أليس تامبرلي: أشعر بالغضب عندما تعتمد الموضة على الإنتاج الضخم وتصبح الكمية أهم من الكيف

«الشرق الأوسط» تحاور مصممة النجمات وسيدات المجتمع المخملي

TT

عندما جرى هذا اللقاء، كانت المصممة أليس تامبرلي قد عادت لتوها من قطر حيث افتتحت أول محل لها هناك في 12 من شهر مايو (أيار). كانت متحمسة وسعيدة، فهذا الافتتاح إيذان بالمزيد من التوسع والنجاح وإضافة إلى محلها في «دبي مول» بالإمارات ومحلاتها بلندن في كل من «نوتينهيل غايت» و«مايفير». وطبعا هذا ما يحلم به أي مصمم، فما بالك إذا كان هذا المصمم لا يتلقى أي دعم خارجي ولا ينضوي تحت راية مجموعة كبيرة يمكن أن تسنده ماليا وتسويقيا؟ أليس تامبرلي تفخر بأنها تدير الدار كمؤسسة عائلية انطلقت من حلم طفلة وعرفت طريقها إلى العالمية وخزانات النخبة من الأنيقات، مثل الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن ودوقة كامبردج، كايت ميدلتون وأختها بيبا وغوينيث بالترو وغيرهن من المخمليات والنجمات على حد سواء.

شابة متواضعة تشعر مباشرة بدماثة سكان الريف الإنجليزي تنبعث من ابتسامتها الدافئة وسهولة الحديث معها وكأنك تعرفها منذ سنوات. تقول أليس إنها كبرت في مزرعة بسومرست مع 3 أخوات وأخ، معظمهم يعمل في المجال الإبداعي، ويساعدونها بشكل أو بآخر في عملها، فأختها مثلا هي التي تصور كل الحملات الترويجية كما أن زوجها لارس فون بينسغسن، هو مدير أعمالها. تتذكر أنها كانت منذ الطفولة تغزو خزانة والدتها لتسرق منها أي شيء يلمع ويبرق، أو تشتري قطع أقمشة رخيصة من مصروفها الخاص، كما أتذكر، ونظرة شقية تتراقص من عينيها الخضراوين، كيف أن توبيخ أمها وزجرها لها كلما تعطلت ماكينة خياطتها، لم ينجحا في ترويض رغبتها المحمومة، في أن تصنع ملابس تلبسها وتختال بها وهي تقلد مشية نجمات العصر الذهبي لهوليوود.

كبرت الطفلة وفهمت بأنها، ولكي تحقق حلمها، عليها أن تصقل موهبتها بالدراسة، فانتقلت إلى لندن لتتخصص في مجال النسيج والأقمشة من معهد سانترال سانت مارتن، وبعد ذلك «رويال كوليدج» الذي حصلت منه على شهادة الماجستير في عام 2000.

منذ أول عرض لها، أظهرت قدرتها العجيبة على معانقة عدة ثقافات وترجمة تأثيراتها بلغة برومانسية عصرية تقطر أنوثة وبريقا بفضل الترتر والخرز، الذي طرزت به هذه الفساتين. أجمع الكل أنها حققت المعادلة الصعبة بين سخاء بريق الأحجار والبعد عن المبالغة والابتذال، مما أثار الانتباه وإعجاب نجمات من مثيلات كايت وينسليت، جينيفر لوبيز، سارة جيسيكا باركر، كايلي مينوغ، سيينا ميللر، كيرا نايتلي، ليز هيرلي، وهلم جرا من الأسماء التي انضمت إلى لائحة زبوناتها.

وعندما ظهرت الملكة رانيا العبد الله خلال زيارة إلى المغرب بفستان طويل مستوحى من العباءة العربية، ترسخت مكانة تامبرلي كمصممة قادرة على مخاطبة كل نساء العالم على اختلاف ثقافاتهن. ومع ذلك، فإن المتحدث إليها يخرج برسالة واضحة وهي أنها، على الرغم من أنها تدين بنسبة كبيرة من شهرتها للنجمات والشهيرات، فإنها لا تجري وراء ذلك، ولا ترى أن تأثير ثقافة المشاهير إيجابي على الموضة في كل الأحوال، كما اعترفت في حديثها مع «الشرق الأوسط».

