واحة هدوء وسكينة تبعد عن مومباي ثلاث ساعات

بيت يحتضن الطبيعة من الداخل والخارج

TT

قام كاوال سينغ أهلواليا، وهو رجل له فلسفة روحانية خاصة ويمارس رياضة اليوغا يوميا، ببناء منزله المطل على بحر العرب منذ أكثر من 20 عاما. وفي الآونة الأخيرة، انتقل أهلواليا، المعروف باسم تيتو، من مومباي التي يملك فيها شقة ويدير فيها شركة للمواد الغذائية العضوية تسمى «كونشس فوود» إلى هذه القرية الهادئة التي تبعد نحو ثلاث ساعات عن المدينة. يقول أهلواليا «إنها تقدم لي ما يشبه الصمت المقدس. في الواقع، يعد هذا المكان ملجأ للروح».

وقبل ثلاث سنوات، قرر أهلواليا تحويل ملعب البادمنتون (تنس الريشة) إلى بيت صغير للضيوف حتى تتمكن ابنته مايثيلي (33 عاما) ونجله أشيم (39 عاما) من قضاء مزيد من الوقت معه هنا. ويشرح أهلواليا «على أي حال كان الجو عاصفا جدا بدرجة لا تمكننا من اللعب».

وكان أهلواليا، البالغ من العمر 64 عاما، قد طلق زوجته جاميني، وهي مصممة مجوهرات، منذ فترة، وقام ببناء المنزل المكون من طابقين في عام 1990 ليقضي فيه عطلة نهاية الأسبوع، وبلغت تكلفة المنزل نحو 65.000 دولار (دفع 8.800 دولار لشراء المساحة التي أقيم عليها المنزل والتي تبلغ 13 فدانا). ومع الوقت، بدأ يقضي الكثير من الوقت فيه، خصوصا بعد تقاعده المبكر من وظيفته كرئيس لشركة «إيه سي نيلسن» لأبحاث التسويق في جنوب آسيا في عام 2004، وبعد أن اشترى شركته الحالية «كونشس فوود».

وقال أهلواليا إنه على الرغم من أن المنزل الذي تبلغ مساحته 3400 قدم مربع يقع على امتداد الساحل المعروف باسم «هامبتونز مومباي»، فإنه (المنزل) يمثل له رغبة كبيرة في التواصل مع الطبيعة، وهو ما ينعكس على تصميمه.

تم بناء المنزل على منحدر، ولذا يمكن الوصول إليه عن طريق سلالم من الطوب تنحدر من شرفة مفتوحة تبلغ مساحتها 1100 قدم مربع، مع وجود سقف مصنوع من نبات الخيزران وغرفة في الهواء الطلق كانت ذات يوم مساحة مخصصة لوقوف السيارات، لكنها أصبحت الآن الجزء الرئيسي من المنزل. وتوجد في إحدى نهايتي هذه المساحة صالة على الطراز المغربي، ويوجد بها سجاد ووسائد ملونة، أما في الوسط فتوجد منطقة مخصصة للإفطار، وعلى الطرف الآخر يوجد مكتب ماهوغني عتيق يحب أهلواليا العمل به.

وكان أهلواليا مصمما على احتضان الطبيعة داخل المنزل أيضا، ولذا يمكنك من خلال الأماكن المخصصة للمعيشة وأماكن تناول الطعام مشاهدة محمية «فانساد ويلدلايف»، حيث تتجول الفهود والغزلان والخنازير البرية. وهناك سلم مصنوع من الحديد الزهر تمت صناعته منذ قرن من الزمان، وتم شراؤه من بازار «ثيفز ماركت» للتحف في مومباي، ويؤدي هذا السلم إلى غرفتي نوم كان يستخدم أهلواليا إحداهما كمكتب خلال موسم الأمطار، وحمام مجاور تبرز منه صخرة عملاقة (أراد المهندس المعماري نوزار اديا هدم الصخرة لكن أهلواليا اعترض بقوة).

وتم تصميم الأكواخ بالتعاون مع اسلا فاندام، وهو صديق للعائلة ويعمل حاليا كمستشار لمتجر «بانجالو 8» للأزياء والمفروشات المنزلية والذي تؤول ملكيته لابنة أهلواليا في مومباي. وكانت هذه الأكواخ مستوحاة من عمل المهندس المعماري السريلانكي جيفري باوا والمشهور بالجمال الحديث واستخدام المواد الأصلية. وقد قام ببناء الأكواخ سوريش غاند، وهو مدبر المنزل، وذلك بمساعدة المزارعين المحليين المدربين على أساليب البناء التقليدية، مقابل 12.000 دولار.

وهناك أشعة تسمح بدخول الهواء، كما أن الأبواب مضلعة مما يسمح بتهوية المكان بدلا من استخدام تكييف الهواء، وتم الحصول على معظم مواد البناء من أماكن قريبة بهدف التقليل من تكاليف النقل. وقام غاند بتصنيع المكتب الموجود في منزل ابنة أهلواليا من الأردواز وخشب الأشجار التي سقطت، لكن تم إحضار القطع الأخرى من المتجر الخاص بابنة أهلواليا والذي يبيع الأثاث المعاد تصنيعه، وأحد الأمثلة على ذلك هو السرير الموجود بالمنزل والذي تم تصنيع اللوح الأمامي به من خشب الساج وتم شراؤه من إحدى الأسواق التي تبيع الأشياء القديمة في مومباي (قال أهلواليا إن المغني العالمية ستينغ، وهو صديق للعائلة، قد نام على هذا السرير عندما زاره العام الماضي).

ولكي يعرب عن امتنانه لكونه قادرا على العيش محاطا بالطبيعة وبهذا الجمال قال إنه يصلى بشكل يومي عند الغروب بالضبط، معلقا «إنها طريقتي للتعبير عن الشكر والامتنان».

* خدمة «نيويورك تايمز»