نستمد قوتنا من التفرد والابتكار وتطوير تقنياتنا باستمرار

فيليب ليوبولد متزغر الرئيس التنفيذي لـ«بياجيه»:

TT

* على هامش زيارة خاطفة لمعامل «بياجيه» في مشغلها بـ«لاكوت دو فيه» كانت هذه الدردشة الخفيفة مع فيليب ليوبولد ميتزغر عن «بياجيه» وطموحاتها وتوسعاتها، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وانعكاسات الحالة الاقتصادية على عالم المنتجات المرفهة:

* الأوضاع الاقتصادية غير واضحة المعالم ولا تبدو مبشرة، ما هي انعكاساتها على «بياجيه» وعلى قطاع المنتجات المترفة عموما؟

- بالفعل، فبعد أن تنفسنا الصعداء في العام الأخير، اعتقادا أن الأزمة مرت، بدأت تلوح في الأفق بوادر غير مطمئنة. وعموما نحن نستمد قوتنا من الدولار، فعندما يكون قويا، فإننا نكون في أحسن حال لأننا نشتري الذهب والأحجار الكريمة بهذه العملة. ومع ذلك فإن الأزمة لم تؤثر على «بياجيه»، فأسواق آسيا قوية وتعشق تصاميمنا، إلى حد أننا سجلنا أرباحا في العام الماضي رغم كل ما عرفه العالم من مشكلات اقتصادية. بل حتى في عز الأزمة في عام 2008، لم تنخفض مبيعات مجموعة «ريتشموند» ككل سوى بنسبة قليلة، في حين كانت مبيعات «بياجيه» جيدة، ولم تعرف تراجعا منذ ذلك الحين. ثم لا تنسي أن أسواق الشرق الأوسط لا تزال قوية هي الأخرى، مثل أبوظبي والكويت، وإن كانت دبي هي الوحيدة التي لا تزال بطيئة في استرجاع أنفاسها بعض الشيء. المهم أنه لا يزال هناك سوق تقدر ما نقدمه وزبناء مقتدرون لا يترددون في صرف مبالغ كبيرة عندما يتعلق الأمر بمنتجات رفيعة. نحن نبيع نحو 4 ساعات فريدة في السنة لطبقة الأثرياء، ونحو 25 ساعة في العام بسعر يفوق المليون فرنك سويسري (نحو 800.000 يورو) وهذا يدل أننا نتمتع بقوة في مجال الساعات الفخمة التي تتعدى الـ100 ألف فرنك سويسري (80 ألف يورو).

* ذكرت أبوظبي والكويت، هل هناك مشاريع قريبة في السعودية؟

- نعم هناك مشروع افتتاح محل في مدينة جدة قريبا لأننا أخيرا توفقنا إلى شريك مهم هو علي بن علي، ونأمل أن تثمر هذه العلاقة عن افتتاح محلات أخرى في الرياض. فأسواق الشرق الأوسط مهمة بالنسبة لنا، إذا أخذت بعين الاعتبار أن مبيعاتنا فيها تمثل 20%. لكن اللافت للنظر أن طريقة التسويق في المنطقة تختلف عن غيرها. ففي العالم تتم من خلال شركات تابعة لنا، بينما نعتمد في الشرق الأوسط على شركاء ومحلات كبيرة. حتى الطريقة التي تتعامل بها هذه المحلات مع الزبائن تختلف، فهم يرفعون السعر ليقدموا خصومات في المقابل، بينما نفضل نحن أن نبيع بأسعار معقولة من دون خصومات، لأنها تؤثر على صورتنا سلبا.

* شهدت أسواق العالم ارتفاعا في الأسعار بشكل لا يمكن تجاهله، ما هو موقف «بياجيه» من الأمر وكيف تتعاملون معه؟

