العباءة.. زي تتفنن فيه الخليجيات وتعشقه الغربيات

تصاميمها تخضع للتغييرات بحسب الفصول والطلب

TT

لم تعد العباءة في الإمارات العربية المتحدة وفي دول الخليج عموما، تقليدا ورمزا لشريحة من النساء فحسب، بل هي موضة عصرية تحلم بها كل أنيقة، وتتباهى بارتدائها حتى الأجنبيات لدرجة أن بعض المصممين العالمين بدأوا بإدخالها في عروضهم العالمية للأزياء واستخدامها بخطوط واتجاهات للموضة العصرية. فالمرأة في عصرنا هذا تحتاج أن تكون دائما متألقة، عملية، ومميزة مع المحافظة على التقاليد والأعراف، لذا أتت العباءة بمظهر يتناسب مع هذه التغيرات، من دون أن تتنازل عن أصولها وأساسياتها. وبما أننا على مشارف عيد الفطر السعيد، فالاستعدادات على قدم وساق لاختيار عباءة للعيد تكون متميزة وتليق بمستوى المناسبة السعيدة.

تقول مصممة أزياء «لباسة» وهي علامة إماراتية معروفة في تصميم العباءات: «بما أن عيد الفطر المبارك يأتي في فصل الصيف هذا العام، لمسنا طلبا على العباءات التي تتميز بألوان الباستيل والتصاميم المزخرفة والأقمشة التي تعكس روح الصيف». وتتابع: « السيدات في منطقة الشرق الأوسط تتمتعن بذوق رفيع في اختيار العباءات، ويحرصن فيها على الجمع بين الأناقة العصرية والتراث المحلي بأسلوب خاص. وعلى الرغم من أن اللون الأساسي للعباءات هو اللون الأسود، إلا أن الأقمشة الملونة مثل الساتان والدانتيل والأورغنزا وغيرها تتداخل معه، إضافة إلى الأحجار بأنواعها وأشكالها لتضفي عليه بعض اللون والحركة» وتعد العباءات الملونة والمطرزة، الاختيار الأول في مواسم الأعياد، لأن المرأة تفضلها على شكل فساتين سهرة حتى تستغلها بشكل أفضل. وتقول «لباسة»: «لمسنا زيادة الطلب على العباءات التي تتألف من قطعتين، واحدة ملونة داخلية وفوقها طبقة شفافة لتظهر جمالية اللون بوضوح.. هناك أيضا إقبال على العباءات التي تضم أشكالا مثل الورود والنجوم، وأيضا تلك التي تضم عقدة أو شدة من الأمام».

وتحرص «لباسه» على إطلاق تشكيلة جديدة مع كل موسم ومناسبة، ولم تخرج عن الأمر في هذا العيد حيث طرحت تشكيلة تجسد روح الصيف من خلال الأقمشة الخفيفة والألوان التي تتضمن الأصفر والأخضر الفاتح والأرجواني والقرنفلي.

من جهتها ترى، مصممة العباءات الإماراتية ريم الزرعوني وصاحبة علامة «ار ستايل للعباءات» أن المرأة الخليجية عموما تسعى لارتداء المميز والعصري وخاصة في فترة الأعياد والمناسبات، وذلك لمعرفتها بأنها ستقوم بزيارة الأهل والأصدقاء وأنهم سيقومون بزيارتها أيضا.

من هذا المنطلق صممت الزرعوني موديلات مخصصة للعيد تقول إنها استوحتها من الحداثة والأصالة، وفي الوقت ذاته التفرد ومواكبة أحدث صيحات الموضة بما يناسب المجتمع الإماراتي. وتقول: «قمت بإدخال مواد مختلفة في عباءات العيد مثل الدانتيل والأورجانزا لإضفاء لمسات قوية من الفخامة والأناقة عليها، إلى جانب إدخال ألوان مختلفة وزاهية لإضفاء الحياة والبهجة لعكس روح العيد».

والملاحظ أنه في كل عيد تكون هناك تقليعة خاصة بالعباءات هدفها منح المرأة مزيدا من التميز، الأمر الذي تعلق عليه ريم بقولها: «أنا أعمل على التنويع في قصات العباءات التي أعرضها لتنوع زبوناتي واختلاف أذواقهن وأساليبهن وظروفهن. فقصات العباءات العملية تختلف عن قصات عباءات السهرة مثلا، لكن أركز فيها دائما على مواكبة الموضة العصرية من خلال قصات مبتكرة قد تركز على منطقة الخصر مثلا بإدخال الأحزمة، وقصات أخرى تركز على القسم العلوي مثل الأكتاف، كما أستخدم الألوان الدارجة حسب كل موسم، هذا إلى جانب اختيار أقمشة تناسب كل فصل من فصول السنة» من الشيفون والمخمل إلى الدانتيل.

