استراتيجية «برادا» في الشرق الأوسط.. غزو ناعم

تفتتح ثالث أكبر محل لها في العالم في «مول الإمارات».. والبقية تأتي

TT

ما الخطوة التي يمكن أن تتخذها إذا كنت مبدعا ناجحا تمسك مقاليد دار أزياء معروفة بمنتجاتها المترفة التي يتلهف عليها كل رجل وامرأة بغض النظر عن الجنسيات والبيئة والثقافة؟. الجواب بالنسبة لميوتشا برادا لم يحتج إلى مجهود، وهو التقرب من عشاقها ومغازلتهم بإبداعاتها بافتتاح محلات جديدة في كل أنحاء العالم، كان آخرها افتتاح ثالث أكبر محل لها في العالم، في «دبي مول» بدبي. أمر ليس غريبا على مصممة يشار لها بالبنان في مجال الإبداع والتصميم، مما أدخلها متحف المتروبوليتان بنيويورك إلى جانب إلسا تشياباريلي من بابه الواسع، وليس غريبا أيضا لأنها أثبتت على مر السنين أنها تتمتع بحاسة سادسة قادرة على توقع ما هو آت من توجهات في مجال الموضة وما يترقبه الناس وفي الوقت ما يجعل اسمها يلمع ويستمر رغم الأزمات. وهي بهذا تنافس أعتى الرجال بالنظر إلى النجاحات، الفنية والتجارية، التي تحققها موسما بعد موسم؟.

فرغم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم منذ فترة ليست بالقصيرة، فإن مجموعة «برادا» لا تبدو متأثرة بل تحقق الأرباح، بدليل أرقام مبيعاتها التي تشير إلى أنها ارتفعت بنسبة تقدر بـ47.9 في المائة هذا العام بفضل تزايد الإقبال على منتجاتها في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والبقية تأتي. في منطقة الشرق الأوسط، قد يكون محلها الجديد بـ«مول الإمارات» أول الغيث، لأن نية التوسع في كل من الكويت، قطر، أبوظبي، ثم عمان والمملكة العربية السعودية موجودة وتنتظر فقط التوصل إلى عناوين تليق بمقامها. فهي تعرف أن الشرق الأوسط سوق لا يستهان بها، وبالتالي تحتاج إلى نظرة خاصة وتعامل مختلف، ومن هنا جاء افتتاح ثالث أكبر محل لها في العالم متميزا، بديكوره من جهة وبمنتجاته من جهة أخرى.

من ناحية الديكور والهندسة، فهو من تصميم المهندس المعروف روبرتو باتشيوتشي، الذي كان عليه أن يضع تصورا خاصا له، بحكم أنه على مساحة تقدر بـ1.140 مترا مربعا ممتدة على طابق واحد. من هنا كان لا بد من تقسيمه إلى عدة أقسام مختلفة لكل منها نكهتها وشخصيتها. وبالفعل، فبدخول كل قسم فيه، تتغير النكهة والألوان وطريقة العرض التي تستقي روحها من المعروضات. فقسم الأزياء الرجالية مثلا يختلف في تفاصيله وألوانه عن قسم المنتجات النسائية أو المجوهرات أو قسم الاكسسوارات وهكذا.

أما من الناحية المنتجات، فإن «برادا» حرصت على توفير نفس الأزياء والاكسسوارات المتوفرة في العواصم العالمية مثل ميلانو، وباريس، ولندن إلى جانب رشة مسك عبارة عن حقائب خاصة مصنوعة من الجلود المترفة مثل جلد التمساح، تخاطب الذائقة الشرقية التواقة لكل ما هو متميز وفريد.