منى مراد ودانيا السقا.. لبنانيتان تختزلان خبرة سنين في «موكا لندن»

لقاء التجاري بالفني

TT

أصولهما ولغتهما واحدة كذلك أهدافهما، لكن طباعهما مختلفة وفارق السن بينهما أكثر من 10 سنوات، ومع ذلك فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك عند لقائهما هو أنهما مثل ألين واليانغ، تكملان بعضهما البعض ولا يمكن أن تكون الواحدة من دون الأخرى.

الحديث هنا عن منى مراد ودانيا السقا، مؤسستي ماركة «موكا لندن» التي تخاطب امرأة عصرية تريد أن تختلف عما تطرحه محلات كبيرة مثل «زارا» وغيرها، مما يفسر أسعارها وخاماتها. منى مراد في أواخر الأربعينات، تتمتع بحس تجاري يضاهي حس أعتى رجال الأعمال، وبحيوية تحسدها عليها بنات العشرين. ودانيا السقا، المصممة الفنية لـ«موكا»، وهي في أواخر الثلاثينات من العمر، تتميز بهدوء شديد وصوت يقارب الهمس وهي تحكي عن تأثيرات جذورها الشرقية، وطفولتها وصباها اللذين قضتهما في اليابان، مما يفسر الكثير من شخصيتها. ما إن يبدأ الحديث عن «موكا» حتى تلتقط منى مراد الحديث قائلة إنها آخر العنقود بالنسبة لها، شارحة بأنها نتاج سنوات من التجربة والخبرة مع مصممين عالميين ومبتدئين على حد سواء.

فهي تمتلك شركات متخصصة بتقديم يد المساعدة للكثير من المصممين لإنجاز وتنفيذ تشكيلاتهم. فقد سبق لها مثلا التعامل مع إيلي صعب وزهير مراد، ومؤخرا مع دار «توجوري» للمصممة الشابة لمى المعتصم، فضلا عن الكثير من المصممين الشباب الذين لا يملكون القدرات المادية الكبيرة، أو لا يعرفون كيفية القيام بعمل تأسيسي لشركاتهم. وتعلق: «إن تخرجهم من أفضل معاهد الموضة لا يعني توافر الإمكانات اللوجيستيكية والحس التجاري لهم لتنفيذ أفكارهم وإطلاق دورهم الخاصة». وهنا يأتي دورها، فهي تجعل المستحيل ممكنا لأنها تساعدهم على بث الحياة في رسوماتهم بفضل فهمها للجانب العملي والتجاري، يساعدها على ذلك توفرها على معامل متخصصة، يقع واحد منها في الهند، ومعرفة عميقة بكيفية جلب الأقمشة المناسبة. تقول إنها بدأت بشكل مصغر، لكنها سرعان ما توسعت لتصبح الأسماء التي تتعامل معها الآن لا تحصى. وتستطرد أنها دخلت المجال صدفة، عندما عملت مع اللبنانية سونيا فارس في باريس وهي لا تتعدى الـ22. حينها، طلبت منها المصممة سونيا بعد تخرجها في الجامعة، العمل معها في المجال التجاري. لم تكن تتصور أنها يمكن أن تستمتع بهذا الجانب من العمل، لكن هذا ما كان. فهي اليوم لا تتوقف عن العمل والتفكير في ما يمكن أن تقوم به من مشاريع جديدة أو تحديات ممتعة.

أما علاقتها مع دانيا السقا، فبدأت منذ الطفولة في لبنان. فهي تعرف عائلتها وكانت صديقة حميمة لأختها الكبرى، كما تربط بين أفراد عائلتيهما علاقة صداقة، تعززت بسبب عمل الآباء في مجال الأقمشة. فوالد منى له مصانع في سوريا ومانشستر، ووالد دانيا كانت له معامل أيضا في سوريا واليابان، حيث كان يزود «زارا» و«سوبر دراي» وغيرها بالأقمشة. ورغم البعد الجغرافي الذي فرضته الحياة وظروف لبنان، حيث استقرت العائلتان قبل الهجرة إلى الغرب، إلا أن العلاقة لم تخف إلى أن كان اللقاء الذي توج بشراكة عمل في لندن منذ بضع سنوات فقط، والذي أثمر عن ولادة ماركة «موكا». الفكرة لم تكن وليدة الساعة، كما تقول منى مراد، فقد داعبتها لسنوات بحكم عملها في مجال الموضة. فقد كانت دائما تشعر دائما بالرغبة في أن تؤسس دارا خاصة بها تصب فيها كل ما تعلمته. العائق الوحيد أمامها كان افتقادها للوقت، لأن إدارة أعمالها ليست سهلة، ولا سيما أنها تشرف على كل صغيرة وكبيرة بنفسها. بيد أنها طوال هذه الفترة لم تفكر في أن تتحول إلى مصممة. تقول إنها صادقة مع نفسها، فهذا الجانب ليس مكمن قوتها. صحيح أنها كانت تلعب بالأقمشة وتصمم منها أزياء في سن الصبا والشباب، لكن كان ذلك على مستوى صغير، نظرا لتوافر الأقمشة في البيت، بينما القيام بهذه المهمة على مستوى كبير، فأمر صعب يتطلب التفرغ والموهبة والدراسة، كما تقول، عدا أنها تؤمن بإعطاء الخبز لخبازه.

