أسبوع المجوهرات الدولي في الهند.. تنافس النجوم مع بريق الأحجار

شهد إقبالا في دورته الثانية وسخاء في استعمال كل ما غلا ثمنه

TT

المشهد في أسبوع الحلي الدولي في الهند الذي أقيم في مومباي مؤخرًا، كان متلألئا بالحلي والنجوم. فقد تألقت فيه اللآلئ الأصلية والزمرد الملكي والياقوت اللامع والزمرد الأخضر وقطع الماس، التي تعامل معها الصاغة والمصممون بسخاء مدهش، كما شارك فيه نجوم بوليوود بقوة.

وطبعت الكثير من التصاميم بلمسة فرنسية خفيفة مستوحاة من الماضي إلى جانب لمسة ثقافات الهند القديمة، تظهر أحيانا في التأثير المغولي الممتزج بعظمة التصميمات الملكية البريطانية. كان أيضا للثقافة الأرستقراطية حضور، تمثل في قلادات زوجة المهراجا وحلي من المرجان وبروشات ملكية وأقراط على شكل ثريا وحلي للرأس دائري الشكل وأساور ملكية وسوار عريض مرصع بالجواهر وخواتم فخمة. وتعتبر هذه الفاعلية من أكبر فعاليات الحلي في آسيا، إذ تشارك فيها 32 من أفضل دور التصميم في الهند كما شهدت حضور أكثر من 30.000 زائر هذا العام.

امتدت الفعالية على خمسة أيام عرضت خلالها مجموعات متنوعة من مشغولات الماس والذهب الأبيض والأحجار الثمينة التي تتسم بالإبداع والابتكار والتجديد. ويلاحظ أن الأسبوع، في دورته الثانية، جذب نجوم السينما الهندية ليس لحضوره فحسب بل للمشاركة فيه، حيث لعب بعضهم أدوار عارضين وعارضات، فيما اختار مجلس الترويج لصادرات الحلي والجواهر سونام كابور، نجمة السينما الهندية لتكون سفيرة لعلامته التجارية.

وكان يحضر على الأقل ثلاثة مشاهير بشكل يومي، لعرض الحلي، ولا شك أن وجود النجمة هيما ماليني فضلا عن ممثلات ناشئات مثل بيباشا باسو وكانغانا راناوت، زاد من أبهة الفاعلية وأهميتها، من دون أن ننسى مشاركة مصممين كبار وعلامات تجارية معروفة. سجلت دار «تانيشق» لتجارة تجزئة الحلي الملكية، حضورها، مثلا، من خلال مجموعة «مجوهرات فلك نوما» المستوحاة من مجموعة جواهر تعطي مصداقية للأساطير والروايات والذكريات الآخذة في التلاشي والخاصة بنظام ملكي ظل يحكم جنوب الهند لسبعة أجيال. وبالتالي، جاءت على شكل تحية إجلال لعظمة هذا الحكم الذي كان يقدر الفنون والمهارات اليدوية.

بدت مهارات المعدن والزركشات والتحبيب والنقش وطريقة الكوندان في الكثير من قطع الماس التي جاءت على شكل الورود أو الياقوت من بورما والزمرد واللآلئ من البصرة. والملاحظ أن معظم الحلي التي عرضت خلال الفعالية كانت من الذهب وموشاة بالزمرد واللؤلؤ والياقوت والماس. المجموعة التي عرضتها «أمرابالي» مثلا كانت نموذجا للتوجهات الجريئة في مجال الحلي بمجوعاتها الثلاث، الأولى من الفضة، والثانية على طراز «آرت ديكو»، والثالثة من الذهب من تصميم «جادو»، فضلا عن تصميمات فريدة من نوعها. فقد كان هناك مثلا طاقم ملكي من ثلاث قطع من الماس غير المقطوع، وأقراط وحلي للشعر وأساور وخواتم وحزام وقلادة ضخمة على شكل سلسلة، وقلادة أخرى بخرز كبير الحجم يصل إلى البطن مرصعة بالماس غير المقطوع والياقوت والزمرد، عدا عن السلاسل الملكية ذات الصفوف المتعددة وقلادات بلآلئ كبيرة ومشغولة بطريقة الكوندان. في بعض اللحظات، بدت منصة العرض وكأنها حفل زفاف، خصوصا عندما قدمت العارضات حلي العروس من مجموعة «مانوبهاي جويليرز» وكأنهن عرائس. وافتتح العرض بمجموعات حلي تقليدية للعرائس، حيث قدمت المؤسسة خطا من مشغولات الماس والزمرد والياقوت والذهب التي كانت تتلألأ على أكتاف العارضات. كذلك عرضت مجموعات الماس والذهب الرقيقة والأساور التي ترتدى أعلى الذراع والأساور والخواتم ومشغولات على شكل شوكة يزين الزمرد طرفها. وشهد الجزء الثاني من العرض قطع الماس غير المستوية التي يزين أطرافها الياقوت، تلاه عرض قلادة مذهلة بدوائر متداخلة.