* بحكم أنك من بين أكثر المصممين المستفيدين من ثقافة النجوم، وتأثير هذه الثقافة على الموضة، كيف ترين هذا التداخل بين الموضة والنجوم، هل هو صحي؟

- أتفق معك بأن العالم يبدو مهووسا بالنجوم والمشاهير هذه الأيام، وهو أمر لا أوافق عليه تماما، انطلاقا من قناعتي بأن الأزياء يجب أن تروج نفسها بنفسها، وإذا كانت جيدة فإنها لا تحتاج لمن يروجها، وأيضا من قناعتي بأن الناس يجب أن يعانقوا أسلوبهم الخاص عوض الانسياق الأعمى وراء الصرعات. بيد أنني من جهة أخرى، لا أنكر الدور الإيجابي الذي تلعبه النجمات والشهيرات في الدفع باسم مصمم صاعد إلى الأمام. فما إن تظهر الواحدة منهن بتصميم حتى ينتشر اسم مصممه ويصبح له حضور عالمي وتفتح له أسواق بعيدة، وهذا مهم جدا بالنسبة لمن ليست لديهم القدرة على الإعلان في المجلات وغيرها.

* ما السر في رأيك الذي يجعل النجمات والنخبويات ينجذبن لأزيائك، مثلما ينجذب النحل إلى الأزهار؟

- أعتز بهذا القول والتشبيه، ولا أخفيك أني أسعد عندما أرى امرأة متميزة في فستان أو أي قطعة أخرى من تصميمي، لكني لا أرى أن المسألة فيها سر. كل ما في الأمر أني أحرص على أن أقدم تصاميم عملية وأنثوية لا تعترف بزمن، كما تراعي أدق التفاصيل مثل التطريزات التي تجعل أي واحدة تتألق. بمعنى آخر، فإنها تصاميم تجعل المرأة تبدو كامرأة، علما بأني أدرك تماما أن زبونتي امرأة مستقلة، واثقة من نفسها وأسلوبها، وتقدر الجودة العالية بدءا من التصميم إلى القماش والتفاصيل. هي أيضا عالمية وراقية مع لمسة شقاوة وجاذبية قوية، وهذا ما أراعيه في تصاميمي، ويبدو أنه لمس وترا حساسا بداخلها.

* أنت الآن من المصممات المعروفات في بريطانيا والعالم، خصوصا أن كثيرا من الأنيقات ظهرن في مناسبات كثيرة بتصاميمك، بدءا من الملكة رانيا العبد الله إلى كايت ميدلتون وأختها بيبا ميدلتون، لكن كيف كانت البداية؟ وهل كنت دائما تحلمين بأن تكون مصممة عالمية؟

- منذ طفولتي وأنا أميل إلى الابتكار واعشق الإبداع. كنت أنبهر بالرسومات والخياطة وقص الأقمشة، وكيف تتحول إلى أزياء عملية يمكن استعمالها. وأذكر أني كنت أجد نفسي في مواقف صعبة، لأني كنت دائما أتسبب في تعطل ماكينة خياطة والدتي، الأمر الذي كان يضايقها. ومع ذلك، كنت أكرر الأمر مدفوعة برغبة محمومة لكي أصنع شيئا من لا شيء، كنت أنجح أحيانا في بيعه في المحلات القريبة منا في القرية التي كنت أعيش فيها. فيما بعد التحقت بمعهد سانترال سانت مارتن للفنون ثم «روايال كوليدج» للفنون حيث تخرجت بدرجة ماجستير في قسم الأقمشة والنسيج. وقد استعملت كل الأقمشة التي ابتكرت لتصميم فساتين بعتها للمحلات في لندن ولوس أنجليس. هذه هي البداية بكل بساطة.

