الحزام.. سلاح الأنوثة الذكي

يموه عن عيوب ويجدد أي مظهر قديم

TT

قد يخيل للبعض أن عملية شراء الحزام سهلة، وأنها، كباقي الإكسسوارات التي تختارينها، تخضع لذلك الإحساس بالفرح الذي يغمرك ما إن يقع نظرك على واحد منها. لكن الأمر يختلف هنا، لأنه يجب أن ينسجم مع عناصر أخرى مثل حجمك وطولك والزي الذي ترتدينه والإكسسوارات الأخرى مثل الحذاء والحقيبة.

وحسب خبراء الأزياء، هناك ثلاث قواعد ذهبية عليك التزامها، الأولى: أن تتجاهلي تماما ذلك الشعور بالحب من النظرة الأولى وأن تجربي أكثر من واحد للتأكد من شعورك. الثانية تقول إنك إذا كنت صغيرة الحجم فلا تختاريه عريضا لأنه سيزيد من قصرك ويخلق صورة غير متوازنة. أما الثالثة، فعدم شرائه إلا بعد التأكد من استفادتك القصوى منه، وذلك من معرفة أسلوبك وأسلوب باقي أزيائك وإكسسواراتك ومدى تماشيه معها.

تقول ماغي الترك، خبيرة في محلات «آيشتي» ببيروت، إن اختيار الحزام النسائي ليس بالبساطة التي يتصورها البعض: «فهو لا يشبه غيره من الإكسسوارات، لأنه يمكن أن يجعل الإطلالة رائعة ورشيقة أو العكس تماما حسب نوعيته وشكله وطريقة استعماله وتنسيقه مع باقي الأزياء».

وترى ماغي أن «دور أزياء شهيرة تقدم أشكالا متنوعة وقيمة منه قد تغني في بعض الحالات عن أي إكسسوار آخر، لكنها ليست كلها تناسبنا، وبالتالي لا يجب الانجذاب نحوها فقط لأنها مميزة أو تحمل توقيع دار نعجب بها، بقدر ما يجب التأكد من مدى خدمتها لشكلنا». تتابع: «من منا لا يشدها حزاما موقعا من دار (آرماني) أو (برادا) أو (بربيري) أو (هيرميس) أو (ديور)، ولكن الأهم هو ألا يغطي على الزي. فدوره أن يكمل الإطلالة لا أن يسرق الأضواء منها، على عكس اعتقاد البعض من النساء اللاتي يرين أنه كلما كان مبالغا فيه ومزركشا كان أفضل».

من جهتها، تقول جويل عساف، وهي متخصصة بالأحزمة في محل «ماسيمو دوتي»، إن لون الحزام وشكله يجب أن يناسب أسلوب المرأة وشخصيتها، وتضيف أنه «ليس معقولا أن يكون الحزام يلمع ويبرق وهي تلبس فستانا خفيفا أو شفافا، فالزي الناعم يلزمه حزام بسيط. كما لا يعقل أن يكون بنقوشات نافرة أو مطرزا بشكل كبير أو مرصعا بأحجار ضخمة وهي بدينة أو تعاني كرشا بارزة. فالحزام أداة رائعة لإعطاء الجسم بعض التوازن، وأرخص من غيره لتجديد شكل جاكيت أو فستان قديم أو لتحديد الخصر في حال تم تنسيقه مع قطعة واسعة». وفي موسم يحتفل بألوان قوس قزح ودرجات النيو، يمكن أن تكون الجرعة المناسبة من اللون الذي تحتاجينه هذا الصيف إذا كانت أزياؤك بألوان هادئة. في هذه الحالة، اختاريه عريضا بلون صارخ، مثل البرتقالي أو الوردي أو الأخضر الفستقي. في الصيف، تروج التصاميم المستوحاة من الأسلوب الإغريقي القديم، وهذه يناسبها حزام على شكل حبل عريض، يفضل أن يكون بلون الذهب حتى يخلق إطلالة درامية. وهذا الشكل يناسب المرأة الناعمة ذات الحجم الصغير على وجه الخصوص، علما بأن الحزام الرفيع أيضا يناسبها على أن يكون بلون مميز أو بنقوشات جريئة لخلق نوع من التناقض المتناغم.

بالنسبة للمرأة التي تعاني بروز البطن، يفضل ألا تستعمله أساسا أو أن تضعه بطريقة تبعد عن الخصر من دون أن يشده. أما إذا كانت مثل ميشيل أوباما، تتميز بسيقان طويلة وصدر قصير بالمقارنة، يفضل إبعاده عن منطقة الخصر وإنزاله عنه ببضعة سنتمترات لخلق بعض التوازن. والعكس صحيح إذا كانت تتميز بسيقان أقصر من الصدر. وطبعا هو أفضل صديق للمرأة ذات المقاييس الصبيانية، أي التي تفتقد الخصر تماما. فأيا كان تصميمه مناسبا، على أن يكون مشدودا عن الخصر لخلق نوع من الاستدارة.

يعود تاريخ الحزام إلى القرون الوسطى واستعماله حينها كان من قبل الرجل فقط، وتميز بشكله العريض المصنوع من القماش الذي يلف الخصر حتى يعقد على الجنب ويحفظ المال فيه، ثم تطور في القرن السادس عشر ليضعه الرجل للفصل ما بين قسمي جسمه ويعلق فيه بعض الأغراض الصغيرة كالساعة والمفتاح. وكانت انطلاقته كإكسسوار نسائي في القرن الثامن عشر عندما راج على شكل كورسيه يشد الخصر. خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح من مستلزمات اللباس العسكري للجنود.