الطبيعة تكسبك جمالا بلا أضرار

من أبرزها شمع العسل وزيت الجوجوبا والزيتون

كريم ترطيب برائحة الفراولة
TT

دللي جسدك بشمع العسل وزيت الجوجوبا، واعتني بشعرك بقطرات زيت الزيتون والروزماري، وأعيدي النضارة لبشرتك بالشوفان والورد الدمشقي، فخيرات الطبيعة كلها تنفرد بأسرار الجمال.

إيمان سامي، خبيرة التجميل الطبيعي، مهتمة بجمالها كأي امرأة، إلا أنها لم تكتشف عالم التجميل الطبيعي إلا بعد زواجها وانتقالها إلى بلجيكا. هناك وجدت منتجات العناية بالبشرة والشعر الطبيعية منتشرة بشكل كبير.. تقول: «اندهشت من كمية المنتجات المصنوعة من الزيوت الطبيعية من دون أن يؤثر ذلك على رائحتها الزكية ومنظرها الجذاب». تقول: «لفتت نظري هذه المنتجات، وتساءلت لماذا لا يوجد عندنا مثلها؟ فأغلب منتجات العناية بالبشرة الموجودة في الأسواق تحتوي، مع الأسف، على زيوت معدنية ومواد حافظة اصطناعية ومكونات كيميائية أخرى ضارة بها. وتؤدي مع كثرة الاستخدام إلى إجهاد الجلد وإضعافه، ومن ثم يصبح أكثر عرضة للإصابة بالجفاف والحساسية، فضلا عن مجموعة من المشكلات الأخرى التي قد تؤثر على الصحة العامة وتسرع من عملية الشيخوخة.

كما أن المنتجات الكيميائية تعرض الأطفال إلى ما يقارب 60 مادة كيميائية كل يوم، سواء عن طريق الشم أو الامتصاص عن طريق الجلد».

وتضيف: «أعلم مدى اهتمام المرأة بجمالها، وسعيها الدائم للحصول على وصفات وخلطات طبيعية، إلا أن مشكلة هذه الوصفات رائحتها غير المحببة، وملمسها الزيتي، بالإضافة إلى أنها تتطلب وقتا ومجهودا للحصول على المكونات وخلطها، مما يجعل الكثيرات لا يداومن على استخدامها، ويستسهلن المنتجات الجاهزة، لذا قررت اقتحام عالم التجميل الطبيعي والتعرف إلى أسراره، لنقله إلى مصر، ليس فقط من أجل الرفاهية ولكن للوقاية من أضرار المواد الكيماوية».

وبالفعل التحقت إيمان بمدرسة في شمال فرنسا متخصصة في التجميل الطبيعي، واستغرقت مدة الدراسة عاما ونصف العام، تعرفت خلالها على الزيوت والمواد الطبيعية التي تستخدم في العناية بالشعر والجلد، وكيفية التفريق بين الزيوت النقية والمغشوشة. كما درست كيفية خلط هذه الزيوت معا بنسب محددة لتصنيع منتجات عناية طبيعية تتمتع بشكل جذاب ورائحة جميلة في الوقت ذاته. بعد انتهاء فترة الدراسة واجتيازها كل الاختبارات، عادت إلى مصر لتستقر فيها، وتبدأ مشروعها. تشرح إيمان: «بدأت أبحث عن الأماكن التي سأقوم بشراء الزيوت والمواد الطبيعية منها، بالإضافة إلى المكان الذي سأقوم بالتصنيع فيه، لأنه من الضروري أن يكون آمنا وصحيا. وبعد اجتياز كل هذه المراحل، بدأت في شهر يونيو (حزيران) الماضي عرض منتجاتي، المحضرة من زيوت طبيعية معصورة على البارد لضمان الحفاظ على محتواها الطبيعي من المعادن والفيتامينات. واخترت اسم (بريمروز) لهذه المنتجات، وهو اسم زهرة تنبت في الربيع وتستخدم لاستخراج زيت عطري يدخل في صناعة مستحضرات التجميل، ويؤثر بالإيجاب على صحة وجمال المرأة. فالجلد يتعرض لكثير من العوامل الضارة لكونه أكبر عضو في الجسم والأكثر تعرضا للعوامل الخارجية، ولكن عن طريق المحافظة والمتابعة يمكن التمتع بجلد ناعم ونضر لفترة طويلة، لهذا يجب الحرص على ترطيبه بشكل منتظم، مرة أو مرتين يوميا، خاصة بعد الاستحمام؛ لأن الماء من أكثر العوامل التي يمكن أن تسبب جفاف البشرة». لهذه الغاية قامت إيمان بصنع كريم للجسم يتكون من زيت اللوز، لأنه من الزيوت الطبيعية التي يسهل على البشرة امتصاصها، كما أن الأحماض الدهنية الموجودة فيه تشبه بشكل كبير الأحماض الدهنية الموجودة في البشرة. إلى جانب اللوز تستخدم أيضا زيت الجوجوبا الذي يعتبر أغلى الزيوت الطبيعية، لأنه يحافظ على شباب البشرة، ويجعلها مشدودة ورائعة الجمال، وزيت جنين القمح الذي يمد البشرة والجسم بفيتامين «E»، ويعمل كمضاد للأكسدة. فهو يساعد على تخليص الجسم من السموم بطريقة طبيعية. وتقول إيمان إنها حرصت على تصنيع هذا الكريم بعدة روائح، مثل البرتقال، والمسك الأبيض، والفانيلا وجوز الهند، لتختار كل سيدة الرائحة المحببة لها.

