جوليا ريستوين روتفيلد وحلم تشييد إمبراطورية خاصة بها

تدين بالكثير لوالدتها وترفض العيش في جلبابها

جوليا ريستوين روتفيلد
TT

بالفعل تنطبق مقولة ابن الوز عوام على جوليا ريستوين روتفيلد، التي لم تكن ستثير كل هذه الضجة في أوساط الموضة لو لم تكن أمها هي كارين روتفيلد. ولمن لم يسمع بهذا الاسم من قبل، فإن كارين هي رئيسة التحرير السابقة لمجلة «فوغ» الفرنسية، التي كانت مرشحة في يوم من الأيام أن تأخذ محل أنا وينتور، عرابة صناعة الموضة ورئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية. وحتى بعد أن تركت «فوغ» وتوقع البعض أن تختفي من رادارات الموضة، فإن حضورها زاد قوة. فإلى جانب طرح كتاب فهي أيضا تساعد بعض المصممين على تنسيق عروضهم وتقدم استشارات خاصة، كما أنها لا تتخلف عن أي عرض أزياء عالمي.

أما سبب الضجة التي أثارتها ابنتها الشابة، فهو دخولها عالم التصميم والدعاية وتنظيم الحفلات والحملات الترويجية، كان آخرها تصميم مجموعة من الملابس الداخلية لـ«كيكي دي مونتبارناسي» المتعهدة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها والمعروفة باختياراتها الجريئة للملابس الداخلية. التجربة كما قالت جوليا كانت «أشبه بحلم» وكانت ناجحة. لكن هذا لا يعني أن هذه هي البداية بالنسبة لجوليا، فقد عرفت سابقا في وسط الموضة كفتاة مجتمع وكوجه لحملة شركة «لانكوم» علاوة على مشاركات متفرقة كعارضة أزياء، قبل أن تجرب حظها في مجال التصميم. بيد أنها، وعلى الرغم من معرفتها الجيدة بأن اسم والدتها فتح لها الكثير من الأبواب، فإنها لا تريد أن تعيش تحت جلبابها وتتمنى أن يصبح لها كيان مستقل، حسبما صرحت به في إحدى المقابلات: «كلانا يحب الموضة، لكن بجانب ارتداء اللون الأسود كثيرا، فإن لكل منا أسلوبها الخاص ونرتدي أزياء تبدو مختلفة بدرجة كبيرة». وبالفعل فإن جوليا روتفيلد، التي تبلغ من العمر 31 عاما، تبدو مختلفة شكلا عن والدتها. فبينما تتميز هذه الأخيرة بملامح غاضبة وقاسية لا تعكس شخصيتها الحقيقية، فإن الابنة تتميز بالكثيرة من النعومة، وإن كان المقربون منها يقولون إنها نعومة تخفي تحتها شخصية جادة عندما يتعلق الأمر بعملها. فهي لا تترك أي شيء للصدف وتتمتع بإرادة قوية، فقبل خمس سنوات، درست في «بارسونز المدرسة الجديدة للتصميم»، التصوير الفوتوغرافي وإدارة التصميم. وكان اختيارها لهذين التخصصين نابعا من شخصيتها المستقلة ورؤيتها المستقبلية: «هناك العديد من الفنانين الذين لا يعرفون كيفية الإدارة. أما بالنسبة لي، فأنا دائما ما أحب أن أكون رئيسة نفسي». في «بارسونز» وبعد أن عملت في شركة «بارون آند بارون» للدعاية، اكتسبت خبرة بصرية مكنتها في النهاية من وضع تصور لمشاريعها الخاصة والإشراف عليها، وكذلك المشاركة في تطوير فنون الرسم البياني مما خولها وضع تصورات لعدد من التشكيلات. وبرهنت مع الوقت على أنها بارعة في إضفاء البريق على كل ما تقدمه، سواء كان صورة ماركة أو منتج معين، منطلقة من نقطة أساسية وهي أن النتيجة ستكون دائما واحدة وهي سرد رواية قصة.

وقد ظهر تأثرها بالرواية في عرضها الأخير، الخاص بالملابس الداخلية لـ«كيكي دي مونتبارناسي»، الذي كشفت فيه النقاب عن مجموعة مزينة بالدانتيل وشرائط الدانتيل بالإضافة إلى تصميمات مستوحاة من طرازات قديمة ومن زي الكيمونو التقليدي وكورسيهات مصنوعة من الساتان تستحضر صورة ريتا هيوارث في فيلم «غليدا» الشهير. طبعا من بين ضيوف الحفل كانت والدتها، التي قالت بفخر إن عمل ابنتها «مثير إلا أنه ليس مبتذلا»، خصوصا إذا عرفنا أن أسعار القطعة تتراوح بين 200 دولار للجوارب الطويلة إلى 1.500 دولار للكيمونو المزين بالدانتيل. وكانت جوليا روتفيلد قد وضعت تصورا لهذا المشروع في فصل الربيع الماضي، ولم تترك أي شيء للصدف، فقد غاصت في الكتب المتخصصة ودرست الأفلام القديمة وسجلات الصور، قبل أن تبدأ في رسم معالم المجموعة. وتعترف بأنها تركت مهمة وضع تصميماتها الجريئة إلى أشخاص محترفين، بعد أن وضعت النماذج الخاصة بها وقامت بإدارة رسوم كتاب الأزياء الذي تقدمه الشركة وحملة الدعاية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحماس والتفاني يعتبر جزءا من شخصيتها، إذ قامت بنفس الشيء بخصوص المجموعة المحدودة التي وضعتها في فصل الصيف وبداية الخريف لماركة «مي آند سيتي»، الصينية. كذلك استلهمت بعض هذه التصميمات من معطف المطر المصنوع من الجلد الأسود اللماع والذي ارتدته كاثرين دينيوف في فيلم «بيل دي جور» والسترة الحمراء المصنوعة من فرو أرنب الأنجورا التي ارتدتها ناستازيا كينسكي في فيلم «باريس، تكساس»، وهي قطع تطمح إليها منذ أمد بعيد لكنها لم تستطع أن تعثر عليها «لذا اضطررت إلى أن أصممها بنفسي».

على الصعيد الشخصي، تبدو جوليا شديدة الحرص على خصوصيتها، وإن كانت تعرف جيدا أن الأضواء سيف ذو حدين، لا سيما بالنسبة لاسم أصبح له أتباع ومدونة تعرف باسم «أود أن أكون مثل روتفيلد»، تهتم بمعرفة التفاصيل الدقيقة لأسرة روتفيلد، بما في ذلك محتويات خزانة ملابسها والأدوية وأنواع الماكياج التي تستعملها.