«ديور» تجدد علاقة حبها القديم بإمارة موناكو بعرض مثير

الأميرة شارلين تستقبل الدار الفرنسية بالأحضان والشوق

TT

لم يكن اختيار دار «ديور» إمارة موناكو مسرحا لعرض تشكيلتها الخاصة بالـ«كروز» لعام 2014 اعتباطا أو وليد الصدفة؛ فالعلاقة بين الدار الفرنسية والإمارة النائمة بين أحضان البحر المتوسط تعود إلى أكثر من نصف قرن، وتحديدا أيام السيد كريستيان ديور الذي ربطته بالأميرة الراحلة غريس كيلي علاقة خاصة، فكما ارتبط أودري هيبورن بهيبار جيفنشي، ارتبط اسم غريس كيلي بكريستيان ديور إلى حد الآن.

كريستيان ديور هو الذي صمم لكيلي فستان خطبتها على الأمير رينيه، كما كان المسوؤل عن أزيائها وملابس مولودتها الأميرة كارولين بعد ولادتها مباشرة، وهو ما أعطى للمصمم فكرة إطلاق خط خاص بالأطفال فيما بعد. بدورها، لم تبخل عليه بالدعم، فهي التي دشنت أول محل للدار في أفينو مونتين بباريس. ورغم موته في عام 1957 فقد بقيت وفية لذكراه، وتظهر بأزياء من تصاميم الدار في معظم مناسباتها المهمة والرسمية. لكن بعد مصرعها، تعرضت العلاقة بين الدار الفرنسية والإمارة إلى نوع من الفتور والهدوء، إلى أن جاءت شارلين، زوجة ألبرت أمير موناكو، التي يبدو أنها وقعت في حب الدار ومصممها الجديد، وتريد أن تحيي تلك العلاقة الرائعة والناجحة بين الإمارة والدار؛ فهي حاضرة دائما في عروض الدار، وظهرت بالكثير من تصاميمها، بما في ذلك فستان من خط الـ«هوت كوتير» ارتدته في حفل العشاء الذي أقامته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بمناسبة مرور 60 عاما على جلوسها على العرش في مايو (أيار) من العام الماضي. لهذا كله، فإن العرض كان شبه تجديد ولاء وحب بين الاثنين: «ديور» وموناكو.

طبعا لا يخفى على أحد أن هذا التجديد يتزامن مع بداية «ديور» كتابة فصل جديد من تاريخها مع المصمم البلجيكي راف سيمونز، الذي يمكن القول بأنه نجم الساعة والساحة حاليا. وليس أدل على هذا من أن نيكول كيدمان خطفت الأضواء من الكل في مهرجان «كان» السينمائي الأخير عندما ظهرت بفستان من تشكيلته الأخيرة، كذلك آنا ونتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ». خط الـ«هوت كوتير» أيضا، حسبما أكدت الدار، يعرف انتعاشا كبيرا في عهده، فرغم أنها لم تكن تعول عليه في السابق لتحقيق الأرباح، مكتفية بأن تحقق لها الـ«برستيج»، فإنه قلب الموازين وحقق المعادلة الصعبة بين الربح والـ«بريستيج»، لأن فكك الـ«هوت كوتير» من مبالغاتها الفانتازية وجعلها معقولة من دون أن يفقدها تفردها وفنيتها.

في عرضه من خط الـ«كروز» الذي شهدته إمارة موناكو أخيرا، نجح مرة أخرى في تقديم تشكيلة تضج بأسلوبه العصري، لعب فيها على الإثارة الحسية والأسلوب الرياضي في مزيج يصعب على أي أحد إتقانه.

سخاء الدار المعهود كان حاضرا من خلال الدانتيل، الذي اعترف راف سيمونز بأنه لم يكن الخامة المفضلة لديه سابقا، وأنه يستعمله لأول مرة حسب ما صرح به لمجلة «ويمنز وير دايلي». وأشار إلى أن فكرته الأولية كانت «أن أبدأ بالكليشيهات التي تعودنا عليها في خط الـ(كروز)، لكني في الوقت ذاته أردت أن أجسد مفهوما جديدا للأقمشة التي لم أتعود على استعمالها من قبل.. كنت أشعر بأن الدانتيل قديم، ومغرق في الرومانسية والنعومة، لكني فجأة فكرت أن أكبر تحد أن أجعله عصريا، حديثا ومستقبليا». وهذا ما كان، فقد اكتسبت الأقمشة، بشتى أنواعها، خفة غير معهودة، سواء استعملت في الجاكيت الأيقوني للدار أو في فساتين شفافة تتراقص بألوان الطبيعة المتوهجة، أو بنطلونات زينت جوانبها بالدانتيل. فقد غلبت على كل القطع نعومة وانسيابية محسوبة جعلتها تتحرك براحة وسهولة، وابتعدت عن التفصيل الصارم الذي اعتمده راف سيمونز في أول تشكيلة له للدار، فهو لم يخف أنه استقصد أن يجعل خفتها مطبوعة ببعض المرح والشقاوة بعيدا عن الجدية، شارحا: «أردنا أن تكون ديناميكية ومنطلقة، بما في ذلك فساتين السهرة والمساء.. فلا شيء مقيد للحركة».