منزل يحمل عبق الستينات

الفكرة الأولية كانت إعادة بيعه والاستثمار فيه لكن وقع صاحباه في حبه وقررا العيش فيه

TT

عندما قرر ديفيد أودونيل وزوجته كارين بناء منزل على قطعة أرض خالية في ضواحي مدينة ملبورن الأسترالية قبل عامين، لم يكن أي منهما يعرف بالضبط ما هو الشكل الذي سيكون عليه هذا المنزل. ولم يكن أي منهما يخطط للعيش هناك – حيث كان ذلك بمثابة منزل للاستثمار كانا يعتزمان بيعه بمجرد بنائه.

المصممون بنوه على شكل منزل عصري يشبه الـ «هاي فاي استريو» الذي يعود إلى حقبة الستينات، يحتوي على واجهة أمامية مصنوعة من خشب الدردار وزجاج ملون وقاعدة خشبية مضلعة تشبه سماعة الاستريو الكلاسيكية. وبمجرد أن رأى أودونيل وزوجته هذا التصميم اللافت، تخليا عن فكرة بيع المنزل. وبعد انتهاء عملية التشييد في شهر يونيو (حزيران) الماضي، غادر الزوجان المنزل الذي كانا يستأجرانه وانتقلا إليه.

تقول كارين (32 عاما)، وتعمل كمستشارة مبيعات لإحدى شركات العقارات في ملبورن «أحب أن أقف وأنظر إليه لأنه تصميم جديد ومختلف للغاية».

وكانت كارين وزوجها أودونيل (38 عاما)، وهو مؤسس مشارك لإحدى شركات تكنولوجيا معلومات، ينويان الدخول في المضاربات العقارية بعدما باع الزوج شركته في عام 2006. وفي عام 2008، اشتريا مساحة صغيرة من الأرض في هذا الحي الراقي مقابل 1.1 مليون دولار أسترالي (وهو نفس المبلغ تقريبا بالدولار الأميركي). واستغرق تشييد المنزل نحو عام بتكلفة مليوني دولار.

وفي مصادفة سعيدة، طلب الزوجان من مايكل أوسوليفان، وهو مهندس معماري وصاحب مجموعة «فيبي ديزين» في ملبورن، تصميم المنزل في الوقت الذي كان يقوم فيه أوسوليفان بالمزيد من الأعمال التجريبية. وكان أوسوليفان، الذي يقوم أيضا بتصميم الأثاث المنزلي، يعمل على تصميم قطعة موسيقية جديدة استوحاها من آلات الاستريو الكلاسيكية وخطر بباله أن يقوم بتصميم منزل يثير الشعور بالحنين لـ«الهاي فاي استريو» الكلاسيكي لأن ذلك سيكون شيئا رائعا ولافتا للنظر. وبالفعل نفذ هذا التصميم على منزل أودونيل المقام على مساحة 3456 قدما مربعا والذي يضم ثلاث غرف نوم تأخذك بالذاكرة إلى حقبة الستينات عندما كانت أجهزة الاستريو عبارة عن قطع فنية.

وقبالة بهو المدخل، هناك جدار مصنوع من ألواح خشبية تخفي باب الحمام ومثبت في هذا المكان بمغناطيس مثل ذلك الذي قد تراه في الاستريو القديم، وفي الخلف يوجد المطبخ، حيث يتم إخفاء الثلاجة والمجمد خلف ألواح خشبية عسلية اللون. وهناك مكان داخل الحائط خلف الألواح الخشبية لوضع احتياجات المطبخ بجوار الثلاجة.

وقال أودونيل «أردنا أن يكون هناك الكثير من المناطق المخفية في المنزل». وقد تم إنشاء المنزل، الذي يضم جدرانا زجاجية في جميع جوانبه، على تل مرتفع لتحقيق الاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي، لا سيما في غرفة النوم الرئيسية التي يتم الوصول إليها عبر ممر ضيق خارج المطبخ.

وهناك أيضا غرفتا نوم أصغر مفروشتان بالسجاد وحمام مشترك وركن منعزل للدراسة. وفي الطابق السفلي توجد غرفة تطل على الفناء لممارسة الرياضة تحتوي على دراجتين هوائيتين ثابتتين.

ولكن ربما يكون أفضل جزء في المنزل هو ذلك المشهد الخلاب من الفناء الخلفي، ولا سيما عندما يرخي الليل سدوله ويكون المنزل مضاء من الداخل.

والسؤال الآن هو: ما هو شعورك وأنت تعيش في استريو كلاسيكي؟ وعن ذلك يقول أودونيل «في الواقع، سيكون شعورا مذهلا أن تعيش في منزل عبارة عن قطعة فنية».