الموضة الراقية وأحجار «سواروفسكي».. الزواج الناجح

«باريس هوت كوتير» تحتفل بشراكة عمرها أكثر من قرن

TT

منذ شهر مارس (آذار) الماضي وباريس تحتفل مع دار «سواروفسكي» بمسيرة حافلة من الإبداعات الراقية والفنية في معرض أطلقت عليه عنوان «باريس هوت كوتير».

المعرض الذي تحتضنه قاعة سان جان في فندق «دي فيل» ويمتد إلى 6 يوليو (تموز)، يضم نحو 100 فستان من الأزياء الراقية اختارها بعناية فائقة كل من أوليفييه سايار مدير متحف جالييرا، وآن زازو أمينة المتحف، لكي تسلط الضوء على أهمية الـ«هوت كوتير» كفن قائم بذاته من جهة، ودور شركة «سواروفسكي» في صناعة هذه الأزياء، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ منها من جهة ثانية. بعضها يعود إلى بداية القرن الماضي، مع بداية فن الـ«هوت كوتير» على يد تشارلز فريدريك وورث، والجيل الذي أتى من بعده مثل جون باتو، وبعضها ينتمي إلى هذا العصر.. فالحقيقة التي لا يمكن إنكارها الآن أن تصميم وإنجاز أي فستان يقدر بمئات الآلاف من الدولارات يحتاج إلى ما يبرر سعره، بدءا من الأقمشة المترفة إلى التصميم الذي لا يعلى عليه، وطبعا التفاصيل التي تميزه وتجعله فوق العادي. وقد تخصصت في هذه التفاصيل ورشات كثيرة، مثل «لوساج» و«لوماريه» و«ميشيل» وغيرها، ممن لا يمكنها الاستمرار في عملها والتفنن فيه من دون مواد مترفة. وهذا ما تفتقت به بديهة الجيل الثاني من عائلة «سواروفسكي»، بدخولهم عالم الموضة بكل قواهم محققين نجاحات باهرة. والدليل أن اسمهم يلمع في كل فستان أو قطعة تطل علينا في كل عروض الأزياء العالمية، ولا سيما موسم الـ«هوت كوتير». ومع ذلك فمن الخطأ تجاهل دور المؤسس دانيال سواروفسكي في وضع لبنة هذه العلاقة مع الموضة.. فهو الذي أصبغ على أحجار الكريستال صورة الماس وبريقه، بفضل طريقته في تقطيعه وصقله منذ عام 1895. وفي عام 1900 استعملت لأول مرة في الأزياء على يد مؤسس الـ«هوت كوتير» فريدريك وورث، الذي رصع مجموعة من الفساتين بهذه الأحجار لتبدأ علاقة مستمرة إلى الآن. في عهده، كانت هناك مدرستان، واحدة تتجنب هذه الأحجار ولا تستعملها إلا نادرا مثل «شانيل»، و«إلسا شياباريلي»، و«جين لانفان»، لأنها كانت تميل إما إلى البساطة والهدوء في التصميم وإما إلى الفنية السريالية. أما المدرسة الثانية، فساهمت في جعل هذا الحجر جزءا مهما من الموضة ونذكر من أتباعها، جاك فاث، وجون باتو، وكريستوبال بالنسياجا، ومن بعدهم إيف سان لوران وكارل لاغرفيلد، وهلم جرا. بيد أن النقلة الحقيقية للدار كانت في عهد نادية سواروفسكي، التي دخلت مجال الموضة بكل ثقلها، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تجعل الأحجار التي قطعها جدها لاستعمالها في الديكورات وأشكال حيوانات صغيرة، الحاضر الدائم في معظم العروض الراقية. لتحقيق ذلك، تعاونت مع مصممين عالميين تارة، ومولت مواهب صاعدة تارة أخرى حتى تجعل من الكريستال عنصرا مهما، وبالفعل أثمرت استراتيجيتها وأكدت أنها فعالة. وشجعها نجاحها أن تتوسع إلى مجالات أخرى مثل المسرح وفنون العمارة وغيرها، بالتعاون مع أسماء لامعة لمعان الكريستال، مثل العراقية زها حديد، والبقية تأتي.

* سيستمر المعرض إلى 6 يوليو بفندق «دي فيل»، قاعة «سان جان».