عالم الموضة يودع 2011 ويتوق لـ2012

حدده خروج جون غاليانو من دار «ديور».. ووفاة لوساج.. وزواج كيت ميدلتون

TT

أربعة أيام فقط على انتهاء عام حافل بالأحداث والتغيرات، ما بين الربيع العربي والفضائح الصحافية والفنية والزلازل وغيرها. عالم الموضة أيضا حفل بالأحداث السعيدة والحزينة، وعاش عواصف وزلازل تمثلت في تغير خريطة الموضة في العديد من بيوت الأزياء الكبيرة، وهو الأمر الذي تسبب فيه خروج المصمم جون غاليانو من دار «ديور» مطرودا بعد 14 عاما من العطاءات والإبداعات. القصة التي بات الكل يعرفها وقعت أحداثها في شهر فبراير (شباط) الماضي، عندما فقد المصمم أعصابه وعقله لدقائق كانت كافية لتقضي على مستقبله وتنزله من برجه العالي إلى الحضيض. فعالم الموضة، كما أكد، يمكن أن يتغاضى عن الكثير، بما في ذلك الإدمان وتعاطي المخدرات كما حدث مع العارضة كيت موس منذ سنوات، لكن أن يتفوه بعبارات معادية للسامية، فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه، على الأقل في دار «ديور». فما إن انتشر شريط الفيديو المسجل على الـ«يوتيوب» والجرائد، والذي تم تسجيل المصمم فيه وهو يشتم ويتفوه بعبارات معادية للسامية، حتى أعلنت الدار طرده في شهر مارس (آذار). وما زاد الطين بلة أن برنار آرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش» المالكة للدار، أغلق الباب في وجهه بالأقفال، حين أعلن أن المصمم لا يمكن أن يعود للعمل مع الدار ولا أي من بيوت الأزياء التي تملكها المجموعة. وكان من الطبيعي بعد إعلانه هذا أن تبدأ سلسلة من التكهنات عمن يمكن أن يخلفه، لتتوالى أسماء العديدين، من أمثال مارك جايكوبس، حيدر أكرمان، ريكاردو تيشي، سارة بيرتون، ألكسندر وانغ، وأخيرا راف سيمونز، لكن الدار لا تبدو مستعجلة على إيجاد مصمم جديد لها رغم أن موسم الـ«هوت كوتير» على الأبواب. ولأنه ليس بإمكان أي دار كبيرة أن تستمر من دون مصمم يقود زمامها ويحدد وجهتها، فإن التكهنات لن تنتهي بنهاية 2011.

• طرد جون غاليانو بدأ ما يشبه لعبة الدومينو في عالم الموضة، كما فتح العيون على الضغوط النفسية التي يمكن أن يعاني منها المصمم كل موسم. ففي شهر أبريل (نيسان)، تأكدت إشاعات خروج كريستوف ديكارنين من دار «بالمان»، والسبب الذي تم إعلانه حينها أنه كان يعاني من انهيار عصبي أو حالة اكتئاب سوداوية، وأنه دخل مستشفى للأعصاب. والمصمم الذي أخذ مكانه هو الفرنسي أوليفييه روستينغ.

• وإذا كان 2010 عاما حزينا بالنسبة لدار «ألكسندر ماكوين»، لأنه العام الذي أنهى فيه المصمم المبدع حياته شنقا، فإن 2011 كان بمثابة ميلاد جديد للدار. فقد استطاعت مساعدته سارة بيرتون، التي خلفته، أن تأخذها إلى مرحلة أكبر وأعلى خصوصا بعد أن رسا اختيار كيت ميدلتون عليها لكي تصمم لها فستان زفافها على الأمير البريطاني ويليام. لكن فستان الزفاف لم يكن الورقة الرابحة الوحيدة في هذا العرس رغم الحرفية والدقة والتطريزات التي أنجزت به، ففستان أختها، بيبا ميدلتون، الناعم والمحدد على الجسم كان أقوى تأثيرا، وأكد أن لدار «ماكوين» وجوها متعددة، الأمر الذي أدى إلى فوز سارة بيرتون بجائزة مصممة العام خلال حفل توزيع جوائز الموضة الذي ينظمه أسبوع الموضة اللندني كل عام.

• اندلاع حرب أسابيع الموضة العالمية، التي اشتعلت بعد أن قررت نيويورك تغيير برنامجها ليتضارب مع أسبوعي كل من ميلانو ولندن، ولا تزال المحادثات جارية لإيجاد حل لمشكلة صعبة تدخل فيها الروح الوطنية ومدى أهمية صناعة الموضة على الاقتصاد ككل.. مشكلة يتمنى الكل أن تحل في عام 2012.

