«آي.دي. تو».. ساعة اختبارية سابقة لأوانها من «كارتييه»

لا تحتاج إلى تعبئة أو تزييت مدى الحياة

TT

الابتكار، أو بالأحرى الاختراع، من الأمور المهمة في صناعة الساعات السويسرية منذ قرون، وإن زادت الحاجة إليها في العقود الأخيرة أكثر بسبب المنافسة على التميز والبقاء في الواجهة. وهذا ما يجعل البحث عن تحديات جديدة لا يتوقف، سواء تعلق الأمر بالدقة المثالية أو باستعمال مواد جديدة ما دامت النتيجة ستكون على شكل ساعة فريدة تتحدى الزمن على كل المستويات.

«كارتييه» التي تضم لائحة زبائنها ملوكا وأمراء إلى جانب نجوم، على رأس هؤلاء، فهي التي لا تكتفي بما حققته من سبق في مجال تصميم المجوهرات وساعات اليد، بحكم أنها كانت أول من جمع جمال التصميم بجودة الأحجار الكريمة، بل تتحدى نفسها لتكون رائدة في مجال تطوير التقنيات والوظائف المعقدة. فمعاملها تضم أقساما مختلفة، يتخصص كل واحد فيها في مجال يتقنه جيدا سواء تعلق الأمر بالتصميم إلى اختيار الأحجار والرسم والتلوين وغيرها، وإن كان القسم المخصص للابتكارات الوظيفية هو مفخرتها، لأنه بمثابة مختبرات «ناسا». تشبيه قد يراه البعض مبالغا فيه، لكن قراءة في مواصفات آخر ابتكاراتها الاختبارية الـ«أي.دي 2» ID 2تبرره. فالساعة، التي تعتبر امتدادا لسابقتها الـ«آي دي 1» التي أطلت علينا في العام الماضي تتميز بتقنيات ثورية بكل المقاييس.

كانت مهمة «كارتييه» مع هذا «المشروع –الحلم» استنباط ساعة تقدم مستوى أعلى من الدقة والاعتمادية والنجاعة في منظومة حركتها الميكانيكية. الفكرة فيها أنها لا تحتاج إلى أية طاقة تذكر مقارنة بالساعات الميكانيكية الأخرى التي تفقد نحو 75 في المائة من الطاقة في العادي، لأن علبتها مصنوعة بشكل ومواد تحد من احتكاك الهواء مما يخفض من فقدان الطاقة. الهدف من الـ«ID2» هو التوصل إلى ساعة لا تحتاج إلى تزييت أو تعبئة مدى الحياة، من خلال استعمال مكونات مصنوعة من مواد حديثة جدا، مثل كريستال الكربون، الذي يشبه إلى حد ما الألماس الصناعي الذي يخفض من نسبة الاحتكاك ومن ثم عدم الحاجة إلى تزييت مهما طال بها الزمن، كما أنها باستعمالها رفاصات من النسيج الزجاجي تحافظ على نسبة أكبر من الطاقة مقارنة بتلك التي تستعمل فيها الرفاصات المعدنية العادية.

ويجدر التنويه هنا إلى أنها ساعة اختبارية لن تطرح للبيع، على الأقل ليس بشكلها الحالي. وحسب ما قاله الرئيس التنفيذي للدار، برنار فورناس: «بينما ستدخل بعض عناصرها الاختبارية في صناعة الساعات وتصبح جزءا عاديا منها، إلا أن بعضها سيبقى حصريا وخاصا بساعات معينة، حسب التقدم التقني في هذا المجال». وحتما ستشمل التطويرات القادمة عنصر إطالة عمر الساعة وإدخال وظائف جديدة، الأمر الذي تنوي «كارتييه» إضافته بالتدريج خلال الثلاث أو الخمس سنوات المقبلة على ساعاتها. وينوه فورناس إلى أن «عدم الحاجة إلى تزييت الساعة يعتبر في حد ذاته ثورة تقنية رائدة لما تعنيه من دقة وجودة لا تتوفر في أي ساعة لحد الآن».

على صعيد آخر، بالنسبة للمواد فإن كلمة السر التي همست بها «كارتييه» عبر «آي دي 2» هي بكل بساطة أن لا وجود للمعدن في ساعات المستقبل، وهذا ما يجعل الـ«آي دي 2» ساعة مختلفة ومثيرة بكل المقاييس تهدف من خلالها «كارتييه» إلى إعادة رسم طريق المستقبل للساعات الميكانيكية. فقد صنعت العلبة من السيراميك الأحادي (المونوبلوك) الشفاف والفراغي الختم، أما ضابط الانفلات والرقاص في منظومة الحركة فصنعا من البلور الفحمي، في حين اختيرت مادة الألياف الزجاجية (الفايبر غلاس) للرفاصات المتصلة بالأسطوانتين داخل المنظومة، مع انتفاء الحاجة إلى التشحيم في الترس التفاضلي.

باختصار، فكرة «كارتييه» من مشروع «آي دي» كله هي إعادة تعريف مفهوم الساعة الميكانيكية لعقود وعقود آتية.