حقائب سفر تجمع أناقة زمان بعملية الآن

إذا لم تتوافر في السوق فعليك تفصيلها على المقاس

TT

لم تعرف حقائب السفر هذا الانتعاش والجمال منذ عصرها الذهبي في بداية القرن التاسع عشر حين كان السفر ترفا يقتصر على شريحة معينة من الناس، تحتاج إلى أمتعة أقرب إلى الصناديق أو الخزانات منها إلى حقائب مرنة يحملون فيها حتى فناجينهم ووسائدهم فضلا عن مجوهراتهم وملابسهم. كانت أيضا تصنع على المقاس للأثرياء والطبقات الأرستقراطية، الذين يفرضون طلباتهم ويشرحون ما يحتاجونه بعيدا عن بيوتهم، ليقوم الحرفي بتنفيذها حسب حاجتهم وليس رؤيته فحسب؛ لأنها كانت تشحن في أغلب الأحيان إلى الوجهة المقصودة قبل السفر بأسابيع أو أشهر، حتى لا يضطر صاحبها إلى حملها معه، كان من الضروري أن تكون متينة الصنع، وهذا يعني أنها لم تكن من الوزن الخفيف أو الحجم الصغير. أمر مفهوم في زمن كان فيه السفر يمتد لعدة أشهر وليس فقط بضعة أسابيع أو أيام، كما كان يتم بواسطة البواخر في الغالب، ثم الطائرات في القرن العشرين. لكن فجأة تغيرت ثقافة السفر، وأصبح متعة يتشارك فيها الإنسان محدود الإمكانات مع الأثرياء والنخبة، مع اختلاف الوجهات والوسائل طبعا. فبدخول الطيران الرخيص على الخط وانفتاح السماء لكل أنواع الطائرات، أصبح السفر ديمقراطيا حتى في أبجدياته البسيطة، ومنها حقائب السفر. فأشكالها أصبحت أكثر عملية تأخذ بعين الاعتبار أن خطوط الطيران الاقتصادي لا تقبل الأثقال وتضع عليها رسومات عالية، مما أدى إلى اختفاء التصاميم المصنوعة من الخشب والصلب من الجوانب والجلد السميك، وأي نوع من شأنه أن يعيق الحركة ويكلف مبالغ قد تكون أغلى من ثمن التذكرة نفسها. غير أن الملل تسرب إلى البعض، بينما غزا الحنين إلى الماضي قلوب البعض، أما الأغلبية فباتت تطلب الفخامة حتى في السفر حتى تميز نفسها عن غيرها. وهذه الفئة تحتاج إلى أكثر من حقائب عادية، ليس فقط لحمايتها من السرقة بل أيضا من التلف أو الكسر، ومن هنا عادت إلى الواجهة الأشكال القديمة على أشكال صناديق مستطيلة بخامات مترفة وتصاميم عصرية تستحضر زمن نجمات هوليوود في العصر الذهبي. فالراحلة مارلين مونرو، مثلا، كانت تعتمد على حقائب من «تي. أنتوني» الواقع في بارك أفينيو، الذي صنع لها مجموعة خاصة باللون الأحمر، بينما يقال إن مغنية الأوبرا ماريا كالاس والنجمة غرايس كيلي، كانتا من المعجبات بماركة «فاليكسترا»، وظهرت الكثير من النجمات، من بينهن المخضرمة جون كولينز بحقائب من «لوي فيتون». لكن استلهام بيوت الأزياء والشركات المتخصصة من الأشكال القديمة وتطويرها، لم تعد تقتصر على المتعة والإجازات فحسب، بل طالت جيل سيدات ورجال الأعمال أيضا. فهؤلاء أكثر حاجة إلى تصاميم وخامات تجمع تميز أيام زمان بعملية الآن، لأن الوقت بالنسبة لهم من ذهب من جهة ولأن حقيبة السفر هي رفيقة دربهم الدائمة، يعرفون تفاصيلها وخباياها أكثر مما يعرفون ما في خزائن بيوتهم. لهذا، فهم المصممون أنه سواء كانت الرحلة للمتعة أو للعمل، لقضاء أشهر في مكان بعيد أو بضعة أيام في عاصمة أوروبية أو عربية، فقد بات عليهم أن يصنعوا حقائب جيدة تجمع العملية بالأناقة، وهذا ما كان، فقد طرحوا كل ما يمكن أن يخطر على البال من أشكال وألوان، وحتى في حال لم يتوافر في السوق، فإن إمكانية تفصيله حسب مقاسه واحتياجاته وحياته، أمر سهل توفره الكثير من الشركات، بدءا من «دانهيل» و«هيرميس»، إلى «لوي فيتون» و«لويفي» وغيرهم. وفي الأخير وقبل أن نتمنى لك سفرا سعيدا، لا بد من التذكير بأن بعض هذه الأمتعة تحتاج إلى تأمين.