اهتمام الرجل بمظهره ينعش صناعة التجميل

المستهلك الأميركي وحده يصرف أكثر من 5 مليارات دولار على مستحضرات العناية بالجمال

TT

بالأرقام والأدلة تبين أن اهتمام الرجل بمظهره يتزايد يوما عن يوم، والعهد الذي كان يكتفي فيه بقطعة صابون لتنظيف وجهه وعطر «أولد سبايس» لتعطير نفسه، ولى إلى الأبد. فقد أصبحت له، هو الآخر، حصة لا يستهان بها في سوق مستحضرات العناية بالبشرة. أكبر دليل على هذا أن كل من المصممين توم فورد ومارك جايكوبس التحقا بالشركات الكبيرة مثل «كلارينس» و«ديور» وغيرها، لمغازلته بمجموعة متكاملة من هذه المستحضرات، يتوقع أن يقبل عليها إقبال العطشان على الماء. فحسب مسح قامت به شركة «جي. وولتر تومبسون» أجري على ألف رجل في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، فإن ضغوطات العمل والثقافة الاجتماعية باتت تفرض عليه العناية بمظهره. فالنظرة إلى أن هذه المستحضرات تتعارض مع الرجولة اختفت، وحلت محلها أن المظهر الحسن جزء من النجاح أو بالأحرى وسيلة لتحقيقه. من هذا المنطلق، اعترف 54% منهم أنهم يستعملون منتجات عناية بالبشرة مثل كريمات الترطيب ومضادات الشمس وكريمات الجفون، فيما لم يتردد 33% منهم بالاعتراف بأنهم يستعملون مستحضرات للتخلص من الشعر الزائد و24% بأنهم يقومون بجلسات لتنظيف البشرة بشكل أسبوعي أو شهري، و11% بأنهم يستعملون مستحضرات التسمير وخافي العيوب للتمويه على الهالات السوداء وإخفاء مظاهر التعب والسهر. طبعا هذا الاهتمام يثلج صدور شركات التجميل، ويجعلها متحمسة وكريمة معه، بعد أن تبين أنه أصبح ينافس المرأة ويكاد يلحق بها حسب أرقام المبيعات.

فالمستهلك الأميركي وحده، صرف في العام الماضي، أكثر من 5 مليارات دولار أميركي على منتجات العناية، حسب شركة «يورو مونيتور» العالمية، نصفها كان خاصا بالعناية بالبشرة مقارنة بـ2.4 مليار دولار في عام 1997. البعض يعيد سبب هذا الاهتمام إلى ثقافة الجمال والشباب التي تسود أجواء العمل، بينما يعيدها البعض الآخر إلى التغيرات الثقافية والاقتصادية التي يشهدها العالم ككل والضغوطات الناتجة عنها. فمنذ سنوات قليلة، مثلا، بدأ موظفو طوكيو الإقبال على جرعات الحقن الوريدي لمقاومة الإجهاد والتقدم في العمر حتى يحافظوا على مكانتهم ومراكزهم. وهي عبارة عن جرعات تحتوي على مادة الكولاجين وخليط من مواد مكافحة تقدم العمر والفيتامينات المستمدة من مادة الجولوكوز. وتباع الحزمة من هذه الجرعات والتي تحمل اسم «تينتيكي 10» في أيام الجمعة بعدما ينتهي الموظفون من أعمالهم أو في فترة ما بعد الظهر في منطقة أبيسو بالعاصمة اليابانية طوكيو. وتعني كلمة «تينتيكي» باللغة اليابانية الحقن الوريدية، وتتنوع الجرعات التي يتم إعطاؤها من العقار من 50 سنتيمترا مكعبا من خليط الجولوكوز مقابل ألفين ين (19 دولارا)، إلى خليط «الجمال الكامل» بسعر 3500 ين، وهي عملية لا تستغرق أكثر من 10 دقائق. وهذا يؤكد أنه على اختلاف الثقافات وبعد المسافات فإن ثقافة العمل والجمال واحدة.