• وفي بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فقدت الموضة واحدا من أهم صناعها، ألا هو فرانسوا لوساج، صاحب دار «لوساج» المعروفة بتطريزاتها الغنية التي لا يكتمل من دونها أي عرض أزياء باريسي، خصوصا في موسم الـ«هوت كوتير». كان لوساج، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الـ82 عاما، واحدا من آخر الفرسان الذين يمثلون همزة الوصل بين عصرنا والعصر الذهبي لعالم الأزياء الراقية. فقد عمل في بدايته مع المصممة إيلسا شياباريلي، ومع كريستوبال بالنسياجا، كما مع إيف سان لوران وكريستيان لاكروا وجون بول غوتييه وغيرهم، وإن كان عمله مع إيف سان لوران الأكثر إبهارا لأنه جسد فيه عبقرية المصمم وقوته الفنية. كان لوساج يقدر بشدة الروح الشعرية في عمله، حيث كان دائما يقول «إن التطريز بمثابة كتابة الأحلام بإبرة مع لؤلؤة أو أي قطعة تبث الحياة في ديكور أو قطعة».

• تعاون دوناتيلا فيرساشي مع محلات «إتش آند إم» لطرح تشكيلة، أمر أثار الكثير من اللغط والإقبال على حد سواء.

• ترشيح برنار آرنو، رئيس مجموعة «إل في إم إتش» رجل العام، جاء رغم أن هذا العام كان صاخبا بالمشاكل بالنسبة له، بدءا من طرد جون غاليانو من دار «ديور» وتبعات ما تفوه به على الدار الفرنسية، إلى صراعه مع دار «هيرميس» التي يريد أن يحصل على أسهم أكثر فيها، الأمر الذي يقاومه عدد من أفراد العائلة المالكة لـ«هيرميس». ويعتبر آرنو أهم اسم في عالم الموضة حاليا، فهو رابع أغنى رجل في العالم، والأغنى في أوروبا حيث تقدر ثروته بـ42 مليار دولار أميركي، ويملك حاليا العديد من بيوت الأزياء المهمة والشركات. ورغم ذلك لا يتوقف عن محاولة امتلاك المزيد، حيث ضم إليه هذا العام دار «بلغاري» الإيطالية، و«كارفور» الفرنسية، ولا يزال يحاول امتلاك المزيد من أسهم دار «هيرميس». ويبدو أن عالم الموضة ليس وحده الذي يعترف بقوته بل أيضا الحكومات، حيث حصل هذا العام على وسام الشرف الفرنسي في 14 من شهر يوليو (تموز)، وأيضا على جائزة «ذي كوربورات سيتيزنشيب» في واشنطن، من وودرو ويلسون المركز العالمي للعلماء.

• ماركة «بلماكس» للمصممة جوليا موغانبورغ، والتي كانت تتوافر سابقا في مراكز معينة مثل «كوليت» بباريس، و«بارنيز» بنيويورك، ومحلها الخاص جدا بماونت ستريت، افتتحت محلا أكبر أقرب إلى معرض مصغر، في موقع استراتيجي في لندن هذا العام. العنوان هو «45 ديفيز ستريت» الذي لا يبعد سوى خطوات عن فندق «كلاريدجيز». ويعتبر بديكوره وروحه تحفة يمكن للمرأة أن تستمتع بفنيتها على كل الأصعدة. فيه تتناثر المجوهرات المبتكرة التي تأخذ أشكالا مميزة تعكس شخصية مصممتها التي درست فنون الرسم والنحت قبل أن تتوجه إلى تصميم المجوهرات، كما تتراص في ركن منه بضعة كتب متخصصة في تصميم وتاريخ المجوهرات، وركن آخر به بعض مستحضرات التجميل الخاصة. النصيحة هنا ألا تكتفي بزيارة الطابق الأرضي، فالطابق الأسفل أيضا يحفل بكنوز مهمة ستشعرك بأنك في مغارة «علي بابا».

* الرجال أيضا كان لهم نصيب هذا العام من الموضة الراقية والسهلة. والمقصود هنا موقع التسوق «MrPorter.com» الذي يشبه موقع «Net-a-Porter.com» للنساء، ويمكن لأي رجل أنيق أن ينتقي منه ما يشاء بضغطة زر. فبعد النجاح الذي حققه موقع «Net-a-Porter.com»، كان لا بد من التفكير في الرجل، خصوصا أن سوق المنتجات المرفهة تؤكد أن الجانب الرجالي يشهد ارتفاعا يقدر بـ14 في المائة في العام، أي ضعف النسبة التي يحققها الجانب النسائي في الوقت الحالي.