براد بيت.. ودور جديد

تصاميمه لشركة «بولارو» تثير كثيرا من الاهتمام.. وردود فعل الخبراء والمتخصصين إيجابية

النجم براد بيت أكد أنه متعدد المواهب وأن عشقه فن العمارة والهندسة والتصميم ليس نزوة عابرة بل رغبة دفينة بداخله للتعبير عن نفسه
TT

تصميم المنتجات يختلف عن تصميم بيت بالكامل، وبالتالي، فإن العديد من مصممي هذه المنتجات لا يأخذون حقهم من الشهرة والاعتراف بإبداعاتهم. الأمر يختلف بالطبع عندما يتعلق الأمر بشخصية معروفة مثل النجم براد بيت. فهذا الأخير، لم يقتصر اهتمامه على دخول هذا المجال، بل عبر عن احترامه الشديد لما يبدعه هؤلاء المصممون، وهذا في حد ذاته رد اعتبار لا يستهان به لهم. فهذا النجم رشح لجائزة الأوسكار أربع مرات، وحصل على لقب الرجل الأكثر إثارة في العالم مرتين من مجلة «بيبول»، كما أن له أيادي بيضاء في مجالات الأعمال الخيرية، وقضى فترة بعيدا عن الكاميرا محاولا تغذية حلم قديم في مجال العمارة والفنون التطبيقية. فقد تتلمذ على يد المعماري العالمي فراند غيري، وفي عام 2008، شوهد في معرض «ديزاين ميامي» وهو يشتري مقاعد برونزية مليئة بالنتوءات للمصمم البريطاني ماكس لامب. ليس هذا فحسب، بل إن مؤسسته الخيرية «ميك إت رايت» قدمت الدعم المالي إلى مشروع إعادة إعمار ولاية نيو أورليانز بعد إعصار كاترينا.

ولو كانت الدنيا مسرحا كبيرا، لكانت لبراد بيت وجهة نظر خاصة بديكوراته، والآن تشمل اهتماماته تصميم الأثاث. فبالتعاون مع صانع الأثاث الفاخر فرانك بولارو من مقاطعة يونيون بولاية نيوجيرسي، صمم النجم الوسيم نحو 12 قطعة محدودة الكمية أشرف على إنتاجها شخصيا. يقول بولارو إن «هذه المجموعة تضم سريرا ومقاعد وثيرة وموائد طعام وموائد جانبية ومقعدا مرتفعا وحوض استحمام، قدمتها إلى جانب قطع صممتها حصريا شركة (بولارو كاستم فيرنيتشر) في معرض بإحدى صالات الغاليري في نيويورك مؤخرا».

التقى بولارو مع بيت عام 2008، حينما طلب منه الأخير تصميم مكتب على طراز موجة «آرت ديكو» الفنية مأخوذ من تصميم لإيميلي جاكيه رولمان كي يقدمه هدية إلى أنجلينا جولي في عيد ميلادها. وأثناء تثبيت المكتب في مقر إقامة بيت وجولي في فرنسا، شاهد بولارو دفتر رسم مليء بالرسومات كان الممثل العالمي قد رسمها لقطع أثاث على امتداد 10 سنوات، فعرض عليه إنتاج بعض هذه القطع. ويقول بولارو عن علاقة الشراكة التي قامت بينهما: «إنها ليست مسألة منح ترخيص، ولا أن بولارو يشتري اسم بيت، بل إن براد بيت يسيطر على كل خط من الخطوط. لقد قدمت إليه المساعدة في ما يتعلق بالهندسة واختيار المواد، لكن الواقع هو أن هذا الرجل مصمم عظيم». ولكن إلى أي مدى يعتبر مصمما عظيما؟ هذا هو ما سألنا عنه 4 خبراء وهم: موراي موس مؤسس معرض وشركة «موس بيورو» الاستشارية والممثل السابق، وشيلا بريدجز مصممة الديكورات المقيمة في نيويورك التي تولت تأثيث حجرة مكتب بيل كلينتون في حي هارلم، وكيرت آندرسون الروائي ومقدم البرامج الإذاعية، والمهندس المعماري وناقد التصميمات السابق بمجلة «تايم»، وخوليو كابيليني المدير الفني بشركة الأثاث الإيطالية «كابيليني» والمشجع المعروف للمواهب الصاعدة في مجال التصميم. استعرضت أمامهم التصميمات التي أنجزها النجم، لترسل التعليقات عبر البريد الإلكتروني، وجاءت الملاحظات متعمقة وداعمة على نحو مثير للاستغراب، الأمر الذي أثار الدهشة بالنظر إلى أن بولارو لم يعرض لهم سوى بضعة تصورات على الكومبيوتر. فعلى سبيل المثال، لم يكن واضحا أن حوض الاستحمام تم إنتاجه من نوع عالي الجودة من الرخام الإيطالي الأبيض، كما لم يكن السعر مبينا، وقد علق بولارو على هذا قائلا: «في تلك المرحلة، لم نكن قد حددنا السعر».

