المرأة اللبنانية رمز الجمال الذي تقتدي به بعض نساء العالم العربي

مثلهن الأعلى في ما يخص الأزياء والجمال سواء من خلال الماكياج أو عمليات التجميل

TT

دعاية تعرضها الفضائيات العربية، تقول فيها الممثلة هند صبري إنها تستعمل نوعا معينا من صبغة الشعر لأنها بكل بساطة المفضلة لدى اللبنانيات. عبارة ما كانت لتمر لولا ثقة المعلن بأن النساء العربيات الأخريات مهتمات بذوق اللبنانيات وما يقبلن عليه من مستحضرات تجميل وأزياء وغيرها. الإعلانات السياحية اللبنانية نفسها تركز على النساء وجمالهن في لبنان. أمر لا يعجب الجمعيات النسائية اللبنانية، لكن هذا لا يغير من الواقع شيئا.

فالمرأة اللبنانية تحتل مكانة مهمة في خريطة الأناقة العربية وقد ساعدها على ذلك مصممو الأزياء واختصاصيو التجميل اللبنانيون الذين برعوا منذ أواخر القرن الماضي في تلميع صورتها وإضفاء لمسات الجمال على شكلها الخارجي، مما جذب إليها الأنظار وجعلها رمزا جماليا يحتذى به من قبل بعض النساء في البلدان العربية.

وتعتبر فنانات من مثيلات نانسي عجرم وإليسا ونوال الزغبي، وقبلهن صباح وسميرة توفيق ومادونا، من بين اللاتي لعبن دورا أساسيا في تلميع هذه الصورة والدفع بها من خلال الشهرة التي حققنها على الساحة الفنية والتي أدت إلى تأثر نسبة من النساء العربيات بحضورهن وبـ«اللوك» الذي تتبعنه في إطلالاتهن. والنتيجة تمثل البعض بهن في ما يخص الأزياء والجمال، سواء كان من خلال الماكياج ورسم الحواجب أو عمليات التجميل.

فبعضهن الآن يضع الماكياج على طريقة نجوى كرم صاحبة الإطلالات المتنوعة، وبعضهن يبحث عن فستان شاهدن نانسي عجرم تلبسه في مناسبة ما، بينما يطلب بعضهن لون شعر هيفاء وهبي وهكذا. ولكن، هل يشكل تميز المرأة اللبنانية عقدة أو إزعاجا للمرأة العربية بشكل عام؟ تقول حياة الرفاعي، وهي كويتية وموظفة في شركة اتصالات، إنها شخصيا لا تكن للمرأة اللبنانية إلا الإعجاب، كونها من النساء العربيات القليلات اللاتي يخصصن لشكلهن الخارجي اهتماما كبيرا بحفاظها على القد النحيف والبشرة المتوهجة والأناقة اللافتة. وتوضح: «عندما أزور لبنان لا أصادف سوى نساء جميلات وكأنهن مولودات من بطن واحد، فجميعهن يتمتعن بالذوق الرفيع والجسم المتناسق». وتضيف: «في إحدى المرات سألت صديقة لبنانية (هل تأكلون في لبنان أم تعيشون على الدايت «حمية غذائية»؟) وكانت مفاجأتي كبيرة عندما علمت أن الحفاظ على مظهرهن الخارجي هو من أولويات اهتماماتهن اليومية».

أما عليا العبد الله، وهي من دولة الإمارات العربية، في العقد الثالث من عمرها، فتؤكد أن وجودها في لبنان من وقت لآخر بحكم عمل زوجها في مجال السياحة، يخولها الاطلاع على أحدث مستجدات الموضة. تقول: «أول ما أقوم به خلال زيارتي لبيروت التوجه إلى أحد صالونات الشعر المعروف، لأنني أثق بصاحبه وأعلم أنه المسؤول عن جمال تسريحات فنانات ووجوه اجتماعية مشهورة. أقص شعري وألونه وأنا أعلم مسبقا أنني سأحصل على النتيجة التي أرغب فيها».

ولعل الفنانات العربيات، وفي مقدمهن أحلام ونوال الكويتية وأصالة وشيرين عبد الوهاب، كن السباقات في تغيير إطلالاتهن على الطريقة اللبنانية، فبدون أكثر جمالا بعدما سلمن أنفسهن لخبراء تجميل أو مسرحي شعر أو مصممي أزياء لبنانيين أمثال بسام فتوح أو جو أبي رعد أو زهير مراد. من جهتها، تقول مريم الأثاث، وهي أردنية متزوجة بلبناني يدير مطعما في عمان: «أعتقد أن سبب تأثرنا بالمرأة اللبنانية بشكل أو بآخر هو إتقانها لفن تجميل نفسها، فهي تقوم بكل شيء على أكمل وجه، فإذا وضعت الماكياج يكون على الأصول، وإذا ارتدت الجينز يأتي ملائما لجسمها، كما لا تبخل على نفسها بكل ما يمكن أن يضفي عليها المزيد من الجمال والتألق. فهي متطلبة وتعرف ماذا تريد». ولا تختلف كريستينا زمار، المديرة المسؤولة عن مركز للتجميل معروف في منطقة الجميزة في بيروت (مركز جاين نصار)، عما سبق ذكره عن هذا الدور المؤثر، مؤكدة من خلال تجربتها، أن «المرأة العربية تأثرت فعلا بالمرأة اللبنانية منذ فترة طويلة. وتشرح أن العديد من الزبونات العربيات اللاتي يزرن مراكز التجميل يضعن صورة المرأة اللبنانية نصب أعينهن، كمثل يحتذين به. وتضيف أن رشاقتها تكون ضمن أولوياتهن، وبالتالي يكون التنحيف من الخدمات التي تتصدر مطالب الغالبية منهن عندما يقصدن المركز».

وتزداد نسبة النساء العربيات اللاتي يقصدن مراكز التجميل في لبنان بحيث بلغت أخيرا زيادة بنسبة 20%. وتأتي النحافة والوشم والعناية بالبشرة في مقدمة الخدمات التي تجذبهن.