- صحيح أن الأسعار ارتفعت هذه السنة، لكنها لم تؤثر على مبيعاتنا، فنحن لا نبيع سوى 22 ألف ساعة في العام، لهذا لم يتأثر زبوننا بهذا الارتفاع. ثم لا تنسي أننا لا نصنع سوى ساعات من ذهب ومعادن ثمينة، الأمر الذي يصب في مصلحتنا لأنها تعتبر استثمارا ولا تفقد قيمتها. وإذا قارنت ارتفاع أسعار الذهب وأحجار الماس بأسعارنا ستلاحظين أن أسعارنا لا تزال معقولة ولم ترتفع بنفس النسبة. بل العكس مشكلتنا أننا لا نستطيع أن نلبي كل الطلبات في الشرق الأوسط، على وجه الخصوص نحن لا نتبع سياسة إغراق السوق بالكثير من المنتجات والموديلات. السبب أنها تأخذ وقتا طويلا قبل أن تفرض نفسها في السوق، بينما نريد أن تأخذ كل مجموعة وكل إبداع حقه، وإن كنا نراعي أن الناس تحب الجديد وتبحث عنه، الأمر الذي نترجمه من خلال طرح مجموعات جديدة في كل عام. في الشرق الأوسط، مثلا لدينا زبائن أوفياء، عندما يأتون إلى محلاتنا فإن أول سؤال يطرحونه هو «ما هو الجديد؟».

* عندما تكون الماركة مرغوبا فيها، لكن لا يمكن للكل الحصول عليها بسبب أسعارها المرتفعة تولد مشكلة التقليد. هل تعانون من هذه الآفة؟

- التقليد مرض يعاني منه العديد من المنتجات المترفة، بما فيها «بياجيه» لكننا نعمل جهدنا على أن نصعب الأمر على المقلدين، مهما كانت مهارتهم وقدرتهم. فنحن لا نتوقف عن تغيير موديلاتنا فضلا عن أننا لسنا مثل «روليكس» وغيرها من الشركات التي تطرح الكثير من الموديلات وبكميات كبيرة، وهذا ما يجعل التقليد صعبا.

* بحكم أن كل الساعات والمجوهرات مصنوعة من الذهب، وبما أن هذا الأخير ارتفع بشكل صاروخي مؤخرا، هل حاولتم إيجاد طرق للتخفيف من كمية الذهب المستعمل أو استعمال معادن أخرى يمكن أن تغني عنه؟

- نعم في مجال المجوهرات، نحاول التخفيف منه لكن في مجال الساعات، فإنها معقدة بشكل يمنع استعمال أي معدن آخر غير الذهب. في المقابل نحاول تخفيض تكاليف الإنتاج عندما نقدر على ذلك، وإن كان الأمر صعبا جدا. فرواتب العاملين ترتفع كذلك تكاليف الأبحاث التي نقوم بها باستمرار والتي لا يمكن الاستغناء عنها. لكننا نعود ونقول إن الناس تريد ماركات تحترمها وتقدم ما يليق بها وبمستواها، و«بياجيه» تبقى ماركة مهمة وبالتالي يجب أن نحافظ على مكانتها.

* إذا كان عليك تلخيص فلسفة الدار في ثلاث كلمات ماذا تكون؟

- الابتكار، الحداثة والكلاسيكية. ولا يتعلق الأمر هنا بالمنتجات الخاصة بالمرأة التي نحرص أن تكون مبتكرة وأنيقة فحسب، فالرجل أيضا يحصل على كل ما هو مميز ومبتكر شكلا وجوهرا. فموضة الساعات حاليا هي الحجم الكبير، لهذا نحاول في معامل «بياجيه» أن نجعلها رشيقة بالتقليل من سمكها من دون التأثير على أناقة تصميمها ووظائفها وتعقيداتها.

* هل تتوجهون إلى سوق معينة عندما تشعرون بأنها مهم بالنسبة للماركة، السوق الصينية على سبيل المثال؟

- لا أبدا، وان كنا قد درسنا العلاقة التي تربط الصينيين بالساعات، بإرسال مصممينا لزيارة متاحفها وهواة الاقتناء فيها، وكانت النتيجة أنهم، مثل غيرهم، يميلون إلى المنتجات الأنيقة. لكن هذا لا يعني أننا لا نسمع ما تحتاجه هذه الأسواق، فالعام المقبل، مثلا، سيكون عام التنين في الصين، لهذا صممنا نحو 26 ساعة مختلفة تلعب على هذه التيمة لكن بشكل مختلف عن غيرنا تماما. وأعود وأقول إن هذه المجموعة حالة نادرة لأننا لا نقوم بذلك في العادة باستثناء إدخال بعض التفاصيل الصغيرة. في الشرق الأوسط، مثلا لاحظنا أنهم يحبون الأحجام الكبيرة، لهذا لبينا هذه الرغبة بتقديم ساعات كبيرة ونحيفة في الوقت ذاته.