ما أول ما تبادر إلى ذهن هؤلاء عندما رأوا التصميمات؟

موراي موس: «مخنوق. إن التصميم، مثل التمثيل، يتطلب أن يتخذ المرء عملا ما، فالمرء يصعد على خشبة المسرح بغرض واضح يستعمل فيه صوته. براد بيت ممثل عظيم، ويستعمل صوته بصورة رائعة، لكنني لا أسمع صوت بيت وهو يتحدث بثقة كاملة عند رؤية هذه التصميمات. تخاطب تلك القطع (خطا) يمكن أن يكون عبارة عن دراسات رسمية للحركة والنمو؛ إنها قذائف من نتاج الطبيعة أو الرياضيات. إنها تفاجئني، حيث تأتي من شخص أعرف أن عمله يشتهر بدرجة كبيرة جدا بـ«التفاعلية» ويبدو أقل وعيا بالجماليات الرسمية».

شيلا بريدجز: «حديث. إن الأثاث يبدو كما لو كان مصنوعا بإتقان شديد، وهو يبدو متسقا مع الجودة الاستثنائية والبراعة الحرفية اللتين بنى فرانك بولارو سمعته عليهما». وتضيف: «دائما ما يعتريني قدر من الشعور بالقلق عندما تصبح عارضات الأزياء ومشاهير هوليوود مصممي أثاث، لهذا لم أكن واثقة مما كنت أتوقعه، لكن علي أن أعترف بأنني كنت في حالة من الذهول والدهشة على نحو ممتع. نظرا لخبرة فرانك بولارو في الأخشاب النادرة، توقعت أن أرى مجموعة أثقل، لكن من الممتع أن أراه يبتعد عن المواد التي اعتاد العمل باستخدامها. تتمثل قطعتي المفضلة حتى الآن في طاولة الطعام. تذكر هذه القطعة إلى حد ما على وجه الخصوص بطاولات (إميسيس) المصنوعة من صفائح رقيقة والتي لها قواعد من قضبان سلكية. تعتبر قواعد براد بيت أقل في استقامة خطوطها وأكثر انسيابية وترفا، ومن ثم، يبدو أن هناك إشارة لكل من الفن الحديث ومدرسة (آرت ديكو) في هذه المجموعة. سيكون رائعا لو أتت طاولة الطعام في أشكال متنوعة من اللمسات النهائية يمكن الاختيار من بينها. إنني لا أختار كثيرا من الطاولات الزجاجية والمعدنية؛ إذ يفضل معظم عملائي الخشب، لكنني قد أختار طاولة الطعام هذه (اعتمادا على السعر) وأقرنها بمقاعد جانبية عتيقة من الخشب أو مقاعد تميل بدرجة أكبر إلى الطابع الكلاسيكي، مثل مقاعد (برنو) المنجدة من تصميم مايس فان دير روه».

كيرت آندرسون: «مختال. هذه هي الكلمة التي أستعملها منذ سنوات طويلة لوصف الأشياء الحديثة البراقة والجميلة وباهظة الثمن التي يراد لها أن تبدو أنيقة وجذابة. أذهلني المعدن اللامع على وجه الخصوص؛ الأناقة المعاصرة بشكل عام. حتى الآن، بدا حس التصميم لدى بيت–مثلما يتجسد من قبل فرانك غيري ومصممين آخرين في مؤسسة (ميك إت رايت) لتصميم المنازل في نيو أورليانز–مختلفا تماما عن ذلك. كذلك، كنت مندهشا لاكتشافي أن حوض الاستحمام حقيقي؛ ظننته طفاية سجائر. هل أرغب في أي من هذه القطع في منزلي؟ نعم ربما الطاولة العاجية، التي كنت سأضعها في غرفة الضيوف بمنزل ثان، في حال امتلاكي منزلا ثانيا».

