«ديور» و«هارودز» تحتفلان بعلاقة عمرها 60 عاما

باريسية.. تستعرض حرفيتها في لندن

TT

الزائر لمحلات «هارودز» بلندن هذه الأيام، سيستمتع بجولة تجمع الأناقة الباريسية بمتعة التسوق في واحد من أعرق المحلات البريطانية وأشهرها.

سيتعرف الزائر في هذه الجولة على تاريخ «ديور» بوصفها دار أزياء عالمية مهمة من جهة جمال ما تجود به ورشاتها والأنامل الناعمة العاملة فيها، من جهة ثانية، إلى جانب تلك العلاقة الحميمة التي تربطها بالمحلات البريطانية، وتعود إلى أكثر من 60 عاما، وتحديدا في 1953، العام الذي شهد أول تعاون بينهما. منذ ذلك الحين لا تزال «ديور» تعتبر من أهم الماركات العالمية في «هارودز» وأكثرها مبيعا. ثم لا ننسى أن هذه العلاقة رسخها حب السيد ديور لكل ما هو بريطاني، بدليل تصريحه في إحدى المناسبات: «أحب التقاليد البريطانية..الأدب الإنجليزي، والمعمار الإنجليزي، بل أحب أيضا المطبخ الإنجليزي».

«عالم ديور للعجائب» يعود بنا إلى هذه العلاقة لكن بطريقة جد عصرية، تذكرنا بمدى قدرة هذه الفرنسية الأنيقة على مواكبة العصر وتجديد نفسها في كل موسم. فقد استحوذت على الطابق الرابع بأكمله لتجعل كل من يدخله لا يريد الخروج منه، خصوصا أنها نصبت فيه مقهى يمكن الاستراحة فيه، بالإضافة إلى أنها تولت تزيين الواجهات ووضع ديكورات خاصة استغرق تنفيذها 18 شهرا. أجمل ما في هذه الديكورات المعالم البريطانية، مثل أكشاك التليفونات، التي وظفتها كخلفيات لعرض منتجاتها، خصوصا العطور والإكسسوارات. الأولى كان فيها عطر «ميس ديور» Miss Dior هو البطل بلا منازع، إذ سماه المصمم الراحل على اسم اخته كاثرين، ووضع «ميس» بالإنجليزي عوض «مادموازيل» لترسيخ حبه للثقافة الإنجليزية. والثانية، أي الإكسسوارات، استوحتها الدار أيضا من الإرث البريطاني، مثل الكاروهات التي ترتبط بجبال أسكوتلندا.

في يوم الافتتاح، قال الرئيس التنفيذي لـ«ديور» سيدني توليدانو إن هذه الفعالية ليست وسيلة للتسويق، بقدر ما هي رسالة تشرح فيها الدار العريقة معنى «الكوتير والترف» بمفهومهما العصري. وأشار إلى أن الزبائن في الوقت الحالي أصبحوا يتوقعون كثيرا من الموضة، بما في ذلك التعرف على تاريخ الدار وفهم إرثها وشخصيتها. وأضاف: إن «هارودز» و«ديور» يتشاطران نفس الأهداف والأفكار فيما يتعلق بالترف والخدمات الراقية. ونحن نحتاج إلى أن نشرح لماذا نقوم بما نقوم به..أريد أن يفهم الناس الحب الذي يتضمنه كل شيء نقدمه، وقوة الابتكار ورغبتنا في تقديم كل ما هو استثنائي.. وأنا هنا، أشعر بأن المكان يتنفس «ديور.. وأن السيد ديور هنا بيننا». ورغم أن الدار تغيرت في السنوات الأخيرة في محاولة لمواكبة العصر وعدم الاستكانة لمجدها القديم، إلا أنها تحترم أصولها وتتغنى بها في كل المناسبات، كما تعود إليها بشكل أو بآخر، مرة بموتيف زنبقة كان ديور يعشقها، ومرة من خلال اللون الرمادي أو الجاكيت المحدد عند الخصر أو التنورة المستديرة وغيرها، لكن دائما بأسلوب عصري يخاطب الأمهات كما يخاطب الحفيدات. والإحساس الذي يخرج به كل من يحضر عروضها أو أي من فعالياتها أن هناك تفاؤلا كبيرا بحاضرها ومستقبلها في الآونة الأخيرة. فجانب الـ«هوت كوتير» بدأ أخيرا يحقق الأرباح بعد أن كان مجرد «بريستيج» تستعرض من خلاله قدراتها على التفصيل والتطريز والإبداع ككل، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 19% في الأشهر التسعة الأخيرة حسبما نشرت مجلة «ويمنز وير دايلي» هذا الشهر.

كما أن إقبال شريحة الشباب شهد ارتفاعا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، مما يؤكد أنها تمشي في الطريق الصحيح الذي رسمته لنفسها. ومما لا شك فيه أنها في عهد مصممها الفني الجديد، راف سيمونز، ستكتب فصولا جديدة ومثيرة من الأناقة. وإذا كان ما قدمه مؤخرا في باريس هو المقياس، فإن الدار في أياد أمينة، لأنه تشرب رومانسيتها بسرعة، كما عانق عشق المؤسس للفنون العصرية بأشكالها، بل يبدو أنه حتى إذا لم يحاول عن قصد تحقيق السبق التسويقي، فإنه نجح فيه أيضا. فكل قطعة قدمها في عرضه الأخير كانت تصرخ بأنها استثمار بعيد المدى، بدءا من الفساتين المطرزة بالورود أو الأحذية ذات الكعوب الفنية أو الحقائب التي تعاون فيها مع منظمة الفنان أندي وورهول ورسم عليها صور أحذية لا شك ستضعف مقاومة أية أنيقة أينما كانت.

ستستمر هذه الاحتفالية في «هارودز» إلى 14 من شهر أبريل (نيسان) القادم.