صغار لبنان يتجملون

مراكز تجميل تلعب مع الأطفال لعبة الكبار

تسريحات شعر وتلوين أظافر حسب الطلب
TT

إطلالة مشرقة.. شعر مصفف، وماكياج مميز مع إكسسوارات مبتكرة، هذا ليس وصفا لامرأة، بل الصورة التي ظهرت بها جويا (10 سنوات)، أثناء احتفالها بعيد ميلادها في «sweethearts club»، وهو مركز تجميل خاص بالصغار، افتتح في منطقة أدما منذ نحو عام، لصاحبتيه سابين نحاس وشقيقتها الفنانة سيرين عبد النور.

تقول سابين: «راودتني الفكرة بعد انتظاري نحو الساعتين عند مصفف الشعر لأقص شعر ابني كيفن، وفي اليوم التالي وبينما كنت أقلم أظافري وكانت ابنتي إليسا ترافقني، بدأ أحد العاملين يلون أظافر يديها ورجليها، فشد انتباهي أنها بدت جد سعيدة بالأمر. كانت كمن تحقق حلمها، بدخول عالم الكبار وتقليد والدتها». كانت سابين تتحدث وهي تضع قناع الشوكولاته على وجه الفتاة بيرلا (8 سنوات).

لائحة متطلبات بيرلا طويلة على الرغم من عمرها الصغير، فهي تعرف تماما ماذا تريد: «تسريحة كهذه، ترفع صورة حملتها معها.. قناع الشوكولاته للحصول على بشرة ناعمة.. فستان زهري، ماكياج خفيف، تقليم وتلوين أظافر، كي أحتفل على طريقتي بعيد ميلاد صديقتي سانتيا».

إلى أربعة أقسام ينقسم هذا المركز المطل على البحر: قسم خاص بالفتيات، وآخر بالفتيان، وغرفة الانتظار، ونادي رقص مخصص للمناسبات. ويتخصص النادي في تنظيم حفلات الميلاد للأعمار ما بين 8 و16 عاما، حيث يخرق الليزر الأجواء بألوانه على أنغام موسيقى الـ«دي جي»، إضافة إلى العصائر الخالية من الكحول، علما بأن أجواء التسلية واللعب لا تقتصر على هذا، بل تشمل أيضا الرسم والتلوين على الخشب والبورسلين، كذلك تجسيد بعض الأشكال بالمعجون، وغيرها من النشاطات ذات البعد التربوي.

تعلق نحاس: «انطلق المركز من دون حملة دعائية وكل شيء يمشي على خير ما يرام، لأن الفكرة نالت إعجاب الأهل، الذين يريدون تعويد أطفالهم على الترتيب والمظهر الحسن. فالمركز يوفر فسحة راحة بالنسبة للأهل، نظرا لتوفر الإنترنت لهم أثناء انتظارهم أولادهم، ومتعة للصغار في انتظار أدوارهم، لتوفر مجلات المصارعة، والـ«spider man» والـ«playstation» الفردية المتنوعة الألعاب.

وترى نحاس أن عالم الأطفال أصبح مستقلا بذاته، وتحول إلى صناعة «ونحن نقدم الموضة بأسعار مقبولة مع حرصنا على نوعية ما نقدمه».

وتجدر الإشارة إلى أن كل المصطلحات الخاصة بعالم الجمال والتجميل دخلت عالم البراءة في بلد الأرز، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار مصدر المكونات والمواد المستعملة حتى تلائم أعمار الأطفال، فقناع الشوكولاته مثلا يصنع من مواد طبيعية.

تقول كارلا التي لا يتعدى عمرها الـ11 عاما: «تعرفت على المركز بعد أن أوفى والدي بوعدهما لي وأخذاني للعناية بأظافري حتى أكف عن عادة قضمها، وهكذا اعتدت تقليم وتلوين أظافري، وأصبح لدي أصدقاء جدد».

التخلص من بعض العادات السيئة مثل القضم واحد من الأسباب التي تجعل الأهل يغرون صغارهم بزيارة المركز، مثل عدم التقصير في الدراسة، والنجاح بمجموع جيد حتى يقيموا لهم حفلا مميزا فيه، كما حصل مع إيلي (14 عاما) الذي أقام فيه حفلا بعد إحرازه علامة «17/20» في مادة الرياضيات. بدوره، يقصد جان (12 عاما) المركز لأنه يجد أن مصفف الشعر هناك صغير في السن وبالتالي قريب من جيله إلى حد ما، ويقدم له قصات وتسريحات على الموضة. حسب رأي جان، فإنه «فنان في توزيع الجل، ويعرف كل الموديلات حتى تلك التي يعتمدها صغار الدول الأوروبية».

هذا الإعجاب صفة مشتركة لدى معظم الزبائن، إلى درجة أن البعض منهم يعمل مروجا له ويحرص على إبقائه قويا بجلب زبائن جدد إليه، كما يحدث مع أميرة (9 سنوات) وهي زبونة دائمة هنا، التي تقول إن أصدقاءها كانوا سعداء جدا عند مشاركتهم لها عيد ميلادها الذي نظمته وأشرفت عليه سابين، مما شجع بعضهم على تنظيم حفلاتهم فيه أيضا.

واللافت أن المركز يتمتع بموقع خاص على «فيس بوك»، يُمَكن جيل الصغار من الاطلاع على كل ما هو جديد، وعلى مواعيد الحفلات، كذلك يعرض الهدايا الخاصة للفتيان والفتيات بأسعار مدروسة.

ومع ذلك، تبدي نحاس تفهمها لاعتراضات بعض الآباء على فكرة التجميل المبكر، معلقة أن «الفتاة خلقت لتتمتع بالأنوثة والجمال، وثمة فتيات لا يتعدين عمر السنتين يمسكن أحمر الشفاه، ويبدأن بخربشة عشوائية على وجوههن».

وإذ تنفي نحاس أن يكون الأمر مبالغا فيه، تعتبر أن المسألة متعلقة بالاهتمام بالنظافة، والمظهر الجميل، والشعور بالثقة.