حقيبة يدك.. عنوانها العملية والخفة

تمسكي بها أو تأبطيها بثقة

TT

حقائب اليد من الإكسسوارات التي لا علاقة لها بالقوة أو السلطة أو حتى بالإثارة أو الأنوثة، إذ إن علاقتها ترتبط بالأناقة والعملية في المقام الأول. وأكبر دليل على هذا أن سيدات تحت الأضواء ويتبوأن مراكز عالية، مثل ميشال أوباما وهيلاري كلينتون وأنجيلا ميركل وغيرهن، قلما نراهن يحملن حقائب يد في جولاتهن أو اجتماعاتهن المهمة. ستقول البعض منكن إنهن لا يحتجن إليها، لأن هناك فريقا من العاملين يعملون في الخفاء مهمتهم حمل كل ما يحتجنه من ملفات أو وسائل تواصل وغيرها، وهذا صحيح إلى حد كبير، وإن كان يفتح الشهية على ملف قديم رفعه خبراء الصحة والأناقة، بأن المرأة لا تحتاج إلى حقائب كبيرة الحجم لكي تتألق، كما لا تحتاج سوى لما قلّ ودلّ ويناسب أسلوب حياتها. المصممة فيرا وانغ، مثلا، أكدت مؤخرا في مقابلة أجرتها معها مجلة «هاربرز بازار» أنها لا تستعمل حقيبة يد على الإطلاق.. «فأنا لا أحتاج سوى إلى هاتفي الـ(بلاك بيري) ونظاراتي». إذا كان هذا القول من مصممة أزياء، فما جدوى حقائب اليد الضخمة، التي سوقها لنا زملاؤها في المهمة لسنوات، وكانت نتيجتها آلاما في الظهر واعوجاجا في تناسق وتوازن الأكتاف؟ الجواب على لسان الأنيقات: إن تصاميمها جذابة ومغرية ولافتة بشكل يعزز أسلوبها، الأمر الذي يبرر أسعارها الباهظة، وربما هذا ما يجعل فطمهن عنها أمرا صعبا يستدعي بديلا مقنعا ولا يقل جاذبية، ولحسن الحظ أن كثيرا من المصممين كانوا في مستوى التحدي. فقد طرحوا تصاميم بأحجام معقولة تفي بالمطلوب من ناحيتي العملية والأناقة على حد سواء. طبعا لا يمكن الجزم بأن هدفهم كان إراحة المرأة، فعامل التسويق كان له دور كبير في هذا التوجه الجديد، لا سيما بعد أن أفادت كثير من الدراسات بأن الحقيبة بالنسبة لنحو 90 في المائة من الأنيقات هي إكسسوار يعني التميز أكثر مما يعني حمل أغراض كثيرة مهما بلغت أهميتها.

من هذا المنطلق، فطنوا إلى أن التصميم هو الورقة الرابحة التي عليهم اللعب عليها لتحديد مدى الإقبال والأرباح. وكانت النتيجة تراجع الأحجام الضخمة لصالح أحجام متوسطة أو صغيرة، أحيانا من دون مسكات ومن دون سلاسل أو أحزمة تساعد على تعليقها على الكتف، علما بأن هذه الأخيرة كانت من بنات أفكار غابرييل شانيل التي أرادت منها تحرير يدي المرأة حتى تستطيع استعمال يديها بشكل طبيعي. النسخ الجديدة أيضا اتسمت بهذه الميزة لأنه يمكن حملها باليد أو تأبطها لاستعمال اليدين بحرية. فهي مسطحة الشكل وأقرب إلى محافظ كبيرة إلى حقائب يد صغيرة. ولأنها تتميز بأشكال مستطيلة وسحاب، فإنها تعطي الانطباع بأنها مستوحاة من محفظة الـ«آي باد»، مع فارق أنها بجلود مترفة وألوان مشعة، مما شجع كثيرات على استعمال حقائب آي باد الأنيقة والغالية كحقائب سهرة. لكن طبعا بينما لن تخاصم كثيرات منا الحقائب ذات المسكات أو التي تحمل على الكتف، إلا أن الموضة الحالية تشجع على هذه الأشكال المربعة والمستطيلة التي يمكن للمرأة أن تتأبطها وتحمل فيها ما قل ودل فقط.

تقول كارمن هايد، مؤسسة «اتولييه ماير» المتخصص بأزياء وإكسسوارات الـ«فينتاج» إن المرأة بدأت تستعمل هذه التصاميم في مقابلات العمل لحفظ الأوراق والـ«آي باد» فقط، لكنها سرعان ما اكتشفت أنها إلى جانب أناقتها وما توحيه من ثقة، تتميز بالعملية والخفة كما يمكن أن تحمل فيها أغراضها الأساسية، مثل الهاتف الجوال. وهذا ما جعلها تستغني عن الحقيبة الكبيرة بالتدريج. وتضيف كارمن أن المرأة في الحقيقة لا تحتاج إلى حمل كثير من الأغراض، وأن الحقيبة الكبيرة كانت فقط تشجع على حمل ما لم تكن بحاجة إليه.

* همسة

*إذا كنت مدمنة على الأحجام الكبيرة لما تمنحه لك من طمأنينة بأن كل ما تحتاجينه بين يديك في كل الأوقات، ابدئي بالتخلص من الأشياء التي لم تستعمليها لأسابيع، بعد ذلك استهدفي الأشياء التي يمكنك الاستغناء عنها. الحل الثاني هو أن تحفظي هذه الحقيبة الصغيرة والمسطحة بداخل حقيبتك الكبيرة الحجم على أن تستعمليها في مقابلاتك ودعوات الغذاء والعشاء، حين تعرفين أنك ستقضين وقتا محددا لن تحتاجين فيه إلى الكثير. وتذكري أن حملك حقيبة صغيرة باليد تضفي على مظهرك ثقة وتبرز أزياءك أكثر.