وفي إطار دعم حملة «بيتي» ضد قتل الأجنة الإناث، قدمت «جيتانجالي غروب» مسيرة لنجمات التلفزيون والسينما وهن يرتدين تصميمات فخمة لكويني دودهي. ويدعم الحملة أيضا صندوق الأمم المتحدة للسكان. لكن كانت نجمة العرض هي الممثلة الهندية الشهيرة بيباشا باسو التي قدمت مع والدتها، وكانت ترتدي الساري الهندي المطرز المحبوب وقلادة وقرطا من الماس. كذلك ارتدت والدتها قلادة وقرطا من الماس يحمل نقوشا تقليدية. وسارت الممثلة نيتو سينغ على منصة العرض مع ابنتها وهي تعرض تصميمات هندية فخمة.

وشوهدت سونام كابور وهي ترتدي قلادات مشغولة بطريقة الكوندان وقرطا مزدانا بنقط نافرة وزيا غربيا في مؤتمر صحافي وحفلات استقبال رسمية أخرى. أما اليوم الأخير من الفعالية فكان مفعما بالروحانية، حيث أقيم عرضان لإرضاء آلاف المدعوين الذين تقاطروا لمشاهدة الحلي، وعندما دخلت سونام كابور مرتدية «ملكة الليل» شهق الجميع، بعضهم إعجابا وبعضهم الآخر حسدا. فهذه القطعة التي صنعت احتفالا بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس «بوشرون»، تعيد تفسير توجهات الدار، وتعد من القلادات النادرة التي تقوم على أحد الأنماط الأساسية التي يتسم بها «بوشرون» وهو الغموض. استلهمت من زهرة مرصعة بأشكال الزهور الرقيقة المنقوشة بالذهب الأسود المطعم والماس الأبيض والبني والياقوت الأزرق والمطعم قلبه بالياقوت، وتحت الأشواك المدببة تنام قطعة ياقوت أزرق على شكل زهرة الليلك الكمثرية، يبلغ وزنها 15 قيراطا ويمكن نزعها وارتداؤها منفصلة كحلية قلادة. وتعرض هذه القطعة المذهلة لأول مرة في الهند.

من ضمن مجموعات الأفراد التي عرضت في الفعالية قطع من دار «بيرودوتس» المتخصصة في الماس، التي طرحت مجموعة على الطراز الفيكتوري، جاءت فيها الأساور مرصعة على شكل ورود، وصفوف متعددة من اللآلئ والذهب، فيما استعمل ياقوت بورما بنقوش تقليدية على نمط نقوش المعبد. وخطفت قطعة من الماس ثلاثية الأبعاد بخرز كبير وعدة سلاسل وقلادة على الرقبة مطعمة بالذهب وقطعة من الذهب على شكل صدفة، الأنفاس لجمالها وسخائها.

المصمم لاشكا باهوجا الذي يقيم في مومباي أبهر الجمهور بتصميماته ومنها سوار «هوا ماهال باجوباندا» يرتدى أعلى الذراع، وخلخال من الذهب مطعم بالماس وقلادة لها 10 رؤوس لشياطين رافان وقطعة وردية اللون على شكل دولفين. وقال باهوجا بزهو: «أعتقد أنني موهوب. كان ينبغي أن يتم الاعتراف بالعمل والبحث المضني الذي أبذله في عمل تصميماتي وقطع الحلي منذ عشرة أعوام. لكن أن يحدث ذلك متأخرا خير من ألا يحدث».

كان غير التقليدي هو ما قدمته روسيلي بول، التي تخصصت في الحلي التي تصمم بحسب الطلب يدويا، إذ استلهمت مجموعتها من الطبيعة صاغتها بأشكال تناسب المرأة العصرية التي تهتم بأحدث صيحات الموضة. كذلك عرضت مجموعة «انعكاس الألوان» التي استخدمت فيها المجوهرات والخرز والقماش والجلد مما شكل إضافة رائعة للماس والذهب.

تقول روسيلي: «هذه هي المكونات الرئيسية لمجموعتي هذه المرة. كانت الطبيعة مصدر إلهامي، لذا اتبعت ألوان الفصول والزهور والطواويس حتى الظلال التي تبعث من الكواكب المختلفة. لقد عملت على أحجار ذات ألوان مختلفة».

في المقابل، كانت مجموعة «أوم مونيكا كابور» للمصممة مونيكا كابور نموذجا آخر للأناقة والرقي. تميزت أشكالها بخطوط رقيقة، بينما حملت مجموعة العروس ملامح تقليدية. ويرى المصمم فليكس بينديش، أن المصممين العالميين يستخدمون تقنيات صناعة الحلي الهندية حاليا، موضحا: «تعد الهند اليوم لاعبا رئيسيا، فليس مشاهير الهند فقط مثل سونام كابور وغاوري خان وسونالي بندر هم من يتباهون بقطع الحلي الهندية، بل هناك مصممون عالميون مثل كارل لاغارفيلد يستخدم الحلي الهندية».

من جهته، يعلق مصمم الحلي بالافي راي بأن «الحلي الهندية تفرض نفسها بكل أشكالها مثل القلادات الطويلة من الخرز مع القطع المشغولة بطريقة كوندان والخرز الذهبي من جنوب الهند». ربما هذا ما يجعل حضور الحلي الثقيلة قويا في هذه الدورة من خلال قلادات «بولكي» وأحزمة الخصر التقليدية والأساور المصنوعة من الجلد واللآلئ.