وتؤكد ريم أن الإقبال على شراء العباءات لا يخف بل العكس، فإن الزبونات يسألن دائما عن الجديد وعن تاريخ إطلاق المجموعات الجديدة، وذلك أن «المرأة الخليجية أكثر اهتماما بجمالها وأناقتها من غيرها، إلى جانب رغبتها في اقتناء كل ما هو فريد». وتطلق ريم تشكيلة جديدة من عباءات العيد والسهرات والأعراس والعباءات العملية وغيرها.

مع قرب حول عيد الفطر السعيد وتزايد الإقبال على حجز أجمل عباءة، فإن ما يتبادر إلى الذهن أن الأسعار تشهد ارتفاعا صاروخيا، لكن ريم تنفي الأمر قائلة «لا أرفع أسعار التشكيلة المعروضة في أي موسم، أقوم فقط بتسعير كل مجموعة على حسب القصات والمواد المستخدمة، ولا أرفع الأسعار فقط لأن هناك مناسبة هامة سواء كانت زواجا أو أعيادا».

تجدر الإشارة إلى أن اسم ريم الزرعوني لمع في عالم تصميم العباءات في عام 2011، وتوفر خدمة التوصيل للمنازل لإتاحة الفرصة أمام الزبائن لاختيار وتجربة ما يناسبهن في عقر دارهن وعلى راحتهن. كما تعرض مجموعتها في كلا من بوتيك «أوش» وبوتيك «دوتس» في دبي.

أما مصممة العباءات جواهر الخوري، فترى أن المرأة تفضل العباءات الفضفاضة ذات الملمس الخفيف في مناسبة الأعياد. وتقول إن «الموضة الأكثر رواجا في هذه الفترة تكون باللون الأسود، لأنه سيد الألوان والغالب سواء في التصاميم العملية واليومية أو التصاميم الخاصة بالأعياد والأفراح، لكن يضاف إليها الأحجار والترتر والخرز بألوانهما الفضي والبرونزي هي توليفة عادت بقوة إلى واجهة الموضة».

و تؤكد جواهر أن شراء العباءات يشهد إقبالا طوال العام، وإن كان يزيد في فترة الأعياد بحكم أن المرأة الخليجية تبحث تصاميم مفصلة على مقاسها، أي «هوت كوتير» وهذا ما نقوم بتوفيره للماركة الإماراتية DAS collection الراقية. أما فيما يتعلق بالأسعار فهي تعتمد على نوع الخامة والتصميم فضلا عن عدد القطع، التي تكون أحيانا جد محدودة وحصرية، بل وفريدة لا مثيل لها في أي مكان آخر.

* أن الاهتمام بالعباءة لم يعد محصورا على الشرق أو المرأة الخليجية، فجماليات هذا الزي تعدت الحدود، وأصبحت تغازل خيال المصممين العالميين الذين يستلهمون منه فساتين سهرة في غاية الأناقة، كما تثير خيال المرأة الغربية. فالعباءة تختزل كثيرا من معاني السحر والغموض الذي يستحضر حكايات ألف ليلة وليلة وقصص أميرات الشرق. طبعا هناك تغييرات أجريت عليها لتصبح أكثر عملية ومواكبة للعصر، وهذا ما زاد من جاذبيتها وحجم الاهتمام بها. فزائر محلات «هارودز» بلندن مثلا لا بد وأن تطالعه التصاميم التي استوحت خطوطها منها، كما سيجد أسماء شابة وعربية تنافس أشهر المصممين العالميين وتتفوق عليهم في هذا المجال. لمى المعتصم، مثلا، صاحبة ماركة «توجوري» التي يقع محلها الرئيسي في الدوحة بقطر إلى جانب محلات أخرى في الشرق الأوسط، تتمتع بركن مميز في «هارودز»، وتنجح عباءاتها دائما في إثارة الاهتمام، وليس أدل على هذا من المغنية فلورانس ويلش التي ظهرت مؤخرا بفستان بتوقيع «توجوري» يعبق بغموض الشرق.

في بداية هذا الشهر وتحديدا في الثاني من شهر أغسطس (آب)، وبمناسبة الاحتفالات بدورة الأولمبياد بلندن لعام 2012، أقامت المصممة ليلة قطرية بامتياز عبارة عن عرض أزياء في فندق «سافوي». الهدف منها كما قالت لمى، هو الاحتفال بثقافة الشرق الأوسط وتأثيرات الغرب وذلك التمازج العجيب الذي حصل بينهما لتكون ثمرته تصاميم تجمع أصالة الشرق بأناقة الغرب، لكنها ملائمة لكل المناسبات.