وفي إحدى الحفلات العائلية، كان اللقاء مجددا مع دانيا السقا، التي درست الديكور المنزلي وكانت تتمتع بقدرات فنية شمتها منى بحاستها السادسة. طرحت الفكرة على صديقة الطفولة التي رحبت بها من دون تردد، غير أنهما لم تتسرعا في تنفيذها، فقد تناقشا فيها لمدة عام تقريبا، قبل أن تتبلور وترى الحياة من خلال أول تشكيلة لهما لخريف وشتاء 2012. تشكيلة، كل ما فيها يعكس أسلوبهما وفهمهما لما تريده المرأة العصرية من أزياء عملية وأنيقة في الوقت ذاته، والأهم بأسعار متوسطة تخاطب المرأة التي لا تريد أن تشبه غيرها.

في هذه التشكيلة، تلاعبت دانيا بتنوع الأقمشة في القطعة الواحدة، شارحة بأنها قبل أن تكون مصممة أزياء هي مصممة ديكور، وبالتالي فإن الأقمشة، من الكشمير والساتان والحرير والبروكار وغيرها، تلعب دورا مهما بالنسبة لها، خصوصا أنها كبرت معها وتعشق ملمسها منذ الصغر بحكم عمل والدها في مجال الأقمشة. وتضيف أن المظهر العصري حاليا يتطلب أن تكون القطعة بعدة خامات، حتى تكتسب مظهر الأناقة والتميز. وهذا التناقض بين الناعم والخشن يظهر في قطع متنوعة تخاطب كل مناسبات المرأة من الصباح إلى المساء، وسواء كانت متوجهة إلى مكان العمل أو حفل كوكتيل أو عشاء هو الذي يجعل «موكا» مختلفة عن غيرها.

* تأثيرات كثيرة تظهر في تصاميم جوليا موغنبورغ، مؤسسة ماركة «بلماكس»، لكن تظل بصمتها دائما واضحة من خلال أشكال هندسية جريئة وغريبة في بعض الأحيان، تنجح دائما في شد الانتباه. الفضل يعود إلى أن جوليا درست النحت والرسم قبل أن تنتقل إلى النحت على المعادن لتصوغ أساور أو أقراط أذن أو سلاسل وخواتم، تتميز بانحناءات جذابة وأشكال هندسية تميل دائما إلى الحجم الكبير. في كل قطعة، وفي كل مرة، تنجح في تحويل مواد ومعادن كلاسيكية إلى قطع شبه فريدة، خصوصا أنها تحب مزجها بمعادن حديثة قد لا تخطر على بال أحد، عدا أنها شعوريا تتعمد ألا تشبه إبداعاتها تصاميم غيرها. من هذا المنطلق، قد تجدين في بعض الأحيان أقراط أذن بنفس التصميم والأحجار، كما لا تستغربي إن لاحظت أن هناك اختلافا في لون الحجر الذي يتدلى منها، لأنها قد تكون في الأذن اليمنى بلون المرجان وفي اليسرى بلون أزرق.. وهكذا تأكيدا للتفرد. لكن، تبقى الخواتم الضخمة والجريئة من التصاميم التي تميزها وتذكرنا بأنها نحاتة من الدرجة الأولى

* ففي 10 نوفمبر 2012، بيعت اثنتان من ساعات شركة «أ.لانغه آند زونه» الألمانية بمبالغ ضخمة في مزاد دكتور كروت العلني بفرانكفورت على نهر ماين. الساعة الأولى وهي «توربيون بوغ لو ميريت» (TOURBILLON Pour le Mérite) مثلا بيعت بمبلغ 248.000 يــورو، أكثر مما كان متوقعا. وهي ساعة من البلاتين، تم إنتاج 50 نسخة فقط منها بين عامي 1994 و1998

* الساعة الثانية هي «1815 مونفايز» (1815 MOONPHASE) المصنوعة من الذهب الوردي، التي رست المزايدة عليها على 19.200 يورو، وهو ضعف سعرها الأصلي، لما تحظى به من قيمة كبيرة بين هواة جمع الساعات الفاخرة. ويذكر أنه لم ينتج منها حتى الآن سوى 250 قطعة