* صحيح أنك كنت تلعبين بالأقمشة وتصنعين فساتين وتحلمين، لكن أحلام الطفولة، مثل الموضة، تتغير مع الوقت والسن.

- كل ما كنت أعرفه أني كنت أعشق المجال الإبداعي منذ الصغر، وبأني كنت أريد أن أتجه إلى أي مجال إبداعي؛ سواء كان التصوير الفوتوغرافي أو الرسم، إلى أن وجدت نفسي في الموضة، مع أني ما زلت أمارس التصوير والرسم في أوقات الفراغ وأجد متعة كبيرة عندما أمارس الرسم مثلا.

* هل تتذكرين أول تشكيلة لك؟ كيف تقيمينها مقارنة بآخر تشكيلة من ناحية الأسلوب والشخصية؟

- مما لا شك فيه أني كنت ساذجة وأفتقد الخبرة عندما بدأت، وبعد مرور 13 عاما، ما زلت أتعلم، وإن كانت تصاميمي تطورت ونضجت معي. عندما قدمت أول تشكيلة لي كنت في بداية العشرينات من عمري، أما الآن فأنا أم وصاحبة ماركة تجارية كبيرة، وهذه أمور تنعكس على عملي. أزيائي، مثلا، يجب أن تترجم أسلوبي بشكل عملي كامرأة، كأم وكسيدة أعمال من دون تقديم أي تنازلات على المستويين الفني والإبداعي.

* هل كانت هناك نقطة تحول مهمة في حياتك كمصممة؟

- كانت هناك عدة نقاط أنا فخورة بها، بدءا من أول محل افتتحته تحت شقتي في «نوتينهيل غايت» بلندن إلى اختياري من قبل رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركية، أنا وينتور، لكي أمثل مصممين في العشرينات من العمر، في موضوع مطول من تصوير آني ليبوفيتز في عام 2004، مرورا بتسلمي وساما ملكيا من الملكة إليزابيث في عام 2011، وكوننا ما زلنا شركة مستقلة من دون تدخل خارجي.

* هل تشعرين بأنك حققت كل أحلامك؟

- أبدا، أشعر بأن هناك أشياء كثيرة تنتظرني، مثل خط للأطفال، وآخر خاصا بالأدوات المنزلية والعطور، فأنا أحلم بأن أجعل «تامبرلي» عالما خاصا ومتكاملا، يشمل كل مناحي الحياة.

* على الرغم من أنك لا تنضوين تحت أجنحة مجموعة كبيرة، فإنه كانت لك تعاونات مع محلات شعبية كبيرة، ما أهمية هذه التعاونات بالنسبة لك؟

- لم أتعاون سوى مع ماركات تشاطرني القيم نفسها، لهذا كانت النتيجة دائما موفقة. خذي مثلا تشكيلتي لـ«باربر» Barbour فقد كبرت مع هذه الماركة وأعرفها منذ الصغر، لهذا عندما طلبوا مني أن أتعاون معهم، لم أصدق نفسي من الفرح. أما أول تعاون لي مع محل كبير، فكان مع «جون لويس» ووافقت لأن فلسفة هذه المحلات تتوافق معي، فهي الأخرى تتسم بالجودة وتحظى بثقة عالية في السوق، مما يجعلها تحرص على الحفاظ على هذه الثقة. التشكيلة التي قدمتها لها كانت باسم «سومرست باي أليس تامبرلي» Somerset by Alice Temperley، وكانت جيدة بالنسبة لي لأنها مكّنتني من مخاطبة شرائح أكبر من الزبونات.

