نوران شعراوي.. مصممة تصوغ الفضة والذهب من أبيات الشعر وكلمات الأغاني

حلي تستهدف قلب المرأة برومانسيتها

TT

لأبيات الشعر والكلام المنمق وقع جميل على النفس، وتأثير كبير على الأحاسيس والمشاعر، خاصة لدى المرأة لما تتمتع به من حس مرهف. من وحي تلك الأجواء آثرت مصممة الحلي المصرية نوران شعراوي أن تداعب مشاعر المرأة العربية بقطع تحمل أبياتا من الشعر أو بعض كلمات الأغنيات الرومانسية، وممزوجة بالفضة والأحجار الكريمة.

أرادت نوران أن يكون لها لون مختلف في عالم الحلي، أسلوبه مختلف وغير تقليدي، فخرجت بمجوهرات «Maniere»، وهو الاسم الذي اختارته ليكون ماركة مسجلة لتصميماتها، ويعني «أسلوب» بالفرنسية.

عن هذا الأسلوب تقول نوران لـ«الشرق الأوسط»: «أحب قراءة الأدب والشعر، وأؤمن بأن الكلمة الحلوة لها تأثير السحر في حياة كل شخص خاصة المرأة، مما أوحى لي بأن أجمع أبيات الشعر وكلمات الأغنيات والعبارات الأدبية التي أثرت في نفسي، وأضعها في تصميمات ليست للزينة فقط، وإنما للتأثير في النفس والروح بشكل إيجابي يبعث على الأمل والحب. فأنا أريد أن تشعر المرأة بمجرد أن تضع قطعة حلي بهذه الكلمات وكأنها تعبر عن إحساسها الخاص».

تختار نوران الكلمات التي تستخدمها في تصميماتها بعناية شديدة، وإن كانت تميل إلى كلمات الأغنيات القديمة وقصائد الحب المنسية، إذ صممت، مثلا، قلادة كتب عليها «فؤادي على حبك أمين» وهي كلمات أغنية للمطربة أسمهان، كما صممت أقراط أذن، كتب على واحد منها «أنا أحيا فيكِ» والأخرى «أنت تحيين في»، وهي كلمات من رسائل حب مي زيادة وخليل جبران. ومن تصميماتها أيضا قلادة كتبت عليها «خلي الأمل فكرتك»، وأخرى «ليته يعرف الملل»، وهما كلمات أغان للفنانة المصرية نازك.

وتوضح نوران أن الكلمات على هذه الشاكلة هي التي توحي لها بعمل التصميم، فاستخدامها لجملة «وحدي أنا سأبقى وأصير أفعى عصية» من رواية «ظل الأفعى» للكاتب يوسف زيدان، جعل تصميم القلادة يظهر أقرب لشكل الأفعى. ومن الأغنية الشهيرة «يا واد يا ثقيل» للفنانة سعاد حسني صممت قلادة على شكل فيل، أما قلادة «إنما للصبر حدود» المستوحاة من إحدى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم فوضعت في التصميم الخاص بها جَملا لكي يعبر عن الصبر، وعندما استخدمت جملة «أنا حرة» صممت قلادة على شكل فتاة تطير وكأنها تستنشق عبير الحرية.

من الأعمال المميزة في مجموعتها، قلادة «أنا لست امرأة عادية» التي حازت إعجاب كل السيدات المتابعات لأعمالها وتصميماتها على مواقع التواصل الاجتماعي. عن هذه القلادة تقول نوران «كنت أريد أن أقول لكل سيدة روّحي عن نفسك، فأنت كائن عظيم يستحق التقدير، وبالفعل وجدت الرسالة صداها عند كل المتابعات لي، وكأنهن كن ينتظرنها. ورغم أنني لا أحب تكرار تصميماتي، حتى تكون كل سيدة متفردة بالقطعة التي اقتنتها، فإن الإقبال على هذه القلادة تحديدا جعلني أرسم أكثر من تصميم لعبارة (أنا لست امرأة عادية)، مرة على قلادة ومرة أخرى على سوار وهكذا».

وتبين شعراوي أنها تستخدم الفضة والأحجار الكريمة في تصميماتها، وأحيانا الذهب لكن «على الطلب». ولأنها تحب الأحجار الكريمة فهي تمزج كثيرا بينها وبين الفضة قائلة «لا أستطيع أن أرى قطعة حلي من دون لون، لذا أحب أن أدمج الأحجار في تصميماتي، وأبذل مجهودا كبيرا لأجد قطعة الحجر التي تعجبني، أحيانا تتوافر في مصر وأحيانا أستوردها من الخارج، مثل حجر «البرادورايت» وهو حجر له بريق خاص. فلونه رمادي مائل للاخضرار ويعطي طيفا لألوان أخرى، مما يجعل الحجر الواحد يعطي إحساسا بأن له أكثر من لون».

تؤمن مصممة الحلي نوران شعراوي بأنها يجب أن تشارك فنها وعلمها ومهاراتها مع الآخرين، لذا تقوم بإعطاء دورات تدريبية في صناعة الحلي للراغبين في تعلم هذا الفن، مبينة أن ذلك نابع أيضا من حبها للرسم والتصميم والمجوهرات بشكل عام، وأيضا للبيئة التي نشأت فيها. فجدها يعمل نحاتا ووالدتها مهندسة ديكور، بينما كانت بدايتها جد متواضعة، انطلقت من دورة حول مبادئ تصنيع الحلي في المنزل، قبل أن تتوجه لورش الحلي في حي الأزهر وسوق خان الخليلي لمتابعة طرق التصنيع على الطبيعة.