لايا رحمان.. مصممة ترى في الحذاء باعثا للسعادة النفسية والراحة الجسدية

قصة سندريلا ألهمتها.. وعدم توافر تصميمات تروق لها أدخلها مجال تصميمه

TT

اللبنانية لايا رحمان لا تختلف عن أي امرأة في العالم في عشقها للأحذية. الفرق بينها وبين غيرها أنها حولت هذا العشق إلى مهنة. تقول لايا إن الأحذية تشكل بالنسبة لها منذ الصغر شيئا ثمينا؛ إذ كانت تضعها قرب سريرها وتتأملها أو تدللها وتمسحها بتأنٍّ. ومرات كثيرة تنسقها للدمى التي تمتلكها حسب الأزياء التي ترتديها، إلا أنها تعتبر أن حذاء السندريلا الشهير شكل السبب المباشر لاتخاذها قرار التخصص في تصميم الأحذية. تقول لـ«الشرق الأوسط» إنها عندما لم تجد ما ترتديه من أحذية نسائية تنسجم مع ذوقها فكرت في تصميمها، وهكذا صنعت أول حذاء استوحته من حذاء سندريلا كما جاء في القصة الشهيرة. جاء التصميم أنيقا بلون أسود مصنوع من مادة «البليكسي غلاس»، غطته بقماش من الساتان وبكعب عال رصعته بأحجار من الستراس. بل وكتبت عليه اسم CINDRELLA بالأزرق والفضي. وهكذا أطلقت لايا رحمان ماركتها «سيندي غلاس» من العاصمة الفرنسية، حيث كانت تقيم، وحاليا تدير متاجرها الخاصة في كل من بيروت ولندن وباريس. وتقول إنها لا تتابع موضة الأحذية النسائية الرائجة والموقعة من مصممين عالميين حتى لا تتأثر بها ويحدث أي تخاطر أفكار، مضيفة أنها تفضل ابتكار موضة من بنات أفكارها. وتعتبر لايا أن الحذاء يرمز إلى أناقة المرأة كما إلى ذوق الرجل، إلا أن التصاميم النسائية تتميز بالكثير من الدلال والرقة، بحيث تسمح باستخدام الأقمشة وكذلك الألوان الزاهية. وتشير أيضا إلى أن الكعب العالي مهم لأن المرأة تنتبه لخطواتها أكثر مما يجعل مشيتها أكثر جاذبية وأنثوية. وتشرح أن الأحذية أنواع، فمنها ما يشير إلى أن المرأة ديناميكية، ومنها ما يشير إلى أنها كلاسيكية أو رياضية أو بسيطة، وكلها تصاميم تخضع لدورة الموضة التي تستمر نحو الـ3 سنوات، وأحيانا أكثر، قبل أن تعود للواجهة مرة أخرى. تقول: «فمنذ فترة درجت أحذية مستوحاة من حقبة الستينات وبعدها شهدناها مستوحاة من السبعينات وهكذا».

وعلى الرغم من أن تصميم كل شكل يستغرق من رحمان الكثير من التحضيرات، خصوصا أنها تأخذ بعين الاعتبار الموسم الذي ستطرحه فيه، فإنها أيضا تستقي من حضارات مختلفة. فمجموعتها لربيع وصيف 2012 المقبلين تغلب عليها النزعة الأفريقية والهندية والآسيوية بشكل عام بقماشها الملون والمزركش. وهي مجموعة تأخذ بعين الاعتبار أيضا الأحوال الاجتماعية أو الاقتصادية السائدة في العالم؛ لهذا تأخذ منحى إيجابيا يحاول إدخال السعادة على صاحبته من خلال ألوان فرحة أو أحجار براقة، أو قماش التول أو التطريز الإثني. ولا تنسى المصممة إطلاق أسماء خاصة على كل تصميم، مثل: «ماري أنطوانيت»، «غلامورانو»، «مانييت»، «كليك كلاك»، «هاواي»، «إيغل»، وغيرها من الأسماء اللافتة والمثيرة للجدل مثل ذلك الذي صممته بنعل أحمر كتبت عليه «this is not le boutin».

وتفتخر لايا بصناعتها اللبنانية قائلة: «أتعجب كيف أن شريحة من الناس لا تثق بصناعتنا المحلية مع أنها هي نفسها قد تكون تباع في الخارج تحت عناوين عدة». لكنها لا تنكر أنها تستعين أحيانا بمواد من أوروبا لا تكون متوافرة في لبنان كالجلد الطبيعي النادر.

أما نوعية الجلود التي تستعملها فتتنوع ما بين المعتق الذي تشرف على تحضيره بنفسها أو اللاتيكس، وأحيانا تركن إلى أقمشة غريبة تستعمل عادة في الملابس الداخلية أو تلك المشمعة تدخل عليها رسوم فواكه، وتطرحها في موسم الصيف خصوصا، أو تطعمها بالخرز والتطريز من منطلق أن الحذاء يجب أن يكون مسليا فرحا يُشعر من ترتديه بالراحة النفسية والجسدية معا.