارتن كرومباين، مدير البستنة الخضرية، بأحد مراكز التشجير في مدينة إرفورت إن أفضل أسلوب لزراعة الخس الجليدي واللفت الألماني هو زراعتها كشتلات.

وقبل إخراج الشتلات وهي النبات الصغيرة المستنبة في المستنبتات أو البيوت الزجاجية أو داخل المنازل، يجري إعداد التربة جيدا، بحرثها في الربيع حتى وإن كانت قد حرثت في نهاية الموسم الماضي، خاصة في الأرض التي تحتوي على تربة متماسكة وثقيلة. ويضيف كرومباين أن «التربة يجب أن ترتاح لفترة قصيرة بين الحرث والزراعة.. فهذا يسمح للكائنات الدقيقة بالصعود إلى الطبقة السطحية من التربة ويوفر وقتا للتربة لكي تدفأ».

وأثناء تجهيز التربية أو بعده لا بد من تزويدها بالسماد، الذي يفضل أن يكون عضويا إذا ما أراد الإنسان صحيا الحصول على خضراوات بعيدا عن المواد السمادية الكيماوية المضرة.

وكمية السماد المستخدم تعتمد على النباتات والأشجار. فالمعمر من هذه النباتات يعني التي تعيش من عام إلى عام، ونباتات الأسيجة واللبلاب ونباتات تغطية الأرض الأخرى، تحتاج إلى نحو ثلاثة لترات (المحلول بالماء) من السماد العضوي و50 غراما من الأسمدة الأخرى لكل متر مربع، بينما تحتاج الأشجار والنباتات المعمرة الأطول والورود إلى نحو خمسة لترات من السماد العضوي و150 غراما من السماد لكل متر مربع. ويمد السماد العضوي النباتات بكل المواد المغذية التي يحتاجها، بينما يمدها السماد بالنيتروجين الذي تحتاجه للنمو. ولتخليص التربة من حمضيتها التي تتزايد مع مرور الوقت جراء الأمطار، يوصى برش الأرض بالكلس (الجير) كل عامين إلى ثلاثة أعوام لرفع مستوى «الأس الهيدروجيني». وثمة تحذير من استخدام الكلس في تربة شجيرات الورود التي تزدهر في التربة الحمضية.