الموضة تنسي المصريين أشجان السياسة ليومين والقاهرة تتحول إلى مركز تجاري مفتوح

إكسسوارات «إير مارين»
TT

تنظيم عروض أزياء في مصر في هذه الفترة بالذات ليس بالأمر السهل، بل يعتبر تحديا كبيرا. فالكل يتكلم سياسة ويتنفسها وينام عليها، إلى حد يصعب تخيل أن تكون هناك أي نشاطات أخرى يمكن أن تحصل على أي اهتمام إنساني أو إعلامي، لكن سوزان ثابت، رئيسة تحرير مجلة «باشن»، قبلت التحدي. فهي ترى أن هناك دائما وقتا للموضة، ففي حال لم تنجح في تضميد الجراح، فهي على الأقل يمكن أن تسلط الضوء على جوانب أخرى من الحياة. وبالفعل نجحت في تحديها، فقد دبت حركة عجيبة في وسط القاهرة في الأسبوع الماضي، لم تكن لها أي علاقة بالسياسة والأحداث التي تمر بها مصر منذ فترة، وليومين متواصلين، تحولت منطقة الزمالك إلى خلية نحل لمحبي الموضة انتعشت فيها الأرواح والأسواق على حد سواء. ما يحسب لسوزان ثابث أنها نظمت الفعالية بطريقة ذكية ومحسوبة، وكأنها تعبد الطريق لما هو أكبر في المستقبل. فعلى العكس من الكثير من العواصم العالمية التي ارتأت أن تنظم أسابيع موضة، بما في ذلك بعض العواصم التي لم يسمع الكثير منا بها من قبل، فضلت هي أن تبدأ المشوار خطوة خطوة، وكأنها تجس النبض، حتى إذا تم إطلاق أسبوع «قاهري» تكون بدايته قوية. الفعالية كانت، إلى حد كبير، أشبه بتلك التي أطلقتها أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية لكي تحرك السوق الراكدة منذ عامين تقريبا، وذلك بتجنيد المصممين والمشاهير لحضور هذه الفعاليات وتشجيع محبات الموضة على الشراء. وبالفعل كانت هناك مشاركة من قبل أكثر من 36 محلا وماركة مصرية، فتحوا أبوابهم للحضور لساعات طويلة ومتأخرة من الليل، بدءا من عزة فهمي، التي أطلقت مجموعتها المستوحاة من الفراعنة، إلى محل «فيلا بابوشكا» الواقع في شارع محمد إسماعيل، الذي أقام عرض أزياء خاصا، حتى المصممون الذين لم تكن لهم محلات خاصة بهم، توفرت لهم أماكن لعرض إبداعاتهم في المتحف الفني السابق بشارع أبو الفدا. وهكذا، وليومين كاملين، بدت القاهرة وكأنها نسيت هموم السياسة وسادتها حالة من التفاؤل، فـ«ردود الأفعال كانت إيجابية جدا، والكثير من الناس أعادوا اكتشاف منطقة الزمالك كمركز للتسوق»، حسبما تقول سوزان ثابت، الرأي الذي يوافقها عليه العديد من أصحاب المحلات في المنطقة، الذين عرفوا حركة غير معهودة منذ زمن.