«آي دبليو سي» ماركة ساعات تركز على تفوقها الهندسي وتؤكده العام الحالي عبر العلاقة مع «مرسيدس ـ إيه إم جي»

هانس بانتلي عضو مجلس الإدارة في لقاء مع : «الشرق الأوسط»

TT

الاستثناءات كثيرة مع دار «آي دبليو سي - شافهاوزن» السويسرية لصناعة الساعات، الصانع المتميز ضمن «عائلة» مجموعة ريشمون السويسرية العملاقة.. أهمها: أن مؤسّسها أميركي، هو المهندس وصانع الساعات فلورنتين آريوستو جونز (1841 - 1916) وليس أحد رواد الصناعة الحرفية في سويسرا. وأن الاسم التجاري (الماركة) للدار يتكون من الأحرف الثلاثة الأولى لثلاث كلمات باللغة إنجليزية هي «إنترناشونال وإتش كومباني» (آي دبليو سي). ثم إن المقر الرئيس للدار يقع في مدينة شافهاوزن في أقصى شمال سويسرا، على الحدود مع ألمانيا، الناطق باللغة الألمانية في حين مهد صناعة السويسرية في مناطق الجنوب الغربي الناطق بالفرنسية، أي جنيف ووادي الفاليه دو جو ومرتفعات الجورا الحدودية مع فرنسا.

مع هذا، فإن «سويسرية» آي دبليو سي وأصالتها ليستا موضع جدال، حتى ولو اختارت الدار من خلال «معرض جنيف للساعات الفاخرة» في يناير (كانون الأول) الماضي التأكيد على علاقتها مع سيارات السباق الألمانية الأسطورية «السهام الفضية» (سيلبربفيل)، وبالذات، سيارات مرسيدس بنز، وبالأخص قسم إيه إم جي للتقنيات المتقدمة التابع لمرسيدس مرسيدس.

«الشرق الأوسط» التقت على هامش فعاليات المعرض، هانيس بانتلي، عضو مجلس إدارة «آي دبليو سي»، داخل جناح الدار وطرحت عليه خلال مقابلة خاصة بعض الأسئلة، أجاب عنها كما يلي:

* كيف تصف لنا فلسفة «آي دبليو سي» وواقعها بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؟

- فلسفتنا بالنسبة لأسواق الشرق الأوسط متصلة بهويتنا المميزة وبما يناسب السوق ويرضي أذواق جمهورها. ولقد تمكنا بفضل منتجاتنا وتقبل زبائننا لها في الشرق الأوسط من الصمود في وجه موجة «الكوارتز» (حركات الكوارتز في الساعات) التي هدّدت في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي وجود الساعات الميكانيكية. نحن دخلنا إلى المنطقة فعليا عام 1970 ولكننا ما كنا يومذاك نبيع كميات كبيرة، لكنها ازدادت باطراد حتى عام 1980 على الرغم من تهديد «الكوارتز». كان عدد الوكلاء قليلا وكانوا يسيطرون على السوق تماما. أما اليوم فإننا نعتبر منطقة الشرق الأوسط «سوقا دولية» حقا، فلقد تعددت فيها الأذواق ونلاحظ أن الطرازات الرائجة في سوق ألمانيا مثلا تباع ولها رواج في أسواق الخليج. صحيح من حيث حجم المبيعات ما زالت سوق الشرق الأوسط صغيرة نسبيا، لكنها سوق واعدة جدا ولها قابلية كبرى على النمو.

* من الواضح أن «آي دبليو سي» لم تتأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية العالمية، بدليل تنوع إصداراتكم الجديدة وأرقام المبيعات عموما، فإلام تعزو ذلك؟

- نحن صانع كلاسيكي ورصين له هويته التي لا يتخلى عنها.. لا مساومة لدينا على جوهر الماركة وعلى عناصر تكوينها. ولا تنازلات في أي مجال. في بريطانيا هناك ثوابت تعرفونها.. هناك العشب الذي لا يحتاج منك إلا إلى الري والجزّ خلال فصل الصيف ولا شيء غير ذلك، هذا من الثوابت.. نحن أيضا لدينا ثوابت.

* هل أفهم من كلامك أنكم في «آي دبليو سي»، حيث السمعة للأداء العالي برا وبحرا وجوا، من أنصار التطور التدريجي لا الثوري؟ وهل لهذا السبب ما زلتم تكتفون واقعيا بإنتاج ساعات رجالية وتنأون عن قطاع الساعات النسائية؟

- نحن نقر بهويتنا التيوتونية (الجرمانية) الخشنة والصارمة بعض الشيء، ولكن لا تحامل هنا ولا تعصب في هذا المجال. كل ما في الأمر أننا نجتهد في التركيز على ما اتقنا وما زلنا نتقن صنعه وتسويقه. هذه هي نقطة قوتنا وهذا هو عامل جذبنا. نحن صانع ساعات راقية صلبة عالية الأداء متقدّمة هندسيا مخصصة للمغامرين والرياضيين في شتى الظروف.

* هل ثمة تعاون تصميمي أو تقني أو تسويقي بين الدور التي تضمها مجموعة «ريشمون».. أم أنكم متنافسون قبل أن تكونوا شركاء؟ وكيف ترى مستقبل «آي دبليو سي» و«ريشمون» ككل خلال السنوات العشر المقبلة؟

- نحن كما سبقت أن لمحت صانع في فئة معينة ولا يسعى لأن يكون صانعا «شعبيا» يبيع بكميات كبيرة، وبالتالي لنا هويتنا الخاصة بنا، والشيء نفسه ينطبق على دور «ريشمون»، التي لكل منها هويته ولكل منها مفهومه. تسويقيا، بطبيعة الحال مفيد جدا أن نكون جزءا من مجموعة كبيرة.. لكننا من الناحية العملية لكل منا موقعه. أما على الشق الثاني من السؤال فأقول إننا على الرغم من اعتزازنا بتخصصنا وتركيزنا على النوعية أكثر من الكمية، فلقد نمت أعمالنا كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وتوسعت شبكة موزعينا، ولا سيما في الأسواق العالمية الكبيرة. في الصين مثلا جئنا إلى سوقها في الوقت المناسب ونستفيد من ذلك حاليا، كذلك مبيعاتنا جيدة في روسيا، لكنها ما زالت محدودة نسبيا في الهند.

* ما السؤال الذي كنت تتوقع مني أن أساله لكنني لم أفعل؟

- لا بد أنه يتعلق بعلاقتنا بـ«مرسيدس بنز»، ولا سيما أن أمامك السيارات التي ترى. نحن نعتز، منذ أسست الدار عام 1868 بجذورنا في الحقل الهندسي.. وقسم إيه إم جي التابع لـ«مرسيدس» قسم هندسة متقدمة، وأحد أبرز طرازاتنا طراز «إنجينيور» (أي «المهندس»). ثم إننا في إنتاجنا نحرص على الأداء. واليوم نستعيد من ماضي رياضة سباقات السيارات العالمية إرث «السهام الفضية» الرائعة، وترى في تشكيلة «إنجينيور» الجديدة إشارة واضحة لمنجزات الـ«سيلبربفيل» على حلبات السرعة والانتصارات. يسعدنا جدا تأكيد هويتنا عبر هذا الارتباط.