للسيدات.. حركات معقدة وراقصة

TT

لم يعرف صالون الساعات الفاخرة «إس آي إتش إتش» 2012 هذا الكم من الساعات النسائية المميزة من قبل، إذ يبدو أن الطلب المتزايد على الساعات النسائية، والرغبة في التفنن في هذا الجانب، فتح شهية الصناع على الإبداع فيها أكثر من ذي قبل. وهذا ما كان، سواء فيما يتعلق بالتصاميم المبتكرة أو الخامات الجديدة أو الحركات والوظائف المعقدة. فعلى مدى الثلاث سنوات الماضية تقريبا، لم يكن هناك كثير من القطع الجريئة بمعنى الجديدة التي تخاطب المرأة، وهو الأمر الذي كان له ما يبرره إلى حد ما. فمن جهة كانت المرأة تتعامل مع الساعات على أنها إكسسوارات لا تتطلب أكثر من التصميم الأنيق والمعادن الثمينة، ومن جهة ثانية، دفع الركود الاقتصادي العالمي أغلب الشركات السويسرية للعودة إلى جذورها، أو على الأصح إلى موديلاتها الكلاسيكية الناجحة. وهكذا انصب اهتمامهم طويلا على الساعات الكلاسيكية الرجالية يطورونها ويعيدون صياغتها. لكن بعد سنوات من اللعب على المضمون، كان لا بد من تغيير الدفة والتوجه إلى المرأة، لا سيما أنها أصبحت تلعب دورا مهما في سوق الساعات، تقبل عليها ولا تبخل عليها كما تطلبها معقدة ومتطورة تتجاوز الشكل الأنيق والترصيعات الغنية فحسب. وكانت النتيجة ظهور مجموعات كاملة وكثيرة خلال المعرض الدولي للمجوهرات والساعات الفاخرة هذا العام، بما في ذلك دار «روجيه ديبويه» التي دخلت مجال الساعات النسائية المرصعة والفخمة لأول مرة. أمر لا يمكن أن يقال عن دار «كارتييه» التي لها باع طويل في هذا المجال، أرادت أن توسعه هذا العام بمجموعة من الساعات التي تخاطب كل الأذواق مع تركيز واضح على مجموعة «تانك أونغليز» Tank Anglaise. وهي الساعة التي تلعب على نجاح اسم «تانك» وأيقونيته، لكنها تختلف عن سابقتيها «تانك فرانسيه» و«تانك أميركان» بأن أطرافها أكثر استدارة وإطارها مربع على نحو أكبر من الموديلات السابقة. وتأتي في ثلاثة أحجام وثلاث درجات من اللون الذهبي مع إمكانية إضافة الماس مما يجعل منها مجموعة للمرأة أيا كان أسلوبها وثقافتها ما دامت إمكانياتها تسمح.

طرحت «كارتييه» أيضا موديلا جديدا باسم «بروموناد دو إيه بانتير» الذي يجسد فهدا من الماس يتحرك مع أدنى حركة تقوم بها صاحبة الساعة. وإذا كانت «كارتييه» تعرف كيف تدخل قلب المرأة بحركاتها الأنيقة، فإن دار «بياجيه» أيضا تبدع كل عام مجموعات متحركة وراقصة، كان أجملها هذا العام مجموعة «لايم لايت غاردن بارتي»، التي شملت «بياجيه روز» المطعمة بالماس، التي تم تقديمها احتفاء بمؤسس الاسم التجاري إيف بياجيه، البستاني النهم العاشق للورود.

ويبدو أن الموسيقى والرقص كانا أيضا على بال شركة «رايمون فيل»، عندما قدمت مجموعتها «لايدي مايسترو» هذا العام. كل ما في المجموعة يقول إنها سيمفونية من الألوان التي تتماوج بين درجات الفواكه الحمضية ووميض الشمس. وهي نسخة للمجموعة التي طرحتها لأول مرة في عام 2010، لكنها هذه المرة جاءت بغطاء مصنوع من الفولاذ بحجم كبير قطره 39 ملم يسمح له باحتواء 74 ماسة مشعة ومتداخلة. وتحتضن المجموعة أيضا حركة ميكانيكية بتركيبة أوتوماتيكية، يمكن رؤية دقاتها من خلال زجاج الياقوت على ظهر العلبة كما من خلال فتحة الوجه اللؤلؤي عند الساعة 12. المصمم رالف لورين أيضا لم يتأخر عن المرأة هذا العام، وقدم لها ساعة «سليم كلاسيك» بشكل مربع رصعها بالماس ومزج فيها بين الأرقام الرومانية والعربية، مما أضفى عليها طابعا عصريا، كما قدمها بأسورة ملونة وشهية تماشيا مع الموضة.

