خير الأمور أوسطها.. ليس في كل الحالات

تسريحة الشعر المفروق في الوسط تزين رأس الجميلات

TT

تتغير موضة الشعر من موسم إلى آخر، وفي كل موسم جديد تُستوحى الموضة من المواسم التي سبقته، مع إضافة تعديل بسيط هنا أو هناك لتظل المرأة متجددة في إطلالتها وجمالها. ولأن الشعر، كما يقال، هو تاج جمال المرأة، فإن المصففين يحرصون على الاهتمام بكل ما من شأنه أن يضيف إلى قيمة هذا التاج من خلال ابتكار تسريحات وقصات جديدة، مع الحرص على الابتعاد عن التعقيدات بخاصة في فصل الصيف حيث يكون هناك ميل لكل ما هو بسيط وعملي في آن معا.

ويشهد الموسم الحالي في عالم التسريحات، كما يؤكد المصفف جو رعد «عودة إلى موضة الشعر المتوسط الطول المفروق في الوسط مع غرّة طويلة، بعدما سادت في السنوات الماضي موضة الغرة القصيرة والمحددة بخطوط واضحة وصريحة». ويقول جو «لكن من وجهة نظري أصبحت الموضة منفتحة ولم تعد تتوقف عند الفرق الطويل أو المتوسط أو الجانبي، كما كان يحدث في السابق حيث كان يتم الالتزام بموضة محددة، كأن يقال مثلا إن موضة هذه السنة هي الكاريه». ويعود السبب في رأيه في ذلك إلى «الانفتاح الكبير الذي نعيشه، بحيث أصبح كل مصفف يقدم الموضة وفق رؤيته الخاصة، مع الحرص على الالتزام بالخط العريض للموضة التي تتجسد في الموسم الحالي بموضة الشعر الطويل المفروق في الوسط، مع نزعة قوية إلى اعتماد موضة الجدائل على أنواعها». ويتابع «وأنا أشعر بالفخر لأنني كنت أول من أطلقها وأول من حولها إلى شينيون وسواها من التسريحات التي زينت إطلالات عدد كبير من الفنانات، وفي إعلاني الجديد سوف أعيد إطلاقها بروح جديدة بعدما أن كنت قد قدمتها قبل 12 عاما بطريقة مختلفة».

ولأن الفرق الذي يتوسط الشعر اتجاه مهم في موضة هذا الصيف، فإن رعد يوضح أن هناك أنواعا عدة منه «هناك فرق في وسط الشعر لا يتعدى طوله الـ3 سنتيمترات مع خصلتين تتدليان على جانبي الوجه، على أن يسرح باقي الشعر إلى الخلف على طريقة تسريحة شعر بريجيت باردو. هناك أيضا فرق يبدأ من مقدمة الرأس وصولا إلى أسفله من الوراء، على أن يكون الشعر مشدودا على الجانبين، إلى جانب فرق طويل مع جدائل على الناحيتين، وآخر يصل إلى «نقرة» الرأس مع خصل متماوجة تتدلى حول جانبي الوجه».

ويرى رعد أن تسريحة الشعر المفروق في الوسط حساسة جدا ولا تناسب كل النساء «فهي مثلا لا تناسب صاحبات الوجوه المستطيلة بخاصة إذا كان الشعر مشدودا أو مجدولا إلى الخلف وليس انسيابيا، كما لا تناسب أيضا صاحبات الأنوف الطويلة، لأن الفرق يبدأ من مقدمة الرأس ويحدّد وسطه، مما يسهم في جعل الأنف يبدو وكأنه أكثر طولا من طوله الحقيقي».

من ناحية أخرى، يرى رعد أن تسريحة الشعر المفروق في الوسط تناسب كل أنواع الشعر سواء كان مجعدا أو أملس، لكنها أكثر ملاءمة للشقراوات وصاحبات الشعر الفاتح لأن الألوان الفاتحة تسهم في إبراز الموديل.

كذلك يوضح أن معظم مصممي الأزياء اتجهوا في عروضهم الأخيرة نحو تسريحة الجدائل، وبالسؤال عما إذا كان المصففون يتبعون مصممي الأزياء عندما يستنبطون الموضة الجديدة، أوضح «نحن لا نتبع أحدا، بل لنا عالمنا الخاص ونقدم أفكارنا، أما المصممون فيستوحون التسريحة المناسبة للعارضة انطلاقا من روح الفساتين، لأن لكل فستان تسريحته الخاصة. لا يمكن القول إن المصفف يلحق المصمم أو العكس، بل نحن يكمل بعضنا بعضا».