عباءات للمساء والسفر.. أحدث الصرعات في السعودية

تتجدد خاماتها وتصميماتها ويبقى لونها الأسود رمزا لأصالتها

من أعمال روان أزهر
TT

العباءة رمز للمرأة الخليجية عموما، والسعودية خصوصا، أينما كانت. فإضافة إلى أنها عرف ثقافي وديني يفرض الالتزام والاحتشام بالعباءة السوداء، أصبحت مع الوقت جزءا من شخصية المرأة الخليجية، ترتبط بها وتميزها داخل الوطن العربي وخارجه. وحتى عندما أجريت عليها بعض التغييرات والتجديدات لإدخالها عالم الموضة العالمية، ظلت محافظة على أساسياتها مثل تصميمها الفضفاض الذي يراد منه تغطية الجسم والرأس أحيانا، ولونها الأسود. بداية التجديدات كانت من باب دخول المناسبات الكبيرة، التي فرضت على المرأة أن تختارها أنيقة ومطرزة بشكل يتماشى مع أهمية المناسبة، لكن تطويرها لم يتوقف عند هذا الحد؛ فحاجة صاحبتها إلى تصميم خاص بالسفر للبلدان الأجنبية أثمرت هي الأخرى تصاميم جديدة يدخل فيها البنطلون والقميص ويلبسان مع عباءة سوداء خفيفة مزينة بنقوشات وكريستالات ملونة.

ولم يقتصر التجديد على التصميم؛ بل أيضا على الخامات التي أصبحت تحترم العوامل الموسمية وتغيرات الطقس والفصول. فللصيف، أصبحت تستعمل أقمشة مثل القطن والساتان، وللشتاء خامات دافئة مثل المخمل والصوف، لكن في كل الحالات، حافظت العباءة الخليجية على لونها الأسود، وإن أضيفت إليه في بعض الأحيان، ألوان أخرى مثل البني الداكن والكحلي الغامق.

روان أزهر، مصممة أزياء سعودية، تعشق تصميم الفساتين، وفي الآونة الأخيرة اتجهت أيضا لتصميم عباءات حرصت على أن تمنحها جمالية لا تخرج عن نطاق الحشمة. من هذا المنطلق، ركزت على الألوان لكي تكسبها عصرية، مما يفسر ألوان الموضة العالمية التي أضيفت بوصفها تفاصيل على اللون الأسود. استخدمت فيها أيضا قماش الكريب الخفيف، الذي تؤكد أنه مريح وعملي ومناسب بطبيعته للرطوبة في أجواء مدينة جدة الساحلية. في حديثها مع «الشرق الأوسط» تقول إن استخدام الخامات الثقيلة غير مرغوب فيه من قبل غالبية السعوديات بسبب الأجواء الحارة أغلب شهور السنة في مدن السعودية وفي جدة تحديدا.

وترفض المصممة أزهر أيًّا من صرعات الموضة الجديدة في العباءات التي تراها غير مقبولة لباسا في السعودية، مشيرة إلى أن: «أغلب تصاميمي تتجه إلى منحى التصميم التقليدي للعباءة، وبحسب طلب زبوناتي فقط، أغير ألوان التفاصيل التي تزينها. بالنسبة لي، يبقى لونها الأسود هو الأساس ويجب عدم تغييره». روان أزهر اختارت اسم «تاء مربوطة» لترمز للأنوثة في لغتها التي اتخذتها نهجا في تصاميمها، التي تعتمد في بيعها على التسويق الإلكتروني وعلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» ومدونتها الشخصية وغيرها. وتعكس هذه الطريقة العصرية للتسويق، فضلا عن خاماتها وتطريزاتها، أسعارها المعقولة، التي تتراوح بين 100 و300 دولار، مقارنة بأسعار غيرها من المصممات التي تفوق 900 دولار. ويعود السبب، كما تشرح، إلى أنها تراعي إمكانات المرأة السعودية التي ترغب في عباءة تكمل أناقتها وتستعملها في كل الأيام والمناسبات.