حسن التصرف والتعامل.. ميزات مطلوبة في العمل إلى جانب الكفاءة

«الإتيكيت» يعود إلى المجتمع اللبناني من باب الحاجة إلى النجاح

TT

لا تضع يديك في جيبك وأنت تتحدث إلى أحدهم، تجنب الارتماء على المقعد بتكاسل أو التأرجح عليه، لا تمضغ اللبان أثناء وجودك في مجلس مع آخرين، امتنع عن الإشارة إلى أحد بالسبابة أو باليدين، تجنب القهقهة بصوت مرتفع أو التثاؤب دون إخفاء الفم... جميع هذه القواعد إضافة إلى غيرها أصبح بعض شباب اليوم يفتقدونها، بعدما شهد علم الإتيكيت تدهورا ملحوظا في الكثير من المجتمعات. ساهم في ذلك إهمال الأهل بسبب انشغالهم بأمور حياتية أخرى هي برأيهم أهم من الإتيكيت.

لتلافي هذه المشكلة ومنع استفحالها، يشهد لبنان حاليا انتعاشا في دروس وبرامج آداب وقواعد السلوك الاجتماعية أو «الإتيكيت» كما يطلق عليها. ولعل العولمة التي غزت عصرنا الحالي ساهمت في انفتاحنا على تقاليد وعادات شعوب أخرى إضافة إلى فرص العمل المتاحة للشباب في الخارج، مما تطلب الاهتمام بالإتيكيت بشكل أو بآخر. فتحقيق النجاح والقبول لدى الآخر يتطلب قواعد وأصولا تبدأ بحسن التعامل والتصرف، خصوصا أن المؤسسات والشركات الكبرى تولي اهتماما كبيرا لسلوك الموظف الذي تنوي استخدامه إلى جانب كفاءته.

وتؤكد نادين ضاهر، الاختصاصية في أصول وقواعد الإتيكيت، أن الإنسان عدو ما يجهل، وأن الإتيكيت شهد حقبة ركود في لبنان ما لبثت أن تحركت اليوم من جديد بفضل العولمة. وتضيف: «عندما يجهل الشخص أصول التصرف مع الزبون أو رب العمل، فهو يفقد مكانته مباشرة ويصبح غير مرغوب فيه، وهذا ما شجع على العودة إلى آداب التعامل والتواصل. وسواء شئنا أم أبينا فقد أصبح الإتيكيت يدخل في صميم حياتنا، سواء تعلق الأمر بدعوة غداء أو حفل عشاء أو بمقابلة عمل أو ممارسة أي مهنة أو نشاط مهما كان بسيطا وعاديا». وتتابع نادين ضاهر، التي أصدرت مؤخرا كتابا بعنوان «الإتيكيت علم ولياقة»، أنه على شباب اليوم أن يعرف كيف يقدم نفسه للحصول على الفرصة التي يريدها، مثلا:

- أن يتعلم كيف يعرف عن نفسه وكيف يصغي إلى محدثه ولا يقاطعه، وكيف يرد على التليفون وكيف يحرك جسمه، كيف يفاوض.

- الانتباه إلى هندامه، فلا تكون ربطة العنق حمراء صارخة مثلا أو يضع قرطا في أذنه أو يبالغ في وضع العطر.

- أن يملك خلفية واضحة عن طبيعة العمل الذي يتقدم له، وأن لا ينسى في ختام لقائه أن يقول «شكرا» لمحدثه.

- بالنسبة للمرأة، فلها أيضا قواعد يجب أن تتبعها، كأن لا تضع المجوهرات الضخمة التي تحدث صوتا عندما تتوجه لموعد عمل، أو ترتدي زيا فاضحا، أو تكثر من الماكياج، أو تتحدث بصوت مرتفع أثناء الاجتماع. في المقابل، عليها أن ترتدي لباسا محتشما، وأن تبدو طبيعية في إطلالتها.

- إطفاء جهاز المحمول خلال أي مقابلة، فعلى الرغم من أن الإلكترونيات باتت تشكل عنصرا حياتيا دائما في يومياتنا، فإنه يجب أن نتعلم كيف نستخدمها ونستغلها لصالحنا، لكي تغني حياتنا لا أن تطغى عليها.

- عندما نلتقي أشخاصا لأول مرة، المطلوب منا التعريف عن أنفسنا بشكل واضح ومختصر وراق. كما ينبغي أن يقول الشخص عند تقديم أحدهم إليه وبصوت مسموع عبارة «تشرفنا» أو «أهلا وسهلا».

- عند التقديم أو التعريف فإن المتعارف عليه أن الأصغر سنا يعرف عن نفسه للأكبر سنا أو الأعلى مرتبة، والرجل يقدم نفسه للمرأة، والآنسة تقدم نفسها للسيدة المتزوجة، إلا إذا كانت الآنسة ذات مرتبة كبيرة. كما على الرجل أن يقوم عن مقعده خلال عملية التعارف والتعريف، بينما ليس من الضروري أن تقف المرأة بهدف السلام إلا إذا كانت المرأة الثانية أكبر سنا أو صاحبة منصب عال.

* أصول المصافحة تقتضي النظر إلى وجه الشخص الذي تود مصافحته مع ابتسامة رقيقة مع الضغط على اليد بلطف.

* لا يجب هز اليد أكثر من ثلاث مرات، وتجنب المصافحة بيد واليد الأخرى في الجيب أو أنت تحمل سيجارة أو ترتدي القفازات.

* الإصغاء للشخص الآخر يثري معارفك ويزيد من قدرتك على الاستيعاب والحوار معه.

* تجنب التفاخر بالنفس ومقاطعة الآخر أثناء حديثه، وتجنب التحدث مع شخصين في وقت واحد.

* عدم مناداة الآخرين عن بعد بصوت مرتفع في مكان العمل أو الأماكن العامة.