* صحيح أن مخاطبة شرائح ذات إمكانيات محدودة مهمة، إلا أننا نلاحظ أن الموضة تركز على كل ما هو غال ونفيس على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية؟

- ربما يعود الأمر إلى رغبة الناس في قطع فريدة تتمتع بالجودة والتصميم الذي لا يعترف بزمن حتى تكون استثمارا بعيد المدى. أنا شخصيا أفضّل أن أستثمر في قطعة متميزة على أن أشتري قطعة متوفرة ومتكررة بشكل كبير في كل المحلات. أشعر بالغضب عندما تتحول الموضة إلى الإنتاج الضخم، وتصبح الكمية أهم من الكيف والجودة. مؤخرا، قرأت كتابا عن حقيقة الأزياء السريعة والرخيصة، وما يترتب عليها من أخطار بيئية، وأيضا الظروف التي تصنع بها هذه الملابس، زادت من قناعتي هذه. فتوفر الأزياء الرخيصة وسرعة إنتاجها كارثي من كل الجوانب، لأنه يعني أن الناس ستستمر في الاستهلاك من دون الانتباه إلى التأثيرات الخطيرة بالإضافة إلى عدم تذوقهم واستمتاعهم بمعنى الجودة الحقيقية.

* لم تذكري إن كانت الأزمة المالية أثرت على أسلوبك أو جعلتك تفكرين في أساليب جديدة لتقليص مصاريفك والتغلب عليها؟

- أعتقد أن كل المصممين اضطروا إلى إعادة تقييم أعمالهم عندما عصفت الأزمة بأوروبا، والتأكد من أن تكون استراتيجياتهم واضحة بحيث تركز على مكامن قوتهم، وهذا ما قمنا به لاجتياز هذه الفترة العصيبة. أما القول إننا تغلبنا عن الأزمة تماما، فهو غير صحيح.

* آخر تشكيلة قدمتها في أسبوع لندن كانت أنيقة للغاية تحاكي الـ«هوت كوتير»، وبحكم أنك تصممين أكثر من خط، فإن السؤال هو كيف تميزين بين كل هذه الخطوط وتجعلينها مختلفة عن بعضها بعضا؟

- سعيدة أن التشكيلة أعجبتك، لأننا فعلا حرصنا على أن نرقى بخط «تامبرلي لندن» Temperley London إلى مستوى عالٍ، مقارنة بخط «أليس باي تامبرلي» Aice by Temperley، الذي يعتبر مناسبا للنهار ومناسباته أكثر، كما أن الخط الخاص بالعرائس مستقل وله أسلوب مختلف تماما.

* لكن أي خط تشعرين بأنه يمثلك أكثر ويجسد أسلوبك وشخصيتك، إن صح القول؟

- أعرف أن إجابتي ستكون من الكليشيهات المتكررة، لكني لن أبالغ إن قلت إن كل الخطوط الثلاثة جزء مني وتعبر عني وعن طموحاتي بشكل أو بآخر، لأنها كلها تجسد الفانتازيا، الأنوثة، العملية والترف المتاح وغير الاستعراضي.

* «أليس باي تامبرلي» استقبل بحفاوة وتهليل من قبل أوساط الموضة ومحبات أليس تامبرلي على حد سواء، كيف ولد هذا الخط؟

- هو جزء من خط «تامبرلي لندن» تقريبا، لكنه يخاطب النهار والأيام العادية أكثر، كما أنه متاح أكثر من ناحية السعر والقطع التي يشملها من الدانتيل والجلد والصوف إلى التفصيل وفساتين السهرة والمساء. يتميز أيضا بأنه خط عصري وشبابي أكثر، لأنه يجب أن يخاطب امرأة تريد قطعا عملية لكل المناسبات.