خوليو كابيليني: «للأبد. من الصعب أن تحدد زمنا لهذه المنتجات، التي ربما تكون قد صممت منذ عدة عقود أو اليوم، ومع ذلك، فإن هذه القطع تتسم بالأناقة. يبدو العمل متأثرا بقوة بمدرسة (الباوهاوس) وموجة تصميم (آرت ديكو)، اللتين ربما تبدوان متناقضتين. في واحدة من القطع، يكون الطراز متعرجا ومائلا للاستدارة؛ وفي أخرى، تبدو الأشكال صلبة ومربعة. ومع ذلك، يعتبر هذا جزءا من حرية المصمم، الأمر الذي لا يفاجئني بشكل سلبي».

* إذا ما طلب منك براد بيت استشارة بشأن مجموعته الجديدة، فما النصيحة التي يمكنك تقديمها له؟

موس: «سأقول: بيت، أنت ممثل بارع. ابق بهذه الشخصية، بكل ما تحمله من سمات الثقة والقيادة والقدرة على تحمل المخاطر، عند التصميم. هذه القطع الأولى عبارة عن منولوغات تجربة الأداء؛ لديك بالفعل هذا الجزء. إذا كنت سترسم خطا في مساحة فارغة، فافعل ذلك على طريقة براد بيت». لكن ردود الفعل عن مدى تشجيع هؤلاء الخبراء براد بيت على أن يصبح مصمما، كانت مختلفة. فقد أجاب كابيليني: «بالطبع، من الإيجابي جدا أن يُدعم بيت، فقد رأيت مؤخرا أحد المنازل التي صممها منشورا في مجلة ووجدته غاية في الروعة، مع وجود بعض المنتجات الأيقونية التي صممها. أعتقد أن شغفه بالتصميم يجب أن يحظى بالتشجيع الكامل، ولكن دون أن يكون ذلك راجعا بدرجة كبيرة إلى اسمه الشهير، بل لأسلوبه».

أما آندرسون فكان رأيه: «أعتقد أن حماسه للتصميم رائع، وأنا مؤمن جدا بروح الهاوي بداخله. بيد أن الحماس وحده غير كاف لخلق مصمم متميز. أعتقد أنه يجب تشجيعه على مواصلة أنشطته بوصفه ناشطا في مجال التصميم وجامع تحف ومنتجا مسرحيا وزبونا».

من جهته علق موس: «كونستانتين ستانيسلافسكي، المبتكر العظيم في مجال تعليم الفن فهم وخلص إلى أن: (كل شخص يعتبر في جوهره فنانا يأمل في أن يشكل بداخل ذاته حياة أخرى أعمق وأكثر إمتاعا من الحياة الفعلية المحيطة به). كيف يمكننا أن لا نشجع هذا؟». لكن بريدجز كان لها رأي مختلف نوعا ما؛ إذ قالت إنها ليست «مقتنعة بعد مشاهدة ثلاثة تصميمات لطاولات (وحوض استحمام يذكرني بطفاية السجائر) بأن براد بيت يجب أن يترك التمثيل ليعمل في مجال الأثاث أو تصميم المنتجات، إلا في حالة وحيدة وهي أنه بإمكاني أن أصبح ممثلة لمدة يوم وأتقاضى مبلغا قيمته 7 ملايين دولار لأظهر نجمة في إعلان عطر (تشانيل نمبر5)».

بعد قراءته كل التعليقات، أكد بولارو إعجابه في رسالة إلكترونية جاء فيها: «بعد عملي جنبا إلى جنب مع براد لمئات الساعات في مجموعة (بيت – بولارو)، أجدني مندهشا من التزامه بالتعبير عن رؤيته الفنية». وأوضح أيضا أن «القطع المعدنية ستكون متاحة من الذهب والفضة والنيكل والتيتانيوم والبرونز، جميعها بلمسات نهائية مصقولة ولامعة». لمزيد من المعلومات: الاتصال على (908) 206 – 1888 أو زيارة الموقع الإلكتروني «pollaro.com».

* خدمة «نيويورك تايمز»