شارلوت سيمبسون تؤكد أن الموهبة لا تقاس بالعمر

اسم جديد في عالم الموضة يبشر بالكثير

TT

في كل موسم تطالعنا من لندن موهبة جديدة تفور بالشباب والحماس، وتدهشنا بإبداعات حداثية، قد تميل إلى الصرعات لكنها أيضا تخفي بين ثناياها وطياتها روحا متطلعة للنجاح ومبتكرة. ولأن الأمر يتكرر في كل موسم، بحكم أن لندن ولادة للمواهب والصرعات على حد سواء، فإننا تعودنا على الأمر وأصبح تحصيل حاصل. العكس يحصل عندما تظهر موهبة شابة عينها إلى السماء لكن أقدامها مترسخة في أرض الواقع، وهذا تحديدا ما يجذب إلى الشابة شارلوت سيمبسون، التي تعدت الـ20 بسنوات فقط.

درست في جامعة «نورثامبريا»، وعملت مع أسماء لامعة مثل «دونا كاران»، «أماندا وايكلي»، «جوليان ماكدونالد» و«أوليفيا روبين»، مما سلحها بالخبرة. لكنها لا تنسى أن تعيد الكثير من الفضل في تحقيقها ما حققته لحد الآن إلى دراستها في معهد تكنولوجيا تصميم الموضة، الذي حصلت منه على شهادة الماجستير، كما إلى والدها، الذي أصبح مديرا لأعمالها. فاهتمامه بالجانب التجاري والتسويقي يتيح لها المجال للتركيز على الإبداع وما تفهم فيه أكثر. وتشرح أنه «يفهم في الجانب التجاري أكثر مني» الأمر الذي أعطى نتيجته ويثبته حجم الإقبال على أزيائها من قبل النجمات والزبونات المقتدرات، كذلك وجودها في مراكز عالمية مهمة منها منطقة الشرق الأوسط، ومؤخرا أطلقت موقعا إلكترونيا www.charlottesimpson.co.uk حتى تتيح لمن لا يستطعن السفر الحصول على تصاميمها بضغطة زر. وتشير إلى أن إيمان والدها بها وصل إلى حد أنه تخلى عن عمله في المحاماة لكي يساعدها على إطلاق ماركتها. وبالنظر إلى ما قدمته إلى حد الآن، وطريقتها في التفصيل والتعامل مع الموضة، فإنه كان محقا في ثقته بها. فمنذ تشكيلتها الأولى، وهي تثير الاهتمام، بدليل تلك التي قدمتها في عام 2012 في لندن ثم باريس، وكان لها الفضل في فتح العيون عليها. كانت التشكيلة بعنوان «أبعاد بيولوجية» وتميزت بتقنياتها الحديثة وألوانها الهادئة. قالت إنها استلهمتها من طبعات عضوية وتقنيات تطريز تعتمد على علم الحساب والهندسة مزجتها بالموضة. هذه التقنيات نجحت أيضا في إثبات مهارتها في القص وتتبع تضاريس الجسم بشكل لا يقدر عليه سوى المخضرمين.

لموسم الربيع والصيف الحالي، ظلت وفية لأسلوبها الذي تركز فيه على تصاميم تجمع الكلاسيكية بالعصرية وتفننت فيه بطريقة تجعل كل من يراها ينسى أن مصممتها لا تزال في بداية المشوار والعمر، عوض مخضرم متمكن من أدواته ويعرف سوقه حق المعرفة. فقد جاءت التصاميم راقية وخالية من أي بهرجة أو استعراض، وفي الوقت ذاته تضمن أن تتألق صاحبتها مثل النجمة في أي مناسبة. فالأقمشة مترفة والتطريزات خفيفة ومدروسة، تؤكد شارلوت أن تطريزها في بعض القطع استغرق أشهرا حتى تأتي بالشكل المطلوب. وربما هذا الاهتمام بأدق التفاصيل والمهنية العالية هما ما يجعلان كل من يتعرف عليها ويلمس بصماتها، يأخذها بجدية ويتعامل معها على هذا الأساس. تقول إنها استلهمت تشكيلتها لربيع وصيف 2013، من صور علمية وظفتها ببراعة في خطوط رشيقة استغلت فيها الألوان الهادئة والأقمشة الناعمة، مثل الحرير، للحصول على مبتغاها. وتتابع: «بحكم أني أعشق استعمال الخرز والأحجار، ركزت عليها، حتى تخلق ما يشبه خدعا بصرية تتلاعب على انحناءات الجسد لكي تمنحه رشاقة وخفة، كما تظهر أسفل الفساتين لتبدو وكأنها مغمسة في الذهب». ولخلق هذا التأثير مزجت كذلك خامات مختلفة بالإضافة إلى تلاعبها على الياقات والخصر من دون أن تنسى أن قوتها تكمن أيضا في التفصيل البسيط والانسيابي. ومن هنا، جاءت القطع المفصلة على شكل تايورات من الحرير ببناطيل بخصور عالية وبألوان هادئة، فقد كان مهما بالنسبة لها أن يجمع الزي الواحد الأناقة والرقي بشكل يخدم المرأة ويجعلها لافتة لكن دائما من دون استعراض.