شاليه يجمع الحميمية بالترفيه

المهندس وائل فران: تصميمه يتوفر على التسهيلات التي تجعل السكن فيه متعة بحد ذاتها

TT

مشروع يقع على الساحل الجنوبي للعاصمة بيروت ويحمل كل بصمات المهندس وائل فران، الذي يقول إنه بمثابة مكمل لمشروع فيللا كان قد أشرف على تنفيذ تصميمها الداخلي. مساحة المشروع 300 متر مربع، ويضم شاليها ومسبحا وحديقة وملحقاتها، وكانت من بين أولويات فران فيها مراعاة خصوصية كل مساحة على حدة، بحيث يعيش صاحبها تفاصيلها واختلافها. يضم الشاليه مطبخا، غرفة جلوس تتسع لعدد كبير من الضيوف، صالة رياضية، غرفة نوم، غرفة حلاقة، غرفة ملابس، وحمامين داخليين.

أما المساحة الخارجية فتم تصميمها بطريقة عملية تتلاءم مع استخداماته المختلفة، مثل المغاسل المركبة في الهواء الطلق، وغرفتين مخصصتين لتبديل الملابس، وأربعة حمامات، فيما تم رفع الأرض بنحو 8 أمتار، لكي يصبح مستوى المسبح على نفس مستوى سطح البحر، فيبدو كأنه امتداد لا متناهٍ معه، وأيضا لكي يفسح المجال أمام الشلال، الذي يبلغ علوه 8 أمتار، بصب مياهه في المسبح. هناك أيضا مسبح مستقل مخصص للأطفال، ويختلف بطبيعة الحال عن ذلك المخصص للكبار، فهذا الأخير يتوفر على كرسيين للاسترخاء و«جاكوزي» دائري. إلى ذلك يضم المشروع في باحته الخارجية 3 غرف استحمام للاستعمال الخارجي، بالإضافة إلى خيمتين (GAZIBO) مصممتين بطريقة حديثة، إحداهما مخصصة للجلوس والثانية للطعام. أما الحديقة التي تمت إحاطتها بسور من أشجار كبيرة وطويلة متراصة، فبدت كأنها غابة طبيعية زاد من جمالها تداخل لون الشجر الأخضر مع لون البحر الأزرق في مشهد يعكس جمال الطبيعة وتناغمها، كما يوفر بعض الحميمية.

بالنسبة للمواد المستخدمة فهي كثيرة، كما يشرح فران. أولا هناك الأقمشة، ويغلب عليها اللونان الأبيض والبيج، في تناسق مثير مع أقمشة المقاعد التي تم اختيارها بحرص وبشكل مدروس لكي تتماشى مع أجواء المكان، فهي مصنوعة من الكتان والقطن تحسبا لإمكانية تعرضها للماء، كما أنها مريحة للنظر، جميلة الملمس تناسب المكان واستخداماته. ثانيا: هناك أيضا الحجر الخارجي الذي تم فيه استخدام الحجر الهندي «سلايد» في تلبيس أجزاء من الشاليه، وهو حجر بركاني ثلاثي الألوان: الأسود والبني والرمادي، بينما تم طلاء الأجزاء الباقية منه بلون مشتق من لون الحجر. ثالثا: أرضية الشاليه التي حرص على أن تبدو منسجمة مع الجو العام للمكان، باستعماله بلاط موزاييك بلون متدرج بين الأخضر والأزرق والفيروز. وقد امتد الموزاييك أيضا إلى أرضية الحمامات والبيسينات. رابعا: الخشب الذي أضفى فخامة على الأبواب الداخلية، وهو من نوع الخشب السويدي، فيما نفذت الأبواب الخارجية يدويا بواسطة الحديد المعتّق.

بالنسبة للمفروشات، فيغلب عليها الطابع الآسيوي الحديث، الذي يرتكز على الخطوط الهادئة البعيدة عن الزخرفات والنقشات، حتى يوحي بالرقي والأناقة والحداثة.

التنوع طال أيضا استعماله للإنارة التي وظفها بطرق مختلفة وفقا للأمكنة الموجودة فيها. في الحديقة، مثلا، هناك نوعان من الإنارة، العالية والمنخفضة، لمراعاة الحاجة إليها والمناسبات، ففي الحفلات يمكن استعمال الإنارة العالية، وفي فترات الهدوء والرومانسية تستعمل الإضاءة الخافتة لإضفاء جو شاعري. كما تم زرع إنارة في الجدران الخارجية الملبسة بالحجر، لترخي ظلالا رائعة عند إضاءتها. وفي الداخل أيضا تنوعت بين الإنارة المباشرة والمخفية، التي يمكن التحكم بقوتها واتجاهها في كل الحالات.

ويرى فران أنه عندما ينفذ هذا النوع من المشاريع الكبيرة، فإنه يخطط له بطريقة مختلفة عن التي ينفذها لمشاريع تقليدية، سواء كان بيتا أو فيللا أو مطعما. يشرح قائلا: «يجب التفاعل مع الطبيعة المحيطة بالمكان والمحافظة عليه، وفي الوقت ذاته خلق أجواء مناسبة تراعي خصوصيته، لأن فكرة إمضاء يوم كامل فيه يجب أن تكون تجربة ممتعة، وبالتالي من الضروري أن يوحي كل ما فيها بالراحة والمتعة، بدءا من الماء والخضرة والسماء والبحر».

ويرى فران أن هذا الشاليه «يتجاوز فكرة أنه مكان مناسب لتمضية عطلة نهاية الأسبوع»، بل يمكن قضاء فصل الصيف كله فيه من دون ملل، لأن كل مستلزمات الراحة والحياة اليومية متوفرة فيه. بعبارة أخرى فإن تصميمه يتوفر على التسهيلات التي تجعل السكن فيه متعة بحد ذاتها.

فران: في هذا النوع من المشاريع عناصر مهمة - أن تكون الواجهات كبيرة ومصنوعة من الزجاج لخلق امتداد بين الخارج والداخل، وحتى يصبح بإمكان أصحاب الشاليه التمتع بالمنظر الخارجي في كل الأوقات.

- التركيز على استخدام التبريد بطريقة ممتازة، لأن الموقع مطل على البحر والشمس مركزة عليه طوال النهار - الحرص على خلق خطوط انسيابية وواضحة تشعر سكان المكان عندما يتنقلون بين مكان بأنهم يعيشون حالة مختلفة في كل مرة. فمن مكان السكن الكلاسيكي، يمكن الانتقال إلى مكان آخر للترفيه، حيث خصصت أماكن للاستجمام وأماكن لتمضية الوقت مع الأصدقاء وأخرى لإحياء الحفلات والسهرات.

- الحرص على تأمين كل سبل الترفيه، من خلال إجراء التمديدات اللازمة للموسيقى الداخلية كما الخارجية.

- التركيز في المساحات الخارجية على ألوان منعشة، كالأخضر والأحمر والأصفر والأزرق، وهي ألوان مستوحاة من الطبيعة المحيطة بالمكان، مع فرش سطح الشاليه بالعشب، ليبدو منظره مكملا لمنظر الحديقة العلوية، وفي الوقت نفسه فإن من ينظر إليه من الأعلى يتخيله جزءا من الطبيعة وليس مجرد سطح.