السبحة.. من أيدي الرجال إلى معاصم وأعناق النساء

للزينة والأغراض الدينية

TT

خطفت النساء السعوديات من الرجال السبحة وأدخلنها ضمن إكسسواراتهن الخاصة، فهي اليوم تزين معاصمهن وأعناقهن، دون أن تفقد هدفها الأساسي، حيث إن الاستفادة منها للزينة لا تتعارض مع استعمالها لأغراض دينية.

نادية الفضل، إحدى معلمات التربية الفنية التي بدأت هوايتها في تصميم الإكسسوارات النسائية بعد تقاعدها، لم تكن مقتنعة بأن تبقى كل السبح مخصصة للرجال فقط، لهذا فكرت في تسخيرها بشكل يلائم الجنس الناعم.. أضافت إليها مجموعة من الخامات ورصعتها بأحجار كريستال ملونة وأويات تركية والورود والكروشيه والأخشاب، إضافة إلى الفصوص، حتى تتمكن المرأة من استعمالها أيضا كعقد أو إسورة، إلى جانب غرضها الديني الرئيسي. وتقول نادية إنها تجلب الخامات «من تركيا وماليزيا وإندونيسيا وإيطاليا، وكنت قد بدأت في البحث عن الأحجار الكريمة الشبيهة بالمستخدمة في السبح الرجالية في أول الأمر، وهو ما أتاح لي فرصة اكتساب خبرات أكبر في ما يتعلق بفن الأحجار وأنواعها».

وتتابع في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «في بداية الأمر كنت أتعامل مع الأمر على أنه هواية، إلا أنني سرعان ما لمست أعجاب زميلاتي من المعلمات بها كلما رأينني أرتديها، مما شجعني على أن أحول الهواية إلى مهنة». ولا تخفي أن إقبال المجتمع النسائي الذي يبحث دائما عن الغريب والمميز كان له أيضا دور كبير في تشجيعها على هذه الخطوة. وعلى الرغم من ارتباطها بأعمالها المنزلية وتربية أبنائها، فإنها تبدأ في عملها فور الانتهاء من صلاة المغرب داخل حجرة صغيرة خصصتها كمصنع متواضع يضم كل ما تحتاجه من مواد وخامات. وتساعدها في عملها مجموعة من خريجات المرحلة الجامعية والعاطلات عن العمل على مدار ثلاثة أيام أسبوعيا وبمعدل خمس ساعات يوميا.

تعلق: «استطاعت الفتيات إتقان ما كنت أقوم به من لضم السبح بشكل يدوي بالكامل، فأصبحن يجهزنها لي كي أقفلها وأضيف عليها الخامات الأخرى. بعد ذلك أبدأ في تزيينها وتطعيمها، الأمر الذي عاد بالنفع عليهن وعلي أيضا».

الوقت الذي تستغرقه نادية الفضل في تنفيذ هذه القطع، يتراوح بين ربع ساعة وأربعة أيام، وذلك بحسب التصميم والطلب والخامات المستخدمة، غير أنها قد تنهي لضم 20 قطعة يوميا لتعمل على تطعيمها طيلة ثلاثة أيام. وتتراوح أسعار تلك القطع بين 70 ريالا و400 ريال. يذكر أن السبحة كانت لها دائما مكانة مهمة في المجتمع السعودي، سواء تعلق الأمر بالرجل أو المرأة.

ووفقا لعدد من الخبراء العاملين في تجارة السبح، فقد قدر حجم المبيعات في السوق السعودية العام الماضي بنحو مليار ريال سعودي سنويا؛ إذ إن أسعار أنواع محددة منها تصل إلى 5 ملايين ريال أحيانا، لا سيما تلك المصنعة من الألماس ذات المواصفات الخاصة والنقاوة العالية، فضلا عن أن صناعة السبحة الواحدة أو تجهيزها للعميل تستغرق سنة كاملة. وأفاد أحد الخبراء أن نسبة المبيعات من مشغولات السبح الفضية تحتل نحو 50 في المائة، ومثلها للأحجار الكريمة، إلى جانب أن غالبية السعوديين يميلون لإهداء الفضية منها، غير أن النساء يرغبن في الألوان الزاهية من السبح التي تتراوح أسعارها بين 500 ريال وألفي ريال.