غرفة المعيشة.. استراحة العائلة

ديكورها يعكس الطابع العام وشخصية أصحاب البيت

عندما يكون الديكور كلاسيكيا، فإن إدخال قطع عصرية تزيده حيوية وثراء
TT

غرفة المعيشة هي قلب المنزل، ومركز حيويته. هي أيضا مسرح الكثير من الأحداث اليومية، مما يجعلها أكثر الغرف صخبا واستعمالا، بداية من استقبال الضيوف إلى تجمع أفراد الأسرة لمشاهدة التلفاز أو للسمر والسهر. لكل هذا من البديهي أن تكون المكان الذي يعبر عن طبيعة شخصية أصحاب البيت، والواجهة التي تخلف أول انطباع عنهم.

تؤكد مصممة الديكور «مروة علي» أن التنوع في أنماط الديكور هو أساس الراحة عند تصميم غرفة المعيشة، وأن أثاثها وتصميماتها تتنوع عموما حسب الطابع العام للبيت، وشخصية أصحابه، وبالتالي يجب أن تتمتع ببعد إنساني وشخصي أكثر من التقيد بطراز بعينه، حديثا كان أم كلاسيكيا. من المهم أن تحاكي العصر بالمزج بين الطرازين إن أمكن».

تضيف مروة: «غرفة المعيشة هي المكان الذي تقضي فيه الأسرة الكثير من الوقت، لهذا يجب أن تكون مكانها مريحا للنظر والبدن على حد سواء. بعبارة أخرى، يجب أن تكون بمثابة الواحة، تتمتع بالمرونة في استعمالات قطعها، والخفة من حيث تناسق ألوانها وخاماتها حتى تكون مريحة للعين». وتشرح مروة أنه من الممكن تقسيمها إلى أجزاء من خلال اللعب على مساحتها وقطع أثاثها، بحيث تكون هذه الأخيرة بمثابة الفاصل بينها.

وتؤكد مروة هنا على أهمية الألوان في غرفة المعيشة وقدرتها على إضافة الكثير من الاتساع عليه. وتقول إنه بإمكان عشاق الكلاسيكية مثلا مزج درجات ألوان الأبيض السكري مع الأسود والأحمر لتظهر جماليات خطوط التصميم البسيطة والتنسيق المنظم للغرفة، فتضفى الكلاسيكية المعاصرة على غرفة المعيشة البسيطة بهاء القصور. فالأحمر من الألوان العصرية التي يمكن اللعب عليها في المفروشات والجدران معا، وذلك بتطعيم «بانوهات» الحائط به، وإضافته إلى «الكرانيش» ليضفى نوعا من الحيوية والطاقة مع لمسة طبيعية باستخدام المشجر مع القماش السادة، وهو من الطرق الساحرة عند فرش غرف المعيشة.

وتعد ألوان الباستيل مثل اللبني والوردي مع إحدى درجات الأصفر من أفضل الألوان التي تستخدم لإضفاء طابع مريح ومشرق على غرفة تحتاج إلى بعض الضوء، علما أن الأبيض السكري، بكل درجاته من الألوان العصرية التي تخلق منظرا بديعا على الجدران ذات التأثير الحجري أو الصخري. فهذا بحد ذاته يضفي اتساعا ملحوظا على الأماكن الضيقة نسبيا.

تتابع مروة: «يمكننا إعطاء درجة لون واحدة بموتيفات مختلفة، تتنوع بين المنقط والمشجر والمربعات على شرط تناسقها مع لون الحائط اللامع بإحدى درجتي البني الشيكولاتة التي تضفي على الغرفة بعض الفخامة، خصوصا إذا تم تنسيقها مع مفروشات وستائر بدرجات البني، ولا بأس أن تكون بتطريزات عربية شرقية دافئة».

ولا تغفل المصممة دور المساحات في تحديد ديكور هذه الغرفة، وما إذا كانت مفتوحة على المطبخ مثلا أم لا. فعندما يكون مفتوحا عليها، تكون هناك حاجة إلى طاولة طويلة تقسم بينهما وفي الوقت ذاته تجعلهما متصلين ببعض، وإذا كانت مستطيلة فهي تحتاج إلى تنسيق خاص يمنحها عرضا واتساعا باستعمال ألوان فاتحة مع اختيار أحجام مناسبة للأثاث.

بالنسبة للمساحات الصغيرة وشقق الشباب، فيفضل استخدام قطع الأثاث ذات الوظائف المتعددة لاستغلال كل جزء فيها، كأن تكون الطاولة بجارورات لتخزين المجلات وغيرها، وأريكة الجلوس مرنة تتحول إلى سرير مؤقت عند الحاجة وهكذا.