«كلمة».. اسم ماركة تجسد الحداثة وتطمح لغزو أوروبا

أحمد شولق.. سعودي يكتب الموضة بحروف عربية

لم يعد غريبا أن تشاهد الحروف العربية على الـ«تي - شيرتات» والشالات وغيرها من الإكسسوارات
TT

عندما سئل الدكتور ممدوح خسارة ذات مرة عن الآليات المطروحة، التي يمكن من خلالها أن تحقق اللغة العربية تفاعلا مع العصر أو انتشارا ما، ألقى الكرة في ملعب المبدعين من الأدباء والشعراء واللغويين، وأشار إلى أن وسائل الإعلام ومناهج التعليم تسهم في ذلك ما دامت تنطق بالضاد.

لكن الدكتور خسارة، عضو أحد مجامع اللغة العربية، خلال أحد البرامج التلفزيونية، غابت عن باله إمكانات جيل جديد ممن ينتمون لهذه اللغة، وآليات حديثة يمكن إقحامها في الحياة اليومية للناس، بعيدا عن الكتابة والترجمة وإلقاء المحاضرات.

وليس أدل على هذا من محاولة مصمم الغرافيكس، أحمد شولق، الطموحة لإعادة الرسم العربي للحروف إلى عالميته، باستخدامه في التصميمات التي تنتجها شركته لصناعة الأزياء، وأطلق عليها اسم «كلمة». ومن «كلمة» تخرج الآن مجموعة من الرسوم على صدور الشبان والصبايا ممن يشترون بضاعته منذ 2008.

ولأن تجربة رسم الحروف والكلمات العربية ليست متداولة، في ظل الإقبال على القمصان المزركشة بالحروف اللاتينية، فإن شولق قبل التحدي وعاهد نفسه على أن يكتب بداية جديدة بالخط العربي. ولأن الجيل الجديد آخذ في السير عكس اتجاه الزي الرسمي، فقد انتبه إلى أنه أجدى به أن يبدع أزياء شعبية مرتبطة بالثقافة، وهذا ما يجعل أحمد (الذي يصمم 80 في المائة من منتجه) يركز على وضع الرموز الدالة على الموروث، كرسومات النساء المحجبات، الصقور، الخيول، النخيل، أو الصحارى.

قوته تكمن في أن ما يقدمه جديد إلى حد ما ومختلف، ويذكر أحمد أن هولندية سألته مرة: «منذ متى وهناك أزياء أو موضة في السعودية؟»، فرد عليها: «من اللحظة». تستلهم «كلمة» تصميماتها من الطبيعة وتتمسك كثيرا بالألوان الرملية بتدرجاتها، وهي التي لم يعتدها الأوروبيون، لكنها هي التي تلهمه. يقول أحمد: «كثير من الأشياء التي أراها حولي تلهمني في تصميم الملابس، وأتعمد قبل كل موسم جديد أن أسافر إلى غابات أو جزر أو بحار أو حواضر حتى أكتشف شيئا جديدا يثري أعمالي».

ويضيف أنه يستخدم «جهازا خاصا بالألوان، أو دفترا للملاحظات لذلك، كما أن لقطة خاطفة في التلفاز قد تعلق في ذهني لأستلهم شكلا أو لونا ما».

بداية نشاطه في التصميم كانت مع «كلمة» في القمصان، ثم أخذت خطوط إنتاجه تتسع إلى الشالات والإكسسوارات والحقائب اليدوية والسراويل القصيرة والأحزمة.

والآن توجد منتجاته في العالم العربي والقارة العجوز وعاصمة فرنسا والموضة باريس بشكل رئيسي، فضلا عن وجودها في كل من هولندا وفرنسا.

وعن كيف اقتنع الأوروبيون بمنتجاته وبارتداء الحروف العربية، يشرح: «هم يعشقون الأشياء الغريبة والصرعات التي يحولونها إلى موضة، لكنني لا أخفيك أن النسبة العالية للمسلمين في هولندا وفرنسا، لعبت دورا في أن يكون لمنتجاتي كل هذا الرواج».

هذا الرواج دفع «كلمة» لتطرق الأبواب الإنجليزية والدنماركية والإيطالية، مما جعله يفكر في أن يبدأ باستهداف المعارض هناك إلى جانب استهداف الأطفال ابتداء من الصيف المقبل، حيث تم الانتهاء من تحضير قمصان لهم، مبينا أن لبس الأطفال لـ«كلمة» أكبر دعاية له.

يعترف أحمد بأن «كلمة» ليست الوحيدة في هذا المجال ولا الأولى، لكنها قد تكون الأكثر إصرارا على الانتشار، على الرغم من الصعوبات التي تعترضه في التصنيع خاصة. وهذه الصعوبات هي التي تتسبب في تراجع المصنعين الآخرين، مبديا استعداده للتعاون مع من يفكرون بذات طريقته للانتشار عالميا.

لم يخف أحمد أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» الصعوبات والخسائر التي تعرض لها في البداية، وإن تحول الأمر فيما بعد لعكس ذلك، حيث تسجل منتجاته التي تباع بـ68 نقطة حول العالم إقبالا كبيرا من قبل الفئة المستهدفة للشراء، خاصة في السعودية والكويت عربيا، وهولندا وفرنسا عالميا.

ومن الصعوبات التي يواجهها تأخير وصولها إلى مراكز البيع بسبب الجمارك، كأن يتم إيقافها بحجة وجود طلاسم عليها. ويذكر شولق أن ذلك يحدث على الرغم من ما يصل الأسواق المحلية من ألبسة تحمل أحرفا لاتينية غير مفهومة أو مسيئة، كان هو شخصيا يقوم باكتشافها. وإزالة للبس ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن الدكتور سلمان العودة أعطاه الإذن ببيع الألبسة بحروفها الرمزية، بعد استفتائه في حكمها.