هل يمكن أن تنفجر الفقاعة قريبا؟

الذهب.. ذخيرة الأزمات المالية لكن هناك محاذير

TT

نظرة سريعة على سوق الذهب تقول إن مستقبله متذبذب في الوقت الحالي. لكن رغم انخفاض قيمته في الأيام الأخيرة فإن الطلب عليه لم ينخفض بشكل كبير، بل العكس فهناك أكثر من 10 ملايين حالة زواج سنويا في الهند ومنطقة الشرق الأوسط وغيرهما من المناطق التي يعتبر الذهب فيها هدية تقليدية للزواج.

في أستراليا، مثلا، التي تعتبر ثاني أكبر منتج للذهب في العالم بعد الصين، وصل الإنتاج إلى ذروته عام 1997 مسجلا 318 طنا، بينما شهد تراجعا في العام الماضي، حيث وصل الإنتاج إلى 266 طنا فقط. كما توقف الإنتاج في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا عن النمو خلال السنوات الأخيرة، مما أعطاه الدفعة القوية التي شهدها هذه السنة.

ومع ذلك يحذر البعض من الاستثمار في الذهب، لأنه لا يخلو من مخاوف، خصوصا أن آفاق الاقتصاد العالمي تبدو غامضة مما يجعل احتمالية انفجار فقاعة الذهب واردة، وهو ما تبدو بوادره واضحة الآن.

فالبنوك المركزية، مثل البنك المركزي الصيني، لديها آلاف الأطنان من الذهب، ويمكن أن تطرحها في السوق في أي فترة لتنفجر هذه الفقاعة. وقد حدث هذا من قبل وفي يوم واحد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، عندما باعت أستراليا ثلثي احتياطياتها من الذهب.

ورغم أن المعدن الأصفر لم يتعرض لأي ضربات خلال السنوات العشر الماضية، بل ارتفعت أسعاره خلال العام الحالي بنحو 23%، فإن البعض يطرح سؤالا مهما، وهو لماذا لا يوجد زحام حول محال تجارة الذهب لبيع مجوهرات استثمر فيها أناس خلال الفترة الماضية للحصول على أموال سائلة، مستفيدين من ارتفاع الأسعار؟

الجواب الذي يقدمه الخبراء يتلخص في أن تحويل الأموال إلى معادن نفيسة يعني التخلي عن توزيعات الأرباح أو الفوائد التي يحصلون عليها فيما لو استثمروا أموالهم في الأسهم أو الودائع البنكية بحسب بعض خبراء الاستثمار. فالمستثمرون يحتاجون إلى تقييم قيمة العائدات المستمرة وضمان الأرباح المحتملة للبدائل الاستثمارية المتاحة أمامهم، بالإضافة إلى استقرار أسعار الذهب في المستقبل. ثم إن تراجع شراء الذهب كوعاء ادخاري يعود إلى أنه طوال السنوات العشر الماضية لم يشهد أي انخفاض في أسعاره بصورة تجعل شراءه مغريا بالنسبة للجميع.

والجانب الآخر للمكاسب الكبيرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي هو أن هؤلاء الذين باعوا حليهم الذهبية بعد موسم عيد الميلاد الماضي كانوا سيحصلون على قيمة أعلى بنسبة 23% لو أجلوا قرار البيع إلى الآن. ويتوقع محللون وصول سعر الذهب من 1700 دولار للأونصة حاليا إلى أكثر من 2000 دولار العام المقبل.

تقول ساندرا كلوز مديرة شركة «سوربيتون أسوشيتس ليمتد» للاستشارات التعدينية إن «الغموض رفيق الذهب، وهناك الكثير من العوامل التي تثير حالة من الغموض حول الاقتصاد لن تتلاشى سريعا».