«السبحة» تتعدى شكلها التقليدي إلى قطع تحكمها الموضة

هدية قيمة في شهر رمضان ترتبط بطبيعة الشخصية المهداة إليها

TT

تعد السبحة أو المسبحة من الهدايا القيمة التي يتبادلها الناس خلال شهر رمضان. فهي لم تعد تقتصر على شخصية أو عمر معين، بعد أن دخلت عالم الموضة، وتخلصت من شكلها التقليدي. فهناك الآن تصاميم متنوعة تدخلها فيها أيضا عدة مواد، مما يجعل اختيار المناسب منها وفقا لشخصية حاملها وطبيعة عمله، في غاية السهولة.

في الماضي كانت السبحة، كهدية، تقتصر على العائدين من الأراضي المقدسة، يجلبونها معم بأعداد كبيرة ليقدمونها للأهل والأقارب والأصدقاء كتذكار من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بيد أنها اليوم اقتحمت عالم الهدايا وأصبحت المفضلة، ليس فقط في مناسبة العودة من الحج، بل أيضا في شهر رمضان الفضيل، لما ترمز له من عبادة وخشوع. ما زاد من جاذبيتها وشعبيتها الخامات التي أدخلت عليها، مثل اللؤلؤ الصناعي، والكريستال الطبيعي، والعقيق الكريستالي، وبعض الأحجار نصف الكريمة التي حولتها إلى قطع فنية لكل الأوقات. عبد الفضيل محمد، أحد المتخصصين في صناعة السبح في مصر، يوضح أنه في السنوات الأخيرة أصبحت السبح تمثل للرجال والنساء موضة تتغير كل عام، وهذا العام يسود الكريستال الملون ويكون خيطها من نفس لون الكريستال، وهناك الخشب المطعم بالفضة والنحاس، وأحيانا يتم كتابة اسم صاحبها ليتدلى منها، أو تكون حباتها بألوان علم الدولة التي يفضلها.

أما عن السبح النسائية، فيشير إلى أنها تكون ذات ألوان غير معهودة مثل الأحمر والأصفر والزهري والوردي والبرتقالي لكي تتناسب مع أزيائهن. ويشير إلى أن الفضل في انتشار هذه الأشكال الملونة إلى ظهور فنانات في أعمالهن الفنية بها، بالإضافة إلى تحولها إلى إكسسوار يزين أجهزة الهاتف الجوال.

ويلفت عبد الفضيل إلى أن الشرط الأساسي في كل مواد التصنيع هو الوزن، الذي يجب أن يكون مناسبا وغير ثقيل، حتى تكون السبحة سهلة التنقل بين أصابع اليد، ولا تثقل الجيب وتأخذ حيزا كبيرا فيه.

وينصح أيضا قبل شراء أي سبحة؛ سواء لنفسه أو للآخرين، بانتقاء ما يتناسب مع شخصية من سيحملها وطبيعة عمله، بعد ذلك يأتي اختيار نوع حجر وحجم الـ33 حبة التي تكون السبحة عموما. فالرجال عموما يفضلون الشكل الدائري الكبير والبيضاوي والحمصي متوسط الحجم، بينما تفضل السيدات الشكل الدائري متوسط الحجم أو الصغير.

ويضيف: «تتوفر في السوق حاليا أنواع كثيرة من الأحجار نصف الكريمة أو المركبة؛ تركية أو صينية الصنع، الأمر الذي يتيح للكل اختيار ما يناسبه منها، علما أنها كلها بتصميمات مبتكرة. بل هناك أنواع من السبح تحمل رائحة المسك والعود والعنبر، وإن كان بإمكان كل فرد أن يجعل أي سبحة يمتلكها تفوح برائحة زكية وقت التسبيح عليها، وذلك بوضع نقاط من الزيوت العطرية على حبات المسبحة والاحتفاظ بها في كيس قطيفة محكم الغلق لعدة أيام، حتى تتشبع حباتها برائحة العطر الذي سيظل يفوح منها لعدة أسابيع، وكلما استخدمت السبحة، ويمكن تكرار هذه الخطوة كلما دعت الحاجة».