فضلا عن الترطيب اليومي، تنصح إيمان باستخدام زيوت الحمام عند الاستحمام، وذلك لأن «الجلوس لفترة طويلة في الماء يمكن أن يعمل على نزع الزيوت الطبيعية من الجسم، لذا يجب التأكد من استخدام منتجات تحتوى على زيوت مرطبة تعوض ما تم فقده، مثل اللافندر والبابونج. فزيت اللافندر العطري، مثلا، معروف بفوائده الكثيرة، من مساعدته على التخلص من الضغط العصبي المتراكم، إلى تنعيم الجسم، في حين يساعد زيت البابونج العطري على التخلص من احمرار وحساسية البشرة، وتنظيفها من الداخل وترطيبها من الخارج».

وتشير إيمان إلى أن حمام اللبن استخدم منذ قرون لتنظيف وتغذية البشرة، بدليل أن كليوباترا استخدمته للحصول على بشرة صافية وبيضاء، بفضل حمض اللاكتيك الذي يتوفر فيه ويعمل كمنظف ومقشر رقيق للبشرة، يساعد على التخلص من خلايا الجلد الميت؛ لهذا فإن إضافة بعض اللبن عند الاستحمام، حسب رأيها، واحد من أسهل الطرق لتحسين ملمس ومظهر البشرة في الحال.

تضيف: «سنفرة الجلد أو التقشير من الطقوس الهامة للحفاظ على بشرة ناعمة وصافية، وطبعا إذا كانت السنفرة طبيعية فهذا أفضل، لأنها تخلص الجسم من الجلد الميت وتغطيه بطبقة من الزيوت الطبيعية المرطبة».

ولا تنسى أن تشير إلى ضرورة شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميا، لأن الحفاظ على رطوبة ونسبة الماء في الجسم يحسن مظهر البشرة والشعر بطريقة طبيعية، فضلا عن تناول الأسماك، خاصة أسماك المياه الباردة، مثل التونة والسلمون، للحصول على «الأوميغا 3» وغيره من الأحماض النافعة التي تساعد الجلد على الاحتفاظ بأكبر قدر من الماء داخل الخلايا المكونة لطبقة البشرة.

ولأن الشعر تاج المرأة فهناك أيضا شامبوهات طبيعية من الزيوت لا تنتج رغوة مثل الشامبو التجاري؛ لعدم احتوائها على مادة «الصوديوم لوريث سولفات»، وهي المادة المسؤولة عن إنتاج الرغوة في الشامبوهات التجارية، والتي ثبت علميا أنها مضرة لفروة الرأس. أما لتقوية بصيلات الشعر ومنع تساقطه وتغطيته، فتطرح إيمان مجموعة من الزيوت تتكون من زيوت اللوز وزيت زيتون وخروع وجنين القمح وإكليل الجبل «روز ماري» والكاموميل والجوجوبا، تخلط جميعها بنسب محددة لتستخدم يوميا أو كحمام زيت.