من ميلانو.. بالورد والأزهار

موضة رومانسية.. لكن محفوفة بالمخاطر

TT

ربما تكون «زيغنا» من بيوت الأزياء الإيطالية القليلة التي لم تتبن طبعات ورود جريئة ومتوهجة بالألوان خلال أسبوع ميلانو للموضة الرجالية لربيع وصيف 2014. إذ عانق الباقون هذه الطبعات، بحرارة غير مسبوقة. ولأن ميوتشا برادا، واحدة من هؤلاء، فإن الأمر يستحق وقفة تأمل في أن هذه الموضة لم تأت من فراغ، وأنها رغم صدمة المفاجأة الأولية فقد يكون لها حيز من خزانة الرجل الشاب الآسيوي على وجه الخصوص. «برادا» قدمت ورودا استوائية متوهجة بالألوان، ومثلها اختارت دار «مارني» الألوان المتوهجة والطبعات اللافتة بينما فضلت كل من فيفيان ويستوود ودار «ميسوني» النقوشات المربعة بأحجام متنوعة لكنها أيضا لافتة وتناسب الشباب أكثر.

أما دار «غوتشي» فكانت فيها القصات كلها رومانسية تقريبا تتمحور على الورود التي تجسدت في بدلات مفصلة بأسلوب كلاسيكي وفي سترات الـ«بلايزر» وبعض البنطلونات الواسعة، كما جاءت تارة مطرزة على كنزات من القطن وتارة أخرى على بنطلونات أو «تي - شيرتات» أو حتى معاطف. القاسم المشترك بينها؟ إنها استلهمت من أرشيف الدار، كما تقول المصممة فريدا جيانيني. ما يجعلها مقبولة؟ القصات وتلك الجرعة القوية من الأسلوب «السبور» التي غلبت على كل التشكيلة. المصممة شرحت كرمها في تقديم هذه الباقات للرجل بقولها: «أردت من كل قلبي أن أحقن (السبور) بجرعة دافئة من الرومانسية والإثارة». ورغم أنها نجحت في مرادها إلا أن السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهان الكثير من الرجال، والنساء على حد سواء: هل الرجل مستعد لهذه الرومانسية والإثارة، لا سيما في وقت يعاني منه العالم من أزمة اقتصادية لم يخرج من تبعاتها بعد، وحتمت على الرجل العارف أن يفضل قطعا كلاسيكية تدوم أكثر على صرعات يبهت وهجها بعد موسم واحد أو موسمين على الأكثر. وربما هذا ما انتبه له الثنائي «دولتشي أند غابانا» اللذان استعملا هذه الورود في الـ«شورتات» والـ«تي - شيرتات» خصوصا، وكأنهما يجسان نبض السوق ويقترحان إدخالها بالتدريج إلى خزانة الرجل، على أساس أنها مقبولة في «تي - شيرت» أو قميص أكثر منها في بدلة. ومع ذلك، فرغم المطبات التي تحيط بهذه الموضة من كل الجهات، بما في ذلك العملية التسويقية التي تعتبر أساسية بالنسبة لكل بيوت الأزياء، فإن الخيارات الكثيرة المطروحة للرجل مؤخرا، بحكم أن هذه البيوت تقدم أكثر من تشكيلة في العام، تمكن زبونها الوفي أن ينتقي منها ما يشاء وما يناسب أسلوبه وحياته، وفي الوقت ذاته تمنحها الفرصة في أن تشطح بخيالها بين الفينة والأخرى باسم التجديد وتقديم الجديد.