أما دار «مون بلان»، فقدمت مجموعة «غريس كيلي»، تقديرا للأميرة الراحلة غريس، أميرة موناكو، وتقديرا لأي امرأة أنيقة. تضمنت المجموعة كل ما هو مترف من المعدن إلى الذهب والماس، فيما نقش على ظهر إطارها الأحرف الملكية، وزينت حافة قرصها بشكل مذهل.

من جهتها، لم تفكر شركة «إيبل» في تصميم ساعاتها الخاصة بالسيدات فحسب، بل أعلنت بجرأة أنها تعيد التركيز على مجموعتها للسيدات، وأنها بصدد طرح مجموعة جديدة تماما تستهدف السيدات الأصغر سنا (تحت سن 35 سنة) هذا الخريف. وقبل ذلك، طرحت أشكالا جديدة لاثنين من موديلاتها الكلاسيكية الخاصة بالسيدات في معرض «بازل وورلد» هذا العام.

الأول ساعة جديدة موديل «برازيليا ميني»، بإطار طوله 23.7 ملليمتر من الفولاذ غير القابل للصدأ مع لمسات نهائية مصقولة ولامعة، مرصعة بصفين من الألماس تتألف من 34 حجرا من عيار 0.544 قيراط. تحيط تلك الأحجار بالإطار الكلاسيكي الفضي، الذي جزؤه الأوسط من الغيوشيه. والثانية ساعة «بيلوغا غراند»، المرصع إطارها المستدير البالغ طوله 36.5 ملليمتر بـ36 ماسة (عيار 1.692 قيراط) لتربط حلقات السوار المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ بأسطحها البراقة اللامعة. وفي هذا الموديل أيضا، نجد الأرقام الرومانية والغيوشيه في الجزء الأوسط مع العقارب الزرقاء. بدورها ترجمت دار «بارميجياني فلوريه» احتفاءها بالمرأة من خلال «كالباريزما» ذات الشكل المستدير. وتأتي بنموذجين؛ واحد من الذهب، والثاني من المعدن، لكن كليهما بحركة من عيار «331 بارميجياني فلوريه». المثير أن الدار حافظت فيهما على تدريجات أنيقة من خلال دمج شاشة التاريخ داخل تدريج الثواني عند رقم 6، تاركة باقي التدريج خاليا بحيث يظهر لمسات «غيوشيه» على هيئة أشعة قرص الشمس.

دار «بوم أند ميرسييه» توسعت في خط إنتاجها الخاص بالساعات النسائية، من خلال مجموعة «Linea». الجديد فيها أنها بأساور أنيقة يمكن تغييرها بسهولة تماشيا مع ذوق المرأة وأزيائها. وكأنها تعرف أن الفكرة ستروق للمرأة، تعهدت الدار بأن تقدم أساور جديدة مرتين كل عام بحكم أن اتجاهات الموضة وألوانها تتغير حسب المواسم. لهذا العام، مثلا، طرحتها بما سمته «ألوان الحياة»، إذ كان هنا سوار بنفسجي وزهري يمثل السماء قبل طلوع الشمس، وسوار من الأزرق والأبيض يمثل السماء خلال ساعات النهار، وسوار بلون الرمل والبرتقال يمثل الغروب.

حتى دار «أوديمار بيغيه» لم تنس المرأة هذا العام. فـ1012 هو العام الذي تحتفل فيه بالذكري الأربعين لولادة موديلها الأيقوني، «رويال أوك»، مما جعلها تقدمه للجنس اللطيف على شكل ساعة من الذهب الأبيض وحجر الكوارتز، مطعمة بـ40 حجر من الماس ومزينة بالنقش المتدرج والبارز الذي تشتهر به الدار.

وتسجيلا للذكرى السنوية الـ80 الخاصة بموديل «ريفرسو» قدمت دار «جيجر - لوكولتر» نسخة جديدة لساعتها الأيقونية الرقيقة جدا «غراند ريفرسو لايدي ألترا ثين» من لونين تجمع بين الذهب الوردي والفولاذ مع سوار جديد كليا تمّ تصميمه بالتعاون مع دار «فالكسترا» Valextra بـ3 ألوان من وحي اتجاهات الموضة المقبلة.