«لوي فيتون» تعرض تحفة السعوديتين شادية ورجاء عالم في متجرها بـ«مول الإمارات»

بعد الصدى الذي خلفتاه في بمعرض بينالي الرابع والخمسين في البندقية

TT

«بالنسبة إلى لويس فيتون، إن التعاون مع عالم الفن هو مسألة قرابة وألفة أكثر منها لفتا للنظر أو تعزيزا لصورة الدار. فالرفاهية والفن يمثلان تعبيرا عن العواطف والشغف؛ تبحث الرفاهية عما هو استثنائي، حالها حال الفن، والاثنان معا يعطياننا نظرة بديلة عن العالم. فالرفاهية تستوحي من الفن، كما يستوحي الفن منه». إيف كارسيل، الرئيس والمدير التنفيذي للويس فيتون.

يخلص هذا القول فلسفة الدار منذ تأسيسها في عام 1854، حيث كانت للمؤسس لوي فيتون علاقات شخصية مع الكثير من فناني عصره، ثم جاء المصمم مارك جايكوبس، وفعل هذه الفلسفة وأعطاها طاقة جديدة تنعكس على كل محلات الدار تقريبا، التي أصبحت بمثابة معارض لكل ما هو جميل وأنيق. فقد أدرك قبل غيره أن عالمي الفن والموضة يتشابكان ليصبحا في بعض الأحيان وجهين لعملة واحدة، ومن هذا المنطلق بدأت فكرة رعاية الدار لشتى أنواع الفنون والفنانين في العالم. مؤخرا سجلت الدار اهتمامها بالمشهد الفني العربي بقوة. فبعد تعاونها الناجح مع الفنان اللبناني نديم كرم منذ بضعة أشهر، كررت التجربة مع شادية عالم وشقيقتها رجاء، الفنانتين المتحدرتين من مكة المكرمة، واللتين شاركتا في معرض بينالي الرابع والخمسين في البندقية، تاركتين صدى لا يزال يتردد إلى حد الآن بفضل عملهما الفني «عين جاه» Jah’s Eye، ومعناها الحرفي: «العين الجميلة». فهذا العمل الآن يتصدر متجر لوي فيتون في مول الإمارات، الذي أصبح منذ افتتاحه بمثابة معرض يجمع كل ما يمكن أن يخطر على البال من فنون وجمال وأناقة، خصوصا بعد أن خضع لعملية توسع كبيرة، ويمكن لأي زائر أن يستمتع بالعمل وبسحره هذه الأيام. ففي عالم شادية الفنانة التشكيلية ورجاء القاصة والمؤلفة، غالبا ما تختلط الرؤية بينهما لتخلق حالة فنية استثنائية.

وتشرح رجاء العمل قائلة إنه: «رمز للشغف وفسيفساء من الكلمات تستكشف خلود عيني جاه ومنطقه وسلطته». وتتابع: «هي محاولة ذات طابع طقسي للكشف عن القوى السحرية وإعادة اكتشاف ظروف الوجود المخفية».

الفكرة التي يلعب عليها العمل هي أن العين تملك القدرة على الكشف عما هو غير مرئي من خلال ما هو مرئي عندما تشحذ أبواب الملاحظة والإدراك. أي يتجرأ الناس على رؤية ما هو أبعد من السطحي، في رغبة صادقة لاكتشاف عوالم من التفكير العميق كانت خافية عليهم. ففي معرض إيدج أوف أرابيا 2009، مثلا، عملت الأختان على عرض ألواح ضخمة وشفافة تدلت من السقف، رسمت عليها تفاصيل العين باللونين الأبيض والأسود، بشكلٍ ضخم ومكبر، وحول البؤبؤ، ظهرت سطور وكتبت بخط يتراقص في جميع الاتجاهات، لأن العين هنا ليست العين التي تستكشف، بل البصيرة.

وسعيا من دار «لوي فيتون» لتفعيل موقعها الراسخ وسط عالم الفنون، أطلقت مجموعة من المناسبات الفنية لتتزامن مع هذا التعاون، هي عبارة عن لقاءات وحوارات مع فنانين معروفين وخبراء ثقافيين للتحادث والاحتفال تحت عنوان «توكس Talks»، «آرت توكس Art Talks» و«آرت ووكس Art Walks». وكانت فعالية «آرت توكس» قد أطلقت للمرة الأولى في المملكة المتحدة عام 2006، وهي عبارة عن برنامج ثقافي دائم ومستمر يمنح أصدقاء الدار وأصحاب الآراء الفنية وعشاق الفن الفرصة لإلقاء نظرة عن قرب على حياة الفنان وأعماله. وكانت قد شهدت في السابق لقاءات مع دينوس وجايك شابمان، وسام تايلور - وود، وترايسي إمين، وكريس أوفيلي وأنطوني غورملي، وأخيرا وليس آخرا شادية ورجاء عالم.

يعرض عمل «عين جاه» في محل «لوي فيتون» في مول الإمارات بدبي حتى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2011.