* أنت أيضا مشهورة بخط العرائس، إلى حد أن اسمك كان مرشحا بقوة لتصميم فستان زفاف كايت ميدلتون؟

- كنت أتمنى ذلك، مثل أي مصمم، لأنه بالفعل خط مهم بالنسبة لنا، بدأ بطريقة طبيعية وصحية، إن صح القول. كان ذلك عندما نشرت صور حفل زفافي في مجلة «فوغ» في عام 2002، لتنهال علي المكالمات من عرائس من كل صوب، يسألن عن فساتيني ومن صممها، إذ غيرت أزيائي 3 مرات خلال الحفل. شجعني هذا الاهتمام على إطلاق هذا الخط، في البداية بتصميم فساتين زفاف صديقاتي والمقربات مني حسب الطلب، والآن نقدم تشكيلتين في العام نعرضهما في أسبوع العرائس بنيويورك سنويا، وفي السنوات الأخيرة، زادت الطلبات بشكل أصبح معه من الصعب تلبيتها كلها، لهذا خصصنا محل «نوتينهيل» بلندن لهذا الخط فقط، بالإضافة إلى توفيرنا لمجموعات وافية في محلاتنا في دبي وقطر ولوس أنجليس وغيرها.

* ماذا يمثل لك هذا الخط تحديدا؟

- أعشقه، لأنه عالم قائم بذاته، يتيح لي أن أبتكر نوعا من الفانتازيا من خلال فساتين تحمل الكثير من المعاني للعرائس. إنه فستان العمر وهذا يكفي لوصفه ويكفي ليحفزني أن أضع فيه الكثير من الجهد والخيال حتى يشبع الحلم الذي راود صاحبته لسنوات.

* من جهة أخرى، فإن أزياء العرائس تجارة مربحة حاليا، مما يفسر حجم المنافسة بين المصممين، وكما قلت أصبح لها أسابيع عالمية خاصة، ما الذي يجعل فساتينك متميزة عما يتم تقديمه من قبل الآخرين؟

- أضع نصب عيني أن أقدم للمرأة قطعا تقطر أناقة ورقيا، وفي الوقت ذاته بأسلوبي الخاص الذي يتسم بالأنوثة والرومانسية وتحدي الزمن من خلال تصاميم تبرز مكامن الجمال في جسدها، حتى تبدو فيها أجمل عروس في العالم. تتباين التصاميم بين الكلاسيكي المستوحى من أسلوب الأميرة الراحلة غريس كيلي، والأنثوي المستوحى من الخمسينات وعصر هوليوود الذهبي، لا سيما نجمات الفيلم نوار.

* يبدو من حديثك أنك متحمسة كثيرا لهذا الخط، كيف تشعرين عند تصميمه مقارنة بخطك العام؟

- بالفعل أعشق تصميم فساتين الزفاف، ففي عالم تامبرلي هناك كثير من الفساتين الحالمة والأنيقة، لكن هناك شيئا ساحر ومبهر عندما أصمم فستانا أعرف أنه سيغذي ذلك الحلم، الذي طالما راود العروس، ويجعلها أميرة متوجهة في ليلة العمر. أجمل ما في هذا العالم، أنه يسمح لي بأن أبتكر قطعا من وحي الفانتازيا من دون أن أنسى فكرة أنه يجب أن يخدم العروس، ويشعرها بالثقة والراحة في الوقت ذاته. فالفستان، مثلا، لا يجب أن يغطي على العروس بل فقط أن يكملها في أحسن صورة. لا أخفيك أني أشعر بالفخر والشرف عندما تختار العروس فستانا من تصميم «تامبرلي» سواء من محلاتنا أو على الموقع الإلكتروني.

* لا شك أن تأسيس وبناء ماركة عالمية ليس بالأمر السهل بالنسبة لأي مصمم شاب، كيف تخطيت الحواجز والصعوبات خصوصا أنك بدأت في سن صغيرة؟

- لا تتخيلي كيف اشتغلنا لكي نصل إلى ما وصلنا إليه الآن، وكيف قاومنا كل المعوقات والصعوبات. فقد عملنا من دون كلل واستنزفنا كل قطرة طاقة أو قدرة إنسانية يمكن تصورها من أجل تحقيق الهدف. منذ البداية، كنت أدرك أهمية التعرف والقيام بكل صغيرة وكبيرة في الشركة، وبما أن الماركة تأسست كمشروع عائلي، كان لزاما علي أن أطلع على كل شيء وأن أتحمل مسؤولية اتخاذ كل القرارات المهمة طوال الـ11 عاما الماضية. في السنتين الأخيرتين، أعدنا هيكلة الدار، ونتطلع حاليا لكتابة فصل جديد في تطورها وتوسعها. وقد افتتحنا منذ أسابيع قليلة محلا جديدا في قطر، ليضاف إلى محلنا في «دبي مول» بالإمارات، ومحلنا الرئيس بـ«بروتن ستريت» في مايفير بلندن.

