في ورشة متخصصة لصياغة المجوهرات تعيش المصممة السعودية دانة العلمي، عالمها الخاص المفعم بالجمال، محاطة بأجواء كل ما فيها يحفزها على تصميم مجوهرات ثمينة منفذة يدويا بأسلوب فني وجد له قبولا في أوساط أصحاب الذوق الرفيع.
الطريف أن دانة درست وتخصصت في مجال الحاسب الآلي، لكنها قررت أن لا تعمل في مجال تخصصها، مفضلة مجالا كان يستهويها منذ صغرها وهو تصميم المجوهرات، مؤكدة أن «الإبداع لا يرتبط بالتخصص»، وأن هذا الإبداع الفني عندما يولد من الخيال يكون أكثر جمالا مقارنة بما ينتجه الحاسب الآلي الذي ينفذ الأشياء بحساب لكن بلا إحساس. ومع ذلك لا تنكر أن تصميم المجوهرات يتطلب دراية كبيرة بفنون الرسم والنقش، بالإضافة إلى دراية بأنواع المعادن والأحجار المتنوعة وخيال خصب قادر على صياغة قطع فنية متميزة.
تعيد دانة بدايتها الحقيقية إلى خمس سنوات ونصف عندما أنشأت ورشة خاصة بها لتصميم وتنفيذ وإعادة صياغة المجوهرات القديمة بشكل حديث، إلى جانب قطع جديدة بروح عصرية مستلهمة من شتى الحضارات والثقافات والفنون، خصوصا أنها تطمح أن تصبح علامتها عالمية تخاطب شرائح وجنسيات مختلفة.
حاليا هناك إقبال كبير على منتجاتها من قبل السيدات الناضجات اللواتي يملن إلى قطع نادرة وقيمة في الوقت ذاته. تتابع: «منهن من يطلب إعادة صياغة قطع قديمة ومنحها تصاميم حديثة تناسب أذواقهن، ولا شك أن التعامل مع هؤلاء السيدات يساعدني كثيرا في تطوير أسلوبي. فملاحظاتهن وطلباتهن مهمة لقراءة ما تطلبه السوق وترجمته من خلال أعمال فنية تخاطب أرض الواقع. ثم إنه على الرغم من أن العالم يتطور فهناك حنين وعودة إلى القديم، نظرا لندرته وجماله».
في عام 2013 أطلقت أول خط للمجوهرات في معرض صالون المجوهرات في جدة، الأمر الذي كان له أثر طيب على الحضور وعليها، باعتبار أن معارض المجوهرات، سواء المحلية أو العالمية المتخصصة، من أهم السبل التي تحفز المصمم على الابتكار وشحذ موهبته والانفتاح على العالم، فضلا عن أن التواصل المباشر مع عشاق المجوهرات ومقتنيها، يفيد المصمم لأنه يستمع مباشرة لملاحظاتهم وآرائهم. وتؤكد أنها شاركت في معارض دولية ومحلية أخرى، حققت فيها نجاحا ملموسا كانت نتيجته تعاقدها مع شركات مجوهرات عالمية، كما تمكنت من افتتاح وكالة خاصة بصيانة قطع الماركات الكبيرة تعطي الأمان للمتعاملين معها.
ولا تخفي دانة العلمي أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وما لها من قدرة عجيبة للترويج للمصممين وربط شبكة تواصل دائم مع عملائهم، إلى جانب الاطلاع على الملاحظات والانتقادات بشكل مباشر ما يسهم في دفع عجلة تطوير تلك المهنة أو الهواية إلى الأمام.