رالف لورين وبوغاتي.. لقاء الساعة

شغفه بالسيارات الفاخرة النادرة يتجسد في ساعة استثنائية

TT

الكل يعرف رالف لورين كواحد من أهم المصممين الأميركيين الذين لم يؤسسوا إمبراطورية باتت مترامية الأطراف في كل أنحاء العالم فحسب، بل أيضا أسلوب حياة عانقه الجميع وأدخل الكثير من الانطلاق والأناقة على حياتنا. بيد أن ما يعرفه قلة أنه أيضا من أبرز هواة السيارات الكلاسيكية وجامعيها في العالم. وعُرفت عنه مشاركته ببعض السيارات النادرة التي يملكها في معارض عالمية متخصّصة، كما ألف عام 2004 كتابا أشار فيه إلى مجموعته التي وصف سياراتها بـ«الفن المتحرك».

جزء كبير من المجموعة، التي تضم أكثر من 70 سيارة، يحتفظ به لورين في العقار الضخم الذي يملكه في كاتوناه بولاية نيويورك. ولفائدة من تستهويهم السيارات النادرة عرض رالف لورين مجموعته عام 2005 في متحف بوسطن للفنون الجميلة، ثم خطا في العام الماضي خطوة أخرى على مستوى العالم هذه المرة عندما عرض 17 سيارة، بعضها يعود إلى عقد الثلاثينات من القرن الماضي، تضمّها مجموعته الاستثنائية في معرض الآرت ديكو في العاصمة الفرنسية باريس. وتجدر الإشارة إلى أن من بين السيارات التي تعد بحق تحفا نادرة في مجموعة لورين سيارة من نوع بوغاتي طراز «57 إس سي آتلانتيك» كوبيه موديل 1938 سوداء اللون هي واحدة من أربع سيارات فقط صنعت وواحدة من اثنتين ما زالتا موجودتين، وأخرى من نوع بنتلي طراز «بلووير» موديل 1929، وثالثة من نوع مرسيدس بنز طراز «إس إس كيه» موديل 1930.

هذه المجموعة تنمّ في الواقع عن جوانب عدة في شخصية المصمّم العالمي البالغ من العمر 72 سنة، في مقدّمها الشغف العاطفي والذوق الرفيع والحرص على التميّز. وهذه جوانب عبرت عنها، عبر السنين تصاميمه في مجالات الأزياء والعطور والإكسسوارات.. ومنذ 2007 في مجالات الساعات أيضا.

ففي عام 2007 اتفقت شركة «بولو رالف لورين» مع مجموعة ريشمون السويسرية العالمية، مالكة أكبر عدد من ماركات الساعات الفاخرة في العالم، على تأسيس شركة تتقاسمان ملكيتها بالتساوي تحمل اسم «شركة بولو رالف لورين للساعات والمجوهرات» واختيرت مدينة جنيف، مقرا لها.

ومن هنا كانت بداية تعاون مثمر أسهم فيه رالف لورين على صعيد الفلسفة التصميمية، وأسهمت فيه الدور العريقة في صناعة الساعات التي تنضوي تحت مظلة مجموعة ريشمون بخبراتها التقنية والهندسية المتفوقة. وأزيح الستار عن أولى ثمار الشركة الوليدة في «معرض جنيف للساعات الفاخرة» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2009. لم تمر إلا سنتان وبرهن رالف لوران أنه وجد هنا أيضا أسلوبه الخاص، الذي يغلب عليه الـ«سبور» بالكلاسيكي وطبعا عشق السيارات، وليس أدل على هذا من ساعات رالف لورين المتنوعة. إلى جانب مجموعة «رالف لورين سبورتينغ كوليكشن» الرياضية، هناك أيضا مجموعتا «رالف لورين ستيراب كوليكشن»، و«رالف لورين سليم كلاسيك كوليكشن» وغيرها. ضمن التشكيلة الأولى، تبرز ساعة رياضية في فلسفتها وتصميمها وملامحها استوحى في تصميم مينائها وإطاره الداخلي عدّادات لوحة القيادة الخشبية في سيارة البوغاتي «57 إس سي آتلانتيك» بشكل واضح لا يترك أدنى شك في عشق المصمم لهذه السيارة.

في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن ارتباط دور صناعة الساعات بشركات صناعة السيارات ليست ابنة الأمس. فثمة صلات وثيقة تبدأ من الساعات التذكارية الرخيصة الثمن التي تنتجها شركات بغرض الدعاية والعلاقات العامة لشركات صناعة السيارات، صعودا إلى القطع الراقية والثمينة، كحال الساعات التي طوّرتها شركة برايتلينغ باسم سيارات بنتلي الفخمة التابعة اليوم لمجموعة فولكسفاغن، وتلك التي أنتجتها دار بولغاري التابعة لمجموعة ريشمون باسم سيارات فيراري الرياضية الشهيرة، وهذا العام أطلقت بولغاري ساعة جديدة باسم ماركة سيارات مازيراتي التي تملكها - مثل فيراري – مجموعة فيات الإيطالية العملاقة.

رالف لورين.. وبوغاتي

* التحفة التي اختار رالف لورين أن يربط فيها سحر سيارات بوغاتي الكلاسيكية من عقد الثلاثينات بالساعات الراقية التي تحمل اسمه هي «رالف لورين اوتوموتيف واتس».

وتأتي هذه الساعة التي يقدر سعرها بنحو 13500 دولار أميركي بعلبة دائرية قطرها 44.80م من الفولاذ المقاوم للصدأ قادرة على مقاومة ضغط الماء إلى عمق 50م. وزوّدت بحركة ميكانيكية يدوية الشحن أطلق عليها اسم «آر إل 98295» من تصميم وتصنيع دار آي دبليو سي التابعة لمجموعة ريشمون، ومقرّها - منذ أسّست 1868 - في مدينة شافهاوزن، بأقصى شمال سويسرا.

أما الميناء، الملمح الأكثر إيحاء لجهة هويّة الساعة، فيستعيد شكل عدادات لوحة القيادة في الـ«57 إس سي آتلانتيك»، بلونه الأسود وإحاطته بإطار داخلي من قشر خشب الدردار، متكاملا مع نسق الأرقام والبراغي – داخل الإطار وخارجه – كما هي لوحة قيادة السيارة. وهو مكسو بغطاء من الكريستال السافيري على الوجه والظهر، أما السوار فاختير له جلد العجل الفاخر الأسود اللون مع إبزيم دبوسي من الفولاذ.