* ما نصيحتك لأي مصمم شاب يشق طريقه في هذا العالم؟

- العمل بجد ومن دون كلل، وأن يتبع إحساسه وحدسه، وأن لا يصاب بالإحباط عند أول عقبة.

* ما وصفتك أو تعويذتك الناجحة في الحياة عموما؟

- أن أحافظ على هدوء أعصابي، وأن أستمر من دون توقف.

* ما الذي يلهمك؟

- كل شيء في الحياة، فأنا محظوظة من هذه الناحية، لأن عقلي لا يتوقف عن العمل والتقاط الأشياء المحيطة بي إلى جانب السفر والديكور الداخلي، والأفلام القديمة.

* لكل إنسان مكامن قوة وضعف، أين تكمن قوتك وضعفك؟

- قوتي في أني مرتبة للغاية وحاسمة في اتخاذ القرارات، لا أضيع الوقت في التردد، كما أتمتع بذاكرة بصرية قوية. ضعفي يكمن في عدم قدرتي على أن أقول لا في بعض الأحيان، الأمر الذي ينتج عنه أني أجد نفسي غارقة في العمل وفي صراع مع الوقت. فأنا بطبعي لا أحب أن أخذل الناس أو أخيب آمالهم.

* بعض المتابعين انتقدوك بأنك لا تتمتعين بتوجه واضح، ما الذي يقصدونه؟ وهل هم محقون برأيك؟

- نحن نعمل في مجال سريع ومتغير، وأنا لا أهتم بتكسير المتعارف عليه، وتغييره جذريا، كل هدفي أن أقدم أزياء أنيقة وراقية، تجعل كل من تلبسها تشعر بالسعادة والثقة، وتظهر الجانب الجميل فيها، وهذا ليس توجه موضة أو صرعة بل هو فلسفة أومن بها، وإذا كان هذا ما يقصدونه فهم على حق.

* ما الأناقة في نظرك؟

- الأناقة عندما نختار الأزياء حسب مقاييس الجسم، وعندما نعرف ما يناسبه ونحترمه عوض الجري وراء صرعات الموضة وإملاءاتها.

* ما الأساسيات التي تنصحين بها المرأة، ولا تخلو منها خزانتك كامرأة؟

- قميص أبيض بنوعية جيدة، جاكيت أسود مفصل على الجسم وبخامات مترفة وآخر من الجلد، وفساتين لا تعترف بزمن أو بموضة حقبة معينة تجعلها تشعر بالتميز والجمال. بالنسبة للإكسسوارات، لا يمكن أن نشبع من الأحذية سواء، كانت من دون كعب أو بكعب عال

* قطعة لا يمكنك الاستغناء عنها مهما كان؟

- قميص «تامبرلي» والحقيقة أني امتلك الكثير منه إلى حد أني لا أعرف عددها، آخرها كان مطبعا من الحرير الناعم بربطة عنق.

* لو عاد بك الزمن إلى الوراء، ماذا كنت ستغيرين أو تتجنبين؟

- الاستمتاع بكل دقيقة في الحياة وعدم التسرع بإنجاز كل شيء بوتيرة طبيعية، لأن الحياة ليست سباقا مع الزمن. أيضا كنت سأقول لنفسي إن العلم والتعلم ليسا قصرا على مرحلة عمرية معينة، بل نحن تلامذة في الحياة وفي كل يوم نتعلم شيئا جديدا حتى عندما يتقدم بنا العمر، وهذا يعني عدم القول إن الوقت فات لكي نبدأ من جديد.. لا شيء مستحيل أو بعيد.