دينا كمال.. معمارية أعادت لخاتم الخنصر قوته

تستقي أبعادها من مدرسة «باوهاوس» والـ «آرت ديكو»

TT

ما هو القاسم المشترك بين النجم براد بيت، والمغني ب. ديدي، وزعيم المافيا آل كابون، والمصممة كوكو شانيل، ونجمي الشاشة الفضية، جين هارلو وكلارك غايبل؟. لا، ليس هو الشهرة العالمية، بل خاتم الخنصر الذي تبناه كل منهم في وقت من الأوقات، وتحاول اللبنانية دينا كمال أن تعيد له قوته وأمجاده.

دينا كمال مهندسة معمارية شابة تحولت إلى تصميم المجوهرات، ويبدو من حماسها، وهي تتكلم، وأسلوبها أنها معجبة بمدرسة «باوهاوس» التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي ولا يزال تأثيرها واضحا في الكثير من مناحي الحياة العصرية. وما لا تخطئه العين أنها عندما تحولت إلى تصميم المجوهرات، حملت معها هذا الانتماء، أو الإعجاب، وترجمته في تصاميم بسيطة تتميز بأبعاد وأحجام محسوبة وسخية فضلا عن مواد مترفة. لكن ليس هذا وحده ما يميز دينا، فاللافت أنها وضعت كل ثقلها في خاتم الخنصر التقليدي، الذي لم ينجح حتى براد بيت أو بي. ديدي أن يبثا فيه السخونة لحد الآن، وعاهدت نفسها أن تتكفل بإعادته إلى سابق عهده. كل هذا في الوقت الذي يتسابق فيه المصممون على طرح خواتم كوكتيل مشهية ويسهل تسويقها أكثر. تقول: «بهرني هذا الخاتم رغم ما يفتقده من جاذبية، فنظرة إلى أحجامه وأبعاده تبدو غريبة وغير مغرية على الأصبع.. وهذا ما حفزني أن أعيد تصميمه وتأهيله إن صح القول».

وتتابع دينا أن مجال المجوهرات غني وأن هناك العديد من المصممين في الوقت الحالي والتصميمات، التي تصيب بالتعب بعد فترة من ارتدائها، لهذا وضعت لنفسها هدفا يتلخص في تصميم قطع تحقق المعادلة بين ما هو عصري وبين ما هو كلاسيكي، يبقى مع صاحبه للأبد، وبين ما هو مريح على الأصابع والعين.

وتشرح بأن دخولها مجال تصميم المجوهرات جاء بالتدريج، حيث بدأت بتصميم قطع لنفسها ثم لصديقاتها قبل أن تطرح أول تشكيلة لها في السوق في عام 2010. وغني عن القول أن الغالب فيها كان خاتم الخنصر بنسخ متعددة مع وجود بعض القلادات القليلة، والذي كان واضحا فيه التأثير الهندسي المعماري الذي كان أساس دراستها ولا يزال عملها لحد الآن. وتعقب على الأمر قائلة بأنها لا ترى تعارضا بين الاثنين بل العكس، فكمهندسة معمارية، هي تعمل على الأبعاد والأحجام أيضا، تماما مثل المجوهرات سواء كانت موجهة للرجل والمرأة. المهم، كما تقول، أن تكون كل قطعة مريحة وأنيقة، وهذا ما حققته من خلال تحديد سمك كل خاتم 1.3 مم مما يمنحه خفة وزن إلى حد أن صاحبه قد ينساه تماما لأنه يصبح جزءا منه.

كادر رحلة خاتم الخنصر عبر التاريخ مثيرة، فقد ظهر أول مرة في عهد الفراعنة، كرمز للوجاهة والمعتقدات، وانتقلت عدواه إلى الرومان الذين استعملوه لختم وثائقهم الرسمية. وفي العشرينيات والثلاثينات من القرن الماضي، تبنته المرأة كموضة. فالفترة شهدت بداية تحرر المرأة وإقبالها على تطويع قطع أزياء ومجوهرات رجالية لصالحها، وكانت كوكو شانيل دائما تلبسه لأنه كان يمثل لها الإبهار والقوة والأناقة في الوقت ذاته. وقد تزامنت هذه الفترة مع ظهور مدرسة «باوهاوس»، التي فككت العديد من الأشياء وأعطت المجوهرات شكلها الهندسي وفخامتها المستمدة من مواد وخامات ثمينة وبتفاصيل دقيقة لكنها دائما بسيطة. وفي السبعينات عاد إليه بريقه لفترة قصيرة، ومؤخرا عاد على أصابع مغني الهيب هوب، لكن دينا لا ترى أنه أخذ حقه بعد وهذا ما تسعى لتحقيقه.