شقة الطابق العلوي بألوان قوس قزح في برلين

يشعر المرء فيها وكأنها من تصميم أطفال بأجوائها المنطلقة والمرحة

يتناغم اللون البنفسجي بروعة مع باقي الألوان والمواد في غرفة الجلوس، بما في ذلك الكرسي الأخضر من تصميم أييرو آميو في الستينات
TT

المعروف عن أكثر مصممي الأزياء الألمان عدم ميلهم لاستخدام الألوان بشكل كبير. ولا يقتصر الأمر على الأزياء فحسب، بل على شتى مجالات التصميم، بما في ذلك الديكور الداخلي، وهذا ما يجعل هذه الشقة الواقعة في الطابق العلوي لميشا واست، صاحبة علامة «سمايلينير»، وزوجها إيغارد واست، المهندس المعماري، متميزة وخاطفة للأبصار بألوانها الصارخة.

تقول ميشا: «أنا ابنة فترة الثمانينيات. لقد نشأت على الألوان الزاهية وتعايشت معها، لهذا اعتبر العمل بالألوان أمرا هاما.. فهي مصدر إلهامي». وكانت ميشا، البالغة من العمر 32 عاما، ترتدي نعلا يعلوه حجر الراين وتهدهد طفلتها في المطبخ، الذي به خزانات ذات ألواح زجاج أرجوانية اللون بينما طلي نصف جدرانه باللون الأرجواني المائل إلى الزرقة والنصف الآخر باللون الرمادي. وتتنوع ألوان قرميد أرضية المطبخ ما بين الأبيض والرمادي والفيروزي، بجانب الأرضية الخشبية. وبالقرب من المطبخ يوجد مغطس في تجويف يمكن تغطيته بستارة مطرزة بخيوط مكسيكية ملونة.

تشرح ميشا: «يمكنني أن أضع ابنتي في المغطس وإعداد العشاء في الوقت نفسه». كان مولد الابنة منذ أربعة أعوام هو السبب في الانتقال من شقة بها غرفة نوم واحدة في حي ويلميرزدورف والبحث عن شقة أوسع. في نهاية عام 2008 اشترى الزوجان حقوق البناء أعلى بناية قريبة يعود تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر مقابل 150 ألف يورو أي ما يعادل 200 ألف دولار.

وأثناء انتظارهما لإتمام الصفقة، قام واست وكاي فيغرال، شريكته في شركة «فيغرال أند واست» بتصميم المنزل ذي الطابق الواحد على مساحة تقدر بـ110 أمتار مربعة (1200 قدم مربع) إضافة إلى شرفة واسعة على السطح. وفي عام 2009، سمح لهما بالبناء، وفي نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد إنفاق نحو 200 ألف يورو أي ما يعادل 270 ألف دولار تمكنا من الانتقال للسكن في الشقة. المبلغ والوقت كانا مبررين بالنسبة لهما لأن النتيجة تجسد رؤيتهما ورغبتهما.

يشبه تقسيم الشقة بقطعة «الدوناتس» الدائرية، بفضل الاتجاه الدائري حول الغرف باستثناء غرفة النوم الرئيسية التي تقع في قلب الشقة ويمكن فصلها عن باقي الشقة من خلال أبواب منزلقة. تقول ميشا وزوجها كاي إنهما متأثران كثيرا بالرقص الحديث: «نحن نطبق مفهوم تصميم الرقصات في مساحة ما من أجل خلق عمارة تساعد الناس على التركيز».

وكثيرا ما كان يتم استشارة ميشا في ألوان جدران الغرف. وتقول: «عملية التصميم الداخلي كانت تتضمن حوارا مستمرا بيني وبين كاي وإيغارد، المهندسين المنفذين. وكان لدي الكثير لأقوله عن الألوان».

لكن بالنظر إلى المكان، يشعر المرء وكأن الأطفال هم من اتخذوا قرارات تتعلق بالتصميم، حيث يختلف لون كل غرفة عن الأخرى وكذلك الإضاءة. كل سطح في غرفة نوم الزوجين كان مطليا باللون البني المائل للحمرة. ويُغطي الحمام تماما بلاط «بيساتسا» وردي اللون. أما جدران وسقف غرفة ابنتهما فجاءت مكسوة باللون الفيروزي والأرضية مغطاة بسجاجيد تتماشى مع لون الحوائط والسقف. والغرفة المجاورة هي غرفة المكتب ذات الجدران خضراء اللون. وتقول ميشا: «في البداية عندما كنت أدخل تلك الغرفة كنت أشعر أنه لا يمكنني البقاء فيها. لكنني أعجبت باللون فيما بعد».

هناك الكثير من التفاصيل الغريبة الأخرى المحببة للأطفال. فالسلالم الأرجوانية تؤدي إلى سطح خشبي يضم حوضا من النباتات وملعبا رمليا للأطفال. وفي الركن الذي يفصل بين غرفة نوم الزوجين وغرفة نوم الابنة ما تسميه ميشا «ركن المتعة» وهي مساحة مثلثة الشكل ذات أرضية مغطاة بالفلين وبها ستارة عليها رسوم زاهية تلمع في الظلام. تعلق ميشا وهي تضحك: «يأتي كل منا إلى هذا الركن في وقت من الأوقات». لقد كان مفيدا العام الماضي، حيث كانت هي وزوجها منشغلين في العمل على مساحة ملونة أخرى وهي «المتجر السعيد» وهو مفهوم جديد في حي ميت الراقي ببرلين. وتوضح ميشا قائلة: «إذا رأيت منزلنا ثم ذهبت إلى المتجر، سوف تشعر بالألفة وتلاحظ التشابه. أحيانا نستخدم المواد الخام أو الألوان نفسها».

عند افتتاح المتجر الشهر الماضي، كان يعج بالناس القادمين لحضور أسبوع الموضة في برلين هربا من كآبة المدينة الباردة للاحتفال بين جنبات المتجر الملونة الدافئة. وأضافت ميشا بينما تجول بنظرها في شقتها التي تحوي ألوان قوس قزح: «الألوان